سورية

أكد أن تصعيد الإرهابيين المسلح والغرب السياسي دليل على «الهيستريا» …المقداد: ما جرى في إدلب ونصيب «لعب في الوقت الضائع»

قلل نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد من أهمية ما جرى في إدلب وجسر الشغور ونصيب، مؤكداً أنه ليس أكثر من «لعب في الوقت الضائع»، ووصف تصعيد الإرهابيين «المسلح» الذي ترافق مع تصعيد «سياسي» أميركي وغربي بأنه دليل على «الهيستيريا» الناجمة عن إخفاقهم في فرض تنازلات سياسية على سورية، وجزم بأن الوضع العملياتي الحالي يتطور بسرعة لمصلحة الجيش العربي السوري في «البعدين التكتيكي والإستراتيجي»، معيداً التشديد على أن «النصر صبر ساعة».
وقبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية في تركيا، أكد المقداد أن أنقرة لن تكون قادرة على الاستمرار في دورها الداعم للإرهاب في سورية بسبب موقف الشعب التركي الرافض، ونقل عن سياسيين أتراك زاروا سورية تأكيدهم أن أيام حزب العدالة والتنمية في السلطة باتت «معدودة»، وأن الأحزاب التركية التي ستحظى بثقة الشعب التركي ستعمل فوراً على وقف الإرهاب.
وفي مقال نشره في صحيفة «البناء» اللبنانية أمس، كشف المقداد أن «القوى والأطراف التي شنت الحرب على سورية عملت على محورين أساسيين لكسب الحرب لمصلحتها: الأول، متابعة إغراق سورية بمختلف أنواع الأسلحة وإيصالها إلى أيدي المجموعات الإرهابية، أما المحور الثاني، فيتعلق بالحرب الإعلامية الشعواء.. على سورية».
وأشار إلى أن السوريين المعتزين بصمودهم طوال أربع سنوات ونيف يعون أن أعداء سورية وأدواتهم من الإرهابيين «قد يحققون اختراقاً هنا أو تقدماً هناك، وهذا بالضبط ما حدث في إدلب وجسر الشغور ونصيب وأماكن أخرى»، لكنهم يعرفون أن ما جرى ليس أكثر من «لعب في الوقت الضائع». وأضاف: «إذا كان البعض يعتقد أن ما حدث في الشمال الغربي السوري مؤخراً دليل على (انتقال) مزيد من الأرض لمصلحة الإرهاب وقواه الأخرى، فإنهم واهمون». وإذ أشار إلى دور تركيا في الهجوم على إدلب وجسر الشغور، لفت المقداد إلى أنها «ليست موجودة في باقي أنحاء سورية لتأمين وصول القتلة والإرهابيين إلى المدن والبلدات السورية». كما أكد أنها «لن تكون قادرة على الاستمرار بذلك في إطار ممانعة الشعب التركي المتصاعدة لهذا الدور سيئ الصيت الذي تقوم به حكومة (رجب طيب) أردوغان و(أحمد) داود أوغلو».
وفي هذا الصدد لفت نائب وزير الخارجية والمغتربين إلى أن وفد الأحزاب التركية الذي زار سورية مؤخراً، طمأن المسؤولين السوريين إلى أن أيام حزب العدالة والتنمية في السلطة «أصبحت معدودة»، وأكد «الأصدقاء الأتراك» أن الأحزاب التركية التي ستحظى بثقة الشعب التركي في الانتخابات القريبة المقبلة ستعمل فوراً على إنهاء الدور التركي الداعم للإرهاب في سورية.
واعتبر أن اعتراف إرهابيي «الائتلاف» الذين يصفهم الغرب بـ«المعارضة المسلحة المعتدلة»، بتعاون فصائلهم وكتائبهم مع تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» في احتلال إدلب وغيرها «يسقط مقولة المسلحين المعتدلين التي يروّج الغرب لها لإعادة تأهيلها وإيجاد أرضية للتعامل معها».
وإذ أكد المقداد أن السوريين سيصمدون كما صمدوا طوال السنوات الأربع الماضية، أضاف قائلاً: «إذا فقد بعض المشككين عقولهم وذاكرتهم في سعيهم للوصول إلى استنتاجات تخدم مصالحهم في إطار حملة مدفوعة الثمن مسبقاً لتخريب وحدة الشعب السوري الوطنية، وتسهيل تدمير منجزات السوريين ومواقفهم وتحقيق ما أخفقوا في الوصول إليه عن طريق الحديد والنار، فإننا نؤكد لهؤلاء أن الشعب السوري.. لن ينسى ولن يكون قابلاً للتضليل»، وتساءل: «ألم يدعي هؤلاء أنهم وصلوا إلى وسط دمشق واللاذقية وحلب وحماة منذ الأسابيع الأولى لبدء أعمالهم الإجرامية في عام 2011؟ فأين هم الآن؟».
وشدد على أن الحرب في سورية كانت في معظم مراحلها انتصارات وإنجازات لمصلحة الجيش العربي السوري. وجزم قائلاً: إن «الوضع العملياتي الحالي يتطور بسرعة لمصلحة جيشنا والقوات المسلحة في البعدين التكتيكي والإستراتيجي». كما جزم بأن التصعيد المسلح من الإرهابيين، وتصعيد الهجمة السياسية من المسؤولين الأميركيين والغربيين لا يدل إطلاقاً على ثقة بالنفس منهم، واعتبره «دليلاً بالغ الأهمية وواضحاً للعيان على الهيستيريا التي أصيبوا بها جميعاً بعد إخفاقهم المستمر في تحقيق أي تقدم يذكر، وخصوصاً في إطار محاولاتهم لفرض تنازلات سياسية على سورية قيادةً وشعباً كما أنه ينعكس إخفاقاً ذريعاً في تسويق «انتصاراتهم» الموهومة».
وأشار إلى أن «مصر (سقطت) بسهولة بيد الإخوان المسلمين وكذلك تونس والمغرب وليبيا خلال أيام في عام 2012، على حين صمدت سورية أياماً وأسابيع وأشهراً وسنوات»، مؤكداً أن ذلك ما أغاظ المتآمرين، وأكد أن «النصر هو صبر ساعة، وساعة النصر التي ناضل شعب سورية وقاوم من أجل الوصول إليها تقترب كل يوم».
وختم المقداد مقالته، بالتأكيد: إن «مساحة التفاؤل بدحر حرب الإرهاب على سورية تتسع في كل يوم»، مشيراً إلى أن عوامل تحقيق هذا الهدف قائمة، في ثالوث الجيش والقيادة والشعب. وأكد أن «النصر قادم… وسيعود ربيع سورية محملاً بعبق الزهر لها ولأمتها ولكل من وقف إلى جانبها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن