رياضة

الحرفيون حصان الدوري الأبيض والفريق يمتلك الكثير

| حلب – فارس نجيب آغا

قلب الحرفيون كل التوقعات وضرب حتى الآن رقماً فريداً من نوعه في ظل النتائج التي حصدها مع ربانه أنس صاري، الذي حضر في الأسبوع الخامس من بطولة دوري المحترفين خلفاً للمستقيل مصطفى حمصي الذي لم يسر على عهده الفريق كما يجب رغم المجموعة الجيدة التي يمتلكها وجلها من ناديي الاتحاد والحرية، الحرفيون أحدث حالة نادرة حتى الآن وغير متوقعة من خلال إسقاطه فرقاً كبيرة لها اسمها ووزنها عبر التغلب عليها وفي ملعبها وهو شيء لم يحدث من قبل لمعظم الأندية الصاعدة حديثاً لدور المحترفين، لكن الحرفيين شكل ولادة فريق صدم منافسيه وبشكل غير متوقع بعد أن اعتقد أغلبية المتابعين أنه سيكون لقمة سائغة ومجرد كومبارس وسيعود لما كان عليه في دوري الدرجة الأولى.

بصم منذ البداية
ربما الأسابيع الأولى لم توح لنا بمشاهدة فريق سيقلب الطاولة إثر نتائج عادية جداً وذلك على عهد مدربه مصطفى حمصي، حيث تأرجح الحرفيون ولم يكن بذلك الفريق القادر على الصمود أمام خصومه باستثناء لقاء الافتتاح مع جاره الاتحاد حين فرض عليه تعادلاً سلبياً، وربما شاء القدر هذا الأمر في ظل حساسية فرضتها المواجهة مع فوز على الجهاد ثم تراجع إثر هزيمتين من الشرطة والوثبة كانتا كفيلتين بوضع حد من خلال استقدام الصاري، وبداية مرحلة جديدة عرف من خلالها الفريق الانتصارات والتقدم على سلم الترتيب بشكل لافت وأجبرت جميع الفرق على احترامه لأنه شكل مفارقة كبيرة، وأكد أنه الحصان الأبيض وليس الأسود كما درجت العادة من خلال التسمية لكل ما يحدث من مفاجآت غير متوقعة لفرق صغيرة، لا أحد يتوقع لها أن تترك أثراً وبصمة قوية وتتغلب على فرق أكبر منها تاريخاً وعراقة وإنجازات وتلك حلاوة كرة القدم تعطي من يعطيها، والحرفيون كمجموعة ممزوجة بين الخبرة والمواهب الشابة بذلت جهداً وأدت بواقعية ولعبت ضمن إمكاناتها فعرفت من أين تسلك طريقها وتتجاوز خصومها وتتقدم على اللائحة بعد إحدى عشرة جولة محتلة المركز الرابع بجدارة، مثبته أن ما حدث ليس صدفة أو ضربة حظ بل هو نتاج عمل أفرز هذا الواقع مع مدرب محنك له خبرة منافسات الدوري المحلي من خلال تجاربه السابقة، حيث أعاد ترتيب الأوراق من جديد وعدل في التشكيل وأسلوب اللعب ونجح بقيادة فريقه بكل حنكة ودهاء وسرق نقاطاً مهمة من خصومه وأبرزهم المحافظة وتشرين والكرامة مع طموح المواصلة على المنوال ذاته كما يؤكد خلال ما تبقى من مرحلة الذهاب والإياب فالفريق يمتلك الكثير بعد وهو قادر على السير بخطا ثابتة وما أنجز وتحقق من نتائج ليس بالحظ بل هو نتاج عمل جماعي حصدنا ثماره.
حصيلة رقمية
«الحرفيون» بعد إحدى عشرة جولة من دوري المحترفين تربع على المركز الرابع بجدارة جامعاً 18 نقطة من 5 مرات فوز و3 تعادلات و3 هزائم حيث سجل 11 هدفاً وتلقت شباكه 9 أهداف وجاءت انتصاراته على فرق: الجهاد، المحافظة، تشرين، المجد، الكرامة على حين تعادل مع الاتحاد، الطليعة، النواعير، وهزم من الشرطة والوثبة والجيش وتعاقب على تسجيل أهدافه أحمد كلزي 5 أهداف، وهدف وحيد لكل من: حسام شوا، عمار شعبان، محمد العبدو، زكريا بودقة، غيث عويجة، محمد نضال محمد.

مخضرمون وشبان
كما يبدو فقد برز الهداف المخضرم أحمد كلزي وشكل عمار شعبان عبر جبهته اليمنى مركز رعب لجميع الفرق وكان مفتاح الفريق إضافة إلى المخضرم أيمن حبال ابن نادي الاتحاد وحازم جبارة وحسن مصطفى والحارس أمير نجار من الحرية ولفت الشاب نضال محمد وطالب عبد الواحد الأنظار إليهم وهم من المدرسة الاتحادية أيضاً ويبقى للمدرب أنس صاري بصمة واضحة على الفريق وخاصة بعد تسلمه المهمة حيث باتت الفوارق واضحة تماماً على الحرفيين الذي أجبر الجميع على احترامه.

إمكانيات وتفوق
الكابتن أنس صاري أثنى على ما قدمه لاعبيه بعد إحدى عشرة مرحلة واعتبر النتائج منطقية بناء على الأداء وقوة فريقه الذي كان نداً لجميع خصومه وقد لعب بأسلوب يناسب لاعبيه وحدثت تعديلات بعد تسلمه المهمة وكانت في مصلحة الجميع، احترمنا خصومنا ولعبنا وفق ما نملكه مع جهد كبير بذل في أرض الملعب رغم قلة الإمكانات لكننا تفوقنا على فرق لها اسم وتاريخ وباع طويل وهذا عائد لإيمان اللاعبين بقدراتهم، المنافسة تحتاج لضخ مال كبير وهذا ما لا نملكه لكن وفق ما قدم لنا فقد حققنا أكثر من المطلوب حتى الآن، سنواصل القتال على المنوال ذاته ولن نكون صيداً سهلاً، كما اعتبر البعض، والانتصارات التي سجلت نتاج تكتيك معين وتفوق على كل الفرق التي قابلناها، راضين تماماً حتى هذه المرحلة ونعد بإكمال المشوار واحتلال مركز جيد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن