سورية

من دون تقدم.. عدوان أردوغان على عفرين يتواصل

| الوطن- وكالات

لليوم الثالث على التوالي تواصل العدوان التركي السافر على منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، ورغم الحشود والضجيج الإعلامي الذي حرص رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان على تسخيرهما لعدوانه إلا أنه لم يحقق أي تقدم لافت حتى يوم أمس.
وأورد «الإعلام الحربي المركزي» تقريراً، أكد فيه أن تركيا وفصائلها فشلوا في تحقيق أي إنجاز ميداني خلال ثلاثة أيام للعدوان، رغم استمرار الطيران التركي في شن الغارات على قرى ريف مدينة عفرين ومركز المدينة مستهدفاً منازل المدنيين ومقرات عسكرية للوحدات الكردية.
وأوضح التقرير، أن القوات التركية البرية تقدمت من خمسة محاور باتجاه عفرين أولها من جهة بلدة بلبل الحدودية أقصى الشمال، والثاني من جهة راجو شمال غرب والثالث من جهة شيخ الحديد غرب عفرين، أما الرابع فمن جهة جنديرس جنوب غرب، والخامس هو محور اعزاز شرق عفرين، لافتاً إلى قيام 3 طائرات من طراز إف 16 باختراق الأجواء السورية في اليوم الأول للعدوان.
ونقل التقرير عن «مصادر كردية» قولها: إن الطائرات التركية قصفت مدجنة في قرية كلجبر كانت تحوي مدنيين نازحين من القصف العشوائي للعدوان التركي ما أدى لوقوع مجزرة راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى، بعد عجز الميليشيات المدعومة تركياً من تحقيق أي إنجاز ميداني على الأرض بعد مرور ثلاثة أيام على العدوان، حيث اقتصرت سيطرة الميليشيات المهاجمة على بعض العوارض والمرتفعات الحدودية التي تتمركز فيها الوحدات الكردية والتي بدورها قامت بإعطاب دبابتين للجيش التركي واستهداف مصادر النيران.
وأقرت وسائل إعلام تركية، بمقتل شخصين و12 مصاباً في قصف صاروخي نفذه المسلحون الأكراد على معسكر لما يسمى «الجيش الحر» قرب الحدود التركية، على حين قالت مصادر أهلية إن أميركيين قتلا نتيجة الهجمات الجوية للطيران التركي على ضواحي عفرين أمس.
ولفتت تنسيقيات المسلحين إلى وصول تجهيزات عسكرية ضخمة لميليشيا «الحر»، تحضيراً لعمل عسكري ضدّ «الوحدات الكردية» على جبهة مدينة مارع في ريف حلب الشمالي أيضاً الأمر الذي اعتبره مراقبون محاولة تركية لتشتيت القوة الكردية عبر توزيعها على عدة محاور.
وامتدت غارات سلاح الجو التركي أمس إلى الشريط الحدودي في منطقتي القحطانية ورأس العين بريف الحسكة وسط حركة نزوح لأهالي المنطقة هرباً من القصف.
وبحسب مواقع إلكترونية معارضة، فإنه وحتى يوم أمس كانت ميليشيا «الحر» تسيطر فقط على أربع تلال إضافة إلى قريتي بالي كوي وآده مانلي، في ناحية راجو شمال غربي المدينة، وقرية شنكل في المحور ذاته، إلى جانب قرى كورني وشيخ باصي ومرصو وحفتار في منطقة «بلبل».
في المقابل نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن رئيس ممثلية أكراد سورية في موسكو، رودي عثمان، قوله: إن القوات الكردية أجبرت القوات التركية والجماعات المرتبطة بها على التراجع.
وبحسب عثمان، حاول جنود من الجيش التركي ومسلحين من الميليشيات الوصول إلى مدينة عفرين بمساعدة غطاء جوي تركي استهدف بالصواريخ مواقع للقوات الكردية المنتشرة في المدينة، لكن محاولة الخرق باءت بالفشل واستطاعت «قوات سورية الديمقراطية- قسد» صد الهجوم من 5 محاور مختلفة، على حد قوله.
وقال عثمان: إن «المواقع التي حاولوا السيطرة عليها انسحبوا منها بعد ذلك». وأضاف: «قتل من الأتراك نحو 10 جنود وأكثر من 20 عنصراً تابعين للمعارضة المسلحة السورية وتم نقلهم إلى مدينة إعزاز السورية المحاذية للحدود التركية».
في غضون ذلك، أقر والي إقليم لواء الإسكندرون السليب إردال أطه، بسقوط قذائف من الجانب السوري على مدينة ريحانلي في الولاية، أسفر السبت عن إصابة 47 شخصاً بينهم 17 مواطناً سورياً، توفي أحدهم في وقت لاحق، إلا أن «قسد» رفضت الاتهام واتهمت قيادتها العامة في بيان نشر على الموقع الرسمي لـ«الوحدات» جيش الاحتلال التركي بضرب منطقة ريحانلي «لتبرير المجازر المستمرة».
وفي مؤتمر صحفي من مدينة عين عيسى بريف الرقة، قال المتحدث باسم «قسد» كينو غابرييل: إنهم يدرسون احتمال إرسال المزيد من القوات إلى عفرين ودعا إلى بذل جهود دولية لوقف الهجوم التركي، على حين قال المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» نوري محمود بحسب وكالة «رويترز» على هامش المؤتمر الصحفي: إن قواتهم أعدت نفسها بسبب توقعها لهجوم من تركيا.
وفي رسالة موجهة تحت عنوان «نداء عاجل» وجهت كنيسة الراعي الصالح رسالة طالبت فيها بحماية دولية عاجلة للمؤمنين في عفرين ووقف القصف التركي، موضحة أن « 250 عائلة مسيحية تتعرض في هذه اللحظات للقصف يرافقه تهديد من فصائل إسلامية متطرفة».
أما ما يسمى «الهلال الأحمر الكردي فرع عفرين»، فطالب في بيان «جميع منظمات حقوق الإنسان ووكالات الأمم المتحدة زيادة الضغط على الجهات التي تقوم باستهداف المدنيين، ووقف القتل المستمر الذي تقوم به الحكومة التركية ضد الأهداف المدنية في عفرين».
مصادر إعلامية معارضة، ذكرت أن حصيلة العدوان التركي حتى مساء أمس كانت 54 قتيلاً بينهم مقاتلون أكراد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن