عربي ودولي

إسرائيل تبحث عن شبكة أمان دولية لتبرير احتلالها وكثفت علاقاتها مع الصين وروسيا … نبيل شعث لـ«الوطن»: واشنطن لم تعد وسيطاً واعتراف أوروبا بالدولة الفلسطينية واجب أخلاقي

| فلسطين المحتلة- محمد أبو شباب

أكد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس نبيل شعث، أن اعتراف الاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية واجب أخلاقي وسياسي، وأن هذا الاعتراف سيشكل دفعة سياسية للفلسطينيين في مواجهة الإدارة الأميركية وكيان الاحتلال.
وأشار شعث في حديث لـ«الوطن» إلى أن الجانب الفلسطيني قاطع زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس لقناعته بأن الدور الأميركي في عملية السلام انتهى ولم تعد واشنطن اللاعب الوحيد في الساحة الدولية وخصوصاً بعد قرار الرئيس دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال. وشدد شعث على ضرورة تشكيل إطار دولي يكون راعياً لعملية السلام كبديل دون استبعاد واشنطن. وتطرق الحديث مع شعث إلى ملامح الخطة السياسية الفلسطينية، وصفقة القرن التي تروج لها واشنطن، وفيما يلي النص الكامل:

• ما أهداف الحراك الدبلوماسي الفلسطيني المكثف وخاصة مع الاتحاد الأوروبي؟

المطلوب أولاً من كل الدول الأوروبية، أن تعترف بالدولة الفلسطينية، والرئيس محمود عباس قام بجولة خارجية لعدة دول أوروبية، وذلك لدعم أي عملية سلام في المستقبل، وثانياَ، نريد من أوروبا أن تكون ضمن أي إطار دولي لعملية السلام، والولايات المتحدة تنحاز بشكل صارخ لكيان الاحتلال، ونحن لا نريد أن نستبعد دور واشنطن، ولكن نريد إحياء المبادرة الفرنسية لحصد مزيد من التأييد للدولة الفلسطينية، نريد أن يكون هناك إطار دولي تشارك فيه أوروبا والصين والبرازيل واليابان، وثالثاً نريد من الاتحاد الأوروبي الاستمرار في دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وخصوصاً بعد قرار ترامب بقطع المساعدات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، ونعلق آمالاً كبيرة على الأوروبيين في لقاء بروكسل، ونرجو أن يخرجوا بنتائج تصب في مصلحة القضية الفلسطينية.

• لماذا تخاف إسرائيل من اعتراف دول أوروبية بالدولة الفلسطينية؟

دول سلوفينيا وبلجيكيا وايرلندا تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهي من أقرب الدول للشعب الفلسطيني، ونعلق آمالاً على هذه الدول بالاعتراف بالدولة الفلسطينية لأن ذلك سيكون انعطافه مهمة في القضية الفلسطينية.

• كيف أثر الموقف الرسمي الفرنسي من عدم الاعتراف حتى الآن بالدولة الفلسطينية في دول أوروبا؟

لو أن فرنسا اعترفت بالدولة الفلسطينية لاعترفت هذه الدول منذ زمن أيضاً، وهذه الدول تنتظر الآن دعماً أوروبياً للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي تقف مع القضية الفلسطينية العادلة.

• هل أوروبا محرجة وهي تعترف بدولة احتلال ولا تعترف بشعب يخضع للاحتلال؟

نقول للدول الأوروبية: ما دمتم تريدون حل الدولتين، فكيف لكم أن تعترفوا بالدولة المحتلة، ولا تعترفوا بالدولة التي تقع تحت الاحتلال وهي الدولة الفلسطينية، وإسرائيل تحاول الضغط لعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية لكنها لن تنجح لأنها باتت في عزلة دولية بسبب سياساتها الاستيطانية.

• كيف تنظرون إلى زيارة نائب الــرئيس الأميــركي مايـك بنس للمنطقة؟

نحن لا نضغط على مصر والأردن بعدم استقبالهم نائب الرئيس لأميركي وندرك أن الأشقاء العرب عندما يلتقون بنس هم ينقلون كلامنا نفسه الذي نريده لواشنطن وأبلغوهم بالموقف الفلسطيني، ونحن غير جاهزين للقاء ترامب ولا بنس، وبالخبرة واجهنا العدوان الذي قام بها ترامب بقراراته الأخيرة حول القدس واعتبارها عاصمة لكيان الاحتلال، وذلك عبر عدم إشراك واشنطن في عملية السلام وحدها، نحن لم نطلب من أي دولة عربية عدم لقاء المسؤولين الأميركيين، وما طالبناه أن يعبروا لهم عن موقفنا الرافض لقرارات ترامب الأخيرة.

• هل يحمل بنس في حقيبته «صفقة القرن»؟

ليس هناك «صفقة قرن»، ونحن لم نخرج منها إلا بصفعة القرن كما قال الرئيس عباس في خطابه خلال جلسة المجلس المركزي، عملية السلام أضاعت من وقتنا الكثير وعلينا الذهاب إلى الإطار الدولي جديد لإحياء عملية السلام.

والإطار الدولي هي مجموعة من دول العالم القوية، ولها نفوذ كبير في العالم، وليس واشنطن وحدها هي من لها نفوذ، مثل إطار باريس ثم يتحول إلى إطار أصغر على غرار الدول التي رعت الاتفاق النووي الإيراني الذي كان يضم خمس دول، وهناك وسائل عديدة للوصول إلى إطار دولي لتحقيق السلام الذي يكفل الحقوق الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية وحق اللاجئين بالعودة، هذا ما نريده هو تطبيق الشرعية الدولية للوصول إليه.

• وهل ستوافق إسرائيل على إطار يفرض الحلول عليها؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد أي حل سياسي، يريد الاستمرار في مسلسل الاستيطان، وسرقة الأرض وتدمير الاقتصـــاد الفلسطيني، وحتى أنـــه لا يريـد صفقــــة القــــرن، لكنــه في النهاية لا يستطيع أن يواجه العــالـم، لأن أميركا ليست هي من تحكم العالم ولذلك هو نسج علاقات مع روسيا والصين، وقام بزيادة عدد العاملين في السفارة الإسرائيلية في الصين لـ264، وهذا أكبر عدد في كل سفارات العالم، كما أن إسرائيل نشطت اقتصادياً بشكل كبير مع العديد من دول العالم، وتقوم بالتبادل العسكري مع روسيا والصين، وتدرك أن العالم ليس هو الولايات المتحدة، ولا يستطيعون البعد عن العالم، ونتنياهو بصدد الإعداد لقمة إفريقية إسرائيلية، ودولة جنوب إفريقيا أحبطت توسعه في إفريقيا، فدولة الاحتلال تبحث عن شبكة أمان دولية للاستمرار في سرقة الأرض الفلسطينية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن