سورية

تعاون بين موسكو ودمشق في التحقيق مع الإرهابيين الروس

| الوطن- وكالات

على غرار تحالفهما في مكافحة الإرهاب ونجاح هذا التحالف، اتفقت موسكو ودمشق على التعاون في التحقيق مع المواطنين الروس الذين قاتلوا في سورية في صفوف التنظيمات الإرهابية، على حين أكدت أكاديمية أميركية أن بلادها تهدف إلى الحفاظ على الحضور العسكري في سورية، متوقعة أن ذلك سيمثل تكراراً للهزائم التي تكبدها الجيش الأميركي في أفغانستان والعراق.
وقاتل إلى جانب تنظيمي داعش و«جبهة النصرة» الإرهابية العديد من الإرهابيين الذين قدموا من الجمهوريات الروسية وأظهرت صور ومقاطع فيديو تم تناقلها خلال سنوات الأزمة العديد منهم.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن المتحدثة باسم لجنة التحقيق الروسية سفيتلانا بترينكو، أن رئيس اللجنة ألكسندر باستريكين اتفق مع المسؤولين السوريين خلال زيارته سورية على «تسليم الجانب السوري لموسكو ملفات القضايا الجنائية التي تم فتحها للمواطنين الروس الذين توجهوا إلى سورية بهدف الانضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية»، دون أن يوضح متى تمت الزيارة.
ولفت الموقع إلى أن الزائر الروسي التقى رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك، ومدير القضاء العسكري محمد كنجو حسن، إضافة إلى عقده اجتماعاً مع المحققين العسكريين الروس في قاعدة حميميم العكسرية الروسية.
وبحسب ما أورد الموقع، فإن باستريكين بحث خلال اللقاءات مع المسؤولين السوريين، المسائل المتعلقة بالتعاون في التحقيق في الجرائم بحق العسكريين الروس، وجرائم تنظيم «داعش» بحق المدنيين في سورية.
يذكر أن موسكو أفصحت في وقت سابق، عن عدد المواطنين الروس المنضمين للتنظيمات الإرهابية في سورية، وأوضحت أن هؤلاء ستتم محاسبتهم وفق القوانين الروسية، وأنه سيتم نقلهم إلى موسكو وإخضاعهم للقضاء الروسي لينالوا جزاءهم.
وأعرب مراقبون عن اعتقادهم بأن دمشق تمتلك معلومات وبيانات مهمة حول الإرهابيين ولا سيما أن الجيش اعتقل وقتل العديد منهم خلال معاركه على امتداد البلاد ما يمكن لاحقاً من الاستفادة في تحليل هذه المعلومات لمعرفة وجهة الإرهابيين المقبلة مع اندحار تنظيم داعش في سورية.
وربط المراقبون بين الإعلان الروسي وتحالف موسكو مع دمشق في مواجهة الإرهاب، معتبرين أن من شأن التعاون في التحقيقات أن يؤسس لقاعدة بيانات مهمة يمكن استخدامها لاحقاً في ضبط تهريب الإرهابيين عبر بقاع العالم وخاصة المنحدرين من الجمهوريات الروسية.
يأتي لقاء باستريكين مع كنجو حسن وفق المراقبين لتأكيد الثقة الروسية بالتشريعات والقوانين السورية، وتمهيداً لتعاونات أخرى في المجال القانوني بين البلدين. في الأثناء، أكدت أستاذة العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا الأميركية جنيفر لوفنستاين، أن سياسة الولايات المتحدة في سورية لا تهدف أبداً إلى مكافحة تنظيم داعش الإرهابي بل تهدف إلى الحفاظ على الحضور العسكري في هذا البلد، مبينة أن استمرار هذا الحضور سيمثل تكراراً للهزائم التي تكبدها الجيش الأميركي في أفغانستان والعراق.
وأشارت لوفنستاين في تصريح نقلته وكالة «سانا» إلى دور أميركا في تشكيل الجماعات والتنظيمات المتطرفة في المنطقة، وقالت: إن العديد من الساسة الأميركيين يعانون ضيق الأفق ويعملون على استخدام هذه الجماعات دون الاهتمام بنتائج هذه السياسة على الأمد الطويل.
ووصفت الأكاديمية الأميركية سياسات الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب بـ«المثيرة للقلق»، وقالت: إن ترامب يفتقر إلى الخبرة في السياسة الخارجية وليس لديه أي خطوط عريضة محددة وهذا أدى إلى تخبط أميركي في سورية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن