ثقافة وفن

«قصص لم ترو بعد».. من دمشق إلى أثينا … جحجاح: المعرض قصص حقيقية عن الحياة في بلاد الياسمين تغيّر الطريقة التي يفكرون فيها عن سورية

| سارة سلامة

من دمشق إلى أثينا تستمر «ألف نون» بالتقاط الابتسامة والأمل والحلم عبر الجمال والمحبة والإبداع الذي ليس له حدود، بكل البيئات والألوان والأفكار، فرسالة السوريين لم تنته رغم كل المحاولات التي جاءت لإخمادها وبقوا يصدرون فنهم رغم الحرب إلى العالم أجمع ليبينوا حقيقة سورية وقدرتها على الاستمرار في خلق الفن والإبداع بكل جيل، وهذا ما دفع ثمانية فنانين سوريين ليجتمعوا معاً في فنهم وعشقهم لبلدهم حاملين معهم هذه الصورة النيرة لسورية وفنانيها ويشكلوا عبر فنهم رسالة عن المحبة والسلام ذاهبين بها إلى أثينا، حيث افتتح في مدينة ماروسي اليونانية معرض تشكيلي لثمانية فنانين سوريين بعنوان «قصص لم ترو بعد»، نظمته مؤسسة «مناس غانم» للفنون وصالة ألف نون للفنون والروحانيات، وذلك بالتعاون مع اللجنة الوطنية اليونانية لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم «اليونيسكو»، ومحافظة ماروسي، والفنانون المشاركون هم كل من: «بشير ونعمت بدوي، وسراب صفدي، وأكسم طلاع، وموفق مخول، وجمعة نزهان، وجان حنا، وبديع جحجاح».

نتبادل الحب والأمل

وعن المعرض ودوره وأهميته في هذا الوقت التي تمر به سورية يقول الفنان بديع جحجاح: «إن البشر كلهم واحد فنحن جميعاً نعمل بجد ونتشارك ثقافاتنا المختلفة كي نكون جزءاً من الدائرة الحضارية والإنسانية لأنها بالمحصلة هي مجموع كل تلك الثقافات التي تشكل عالمنا اليوم».
وأضاف جحجاح: «إننا نبتسم ونضحك ونبكي ونصلي ونتأمل باللغة نفسها التي تبوح بها قلوبنا، في اليونان أو في سورية أو في أي مكان من هذا الكون، جميعنا مرتبطون ببعضنا من خلال الروح التي تسكننا وتشع بالخير واللطف والجمال وتعتبر أن الإيمان والأمان والفرح هي الجسر لارتقاء الإنسان».
وبين جحجاح: «أن المعرض يضم ثلة من الفنانين السوريين الذين عايشوا تفاصيل الحرب اليومية التي لم تؤثر رغم قسوتها في أرواحهم ذات الجذور السورية النقية وظلوا يرسمون الأمل والحب والحلم والطفولة عبر إيمانهم العميق بأن الغد أجمل وأن الإنسان المجد والمحب والمنفتح سينتصر على كل ما هو متطرف ومغلق ولا يشبه الطبيعة الأم والثقافة التي ينتمون إليها، وفي هذا المعرض نتبادل الحب والأمل معكم على طول الطريق من دمشق إلى أثينا، وهما عاصمتان من الحضارات والتراث القديم الذي شكل العالم في الماضي وأنا واثق بأنهما سوف تستمران في رفد العالم بالنور والإلهام في المستقبل».
وأعرب جحجاح: «عن أمله بالاستمتاع بهذه الرحلة الفنية عبر اللوحات من القصص السورية التي لم تخبروا بها من قبل، قصص حقيقية عن الحياة في بلاد الياسمين التي من شأنها تغيير الطريقة التي تفكرون فيها عن سورية الآن، أنصتوا إلى تلك اللوحات لأنها ستمنحكم طمأنينة وابتسامة من القلب إلى القلب».
وأوضح جحجاح: «أن سبب اختيار مدينة ماروسي التابعة للعاصمة أثينا لاستضافة المعرض هو أن دمشق وأثينا عاصمتان من الحضارات والتراث وهما مصدر إشعاع النور والإلهام لمبدعي العالم ورغبة منا كسوريين في توجيه رسالة جمال وسلام إلى المتذوقين الأوروبيين بدءاً من أثينا وإلى مختلف أنحاء العالم».
وتناولت اللوحات موضوعات متعددة منها رصد الواقع السوري وما تم تداوله في وسائل الإعلام الغربية التي صدّرت القتل والدمار، وعملوا من خلال المعرض لإبطال كل ما نُشر وتُدوول عن سورية ظلماً، بأدوات فنهم التي لا تتعدى الحب والفن والجمال والإبداع، ويذكر أن المعرض مستمر حتى شباط المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن