سورية

أكاديميون: مؤتمر الحوار لن يحسم هوية سورية المقبلة

| الوطن

قلل أكاديميون سوريون من إمكانية أن يحسم مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي الجدل على صعيد تهديد هوية لسورية المقبلة. واستطلعت «الوطن»، آراء عدد من الأساتذة والمختصين حول إمكانية حصول تقدم في سوتشي في ظل وجود عدة تيارات في سورية مختلفة على تحديد الهوية المقبلة للدولة السورية لاسيما وأن القرار الأممي 2254 دعا إلى أن تكون سورية «علمانية».
وفضل أستاذ العلوم السياسية في جامعة دمشق شاهر الشاهر مصطلح «قلق الهوية»، وشدد على أنه قلق سوري داخلي بحت، وأن الشعب السوري يشعر بالقلق الآن من زاويتين لأنه أولاً تم استهداف سورية من خلال الهوية الوطنية السورية ومن ثم تم توظيف هذه الهوية كأداة لتفتيت الدولة السورية وتحويلها إلى طوائف» على حد قوله. واعتبر الشاهر أن «سوتشي» لن يكون فيه تدخلات دولية بمعنى التدخلات بل هو تكريس انتصار سورية وحلفائها وتكريس روسيا كمنتصر وكراع لإقرار الدستور السوري لكن من يقرر شكل الدستور وشكل الهوية هو الشعب السوري وشكل الدستور سيحدد الهوية القادمة لسورية وهذا يحتاج إلى عمل وإرادة وإجابة على تساؤل كبير للشعب السوري هو من نحن؟ وهذا السؤال يحتاج لبحث وتنظير وبالأساس هو قرار سياسي وقرار أمن وطني.
من جانبه قال، الأستاذ في كلية التربية بجامعة حلب حليم حنا أسمر: بما أن مكونات الشعب السوري ستذهب إلى سوتشي يجب أن نسمع بعضنا في حوار جدي ملتزم في سورية الدولة العتيدة المركزية التي تنقذ الجميع»، على حين رأى أستاذ اللغة العربية في جامعة حلب وعضو مجمع اللغة العربية في دمشق عيسى العاكوب، أن «سورية موجودة من عشرات السنين وعلينا أن نحافظ على مكوناتها جميعاً وأن نرعاها وننميها جميعاً لكي يتسع هذا الوطن لـ23 مليون سوري.
من جهته اعتبر، الأستاذ في كلية الآداب بجامعة حلب فاروق اسليم، أن من سيحضر «سوتشي»، «ليس لديهم مجال للنقاش بل ذاهبون لإقرار ما هو متفق عليه مسبقاً» وأنه «لا يستطيع 1600 شخص أن يقرروا في يوم أو يومين أمراً»، مشدداً على أن ما يحصل على الأرض هو الذي يرسم وهو الذي ستكون له منعكسات في سوتشي».
ورأى اسليم، أنه «من الممكن أن يطرح في سورية عنوانان للاستفتاء الشعبي هل نقول الجمهورية العربية السورية أو نقول الجمهورية السورية والشعب يقول أيهما يريد، لأن العروبة شيء منجز والقضية ستبقى إشكالية».
بدوره، رأى رئيس قسم الدراسات السياسية وعضو الهيئة العلمية في «مركز دمشق للدراسات والأبحاث- مداد» عقيل محفوض، أن «سوتشي» هو جزء من عملية وهو ليس الحدث الذي سيحسم المشكلة لا في بعدها السياسي ولا العسكري ولا فيما يتعلق بالهوية.
وأوضح محفوض، أن هوية المجتمع لا تقررها مؤتمرات بل هي قضية سيرورة وسياق تاريخي وتجاذبات عميقة، وأضاف: «حتى سوتشي قد يرسم في ضوء التوافقات العامة بين الروس والأميركيين والإيرانيين والأتراك وغيرهم»، مشدداً على أن الأولوية اليوم للدولة للحفاظ على مؤسساتها وعلى المجتمع في ظل حالة الحرب والتهديد الوجودي الكبير، وأن «الهوية تأتي في المرحلة الثانية، لأنه لدينا كرد وأرمن وشركس وطوائف متعددة وعلى الدولة أن تعكس هذا التعدد».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن