سورية

ندد بقرار أميركا تخفيض التبرعات.. وأرجعه للمواقف الدولية من نقل السفارة إلى القدس … مسؤول في «الأونروا» لـ«الوطن»: لن نقطع شركاتنا مع سورية والوكالة ليست للبيع

| موفق محمد

أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أنها لن تستجيب لشروط أميركا بقطع شركاتها مع سورية، وشددت على أن الوكالة «ليست للبيع»، معتبرة أن تقليص واشنطن لتبرعاتها للوكالة، هو عقاب للأخيرة بسبب المواقف الدولية والموقف الفلسطيني المناهض للقرار الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وفي مقابلة مع «الوطن» عبر «السكايب»، قال الناطق الرسمي باسم الوكالة التابعة للأمم المتحدة سامي مشعشع والمقيم في القدس: إن «الرد العالمي والفلسطيني على القرار الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس جاء قوياً ما أدى إلى ردود فعل من الإدارة الأميركية تمثلت إحداها بتخفيض نسبة التبرعات المرصودة من الإدارة الأميركية إلى الأونروا بنسبة كبيرة».
وأشار مشعشع إلى أنه في «العام الماضي 2017 بلغت قيمة التبرعات الأميركية الإجمالية لميزانية الأونروا 350 مليون دولار أميركي من أصل مليار و300 مليون دولار، وعندما نتحدث عن التبرع الأميركي الإجمالي، نحن نقصد أنهم يعطوننا 125 مليون دولار من ميزانيتنا العادية الأساسية التي تمكننا من تقديم خدماتنا المعروفة للاجئين الفلسطينيين بالإضافة إلى تبرعاتهم المهمة لنا لتيسير خدماتنا مثل خدمات الطوارئ في سورية والأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتالي هذا المبلغ الكبير 350 مليون دولار من أصل مليار و300 مليون حُجّم إلى 65 مليون.
وأوضح، أن القرار الأميركي بتخفيض التبرعات إلى 65 مليون دولار اشترط صرفها فقط في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن وألا يصرف منها أي مبلغ في سورية ولبنان.
ولفتت مشعشع إلى أنه وعلى ضوء التطورات في قرار نقل السفارة إلى القدس والتصويت في الجمعية العمومية ضد القرار من قبل السواد الأعظم من الدول، «نشعر أننا تمت معاقبتنا بطريقة غير مباشرة كنتاج لهذا التصويت»، مشدداً على ضرورة فصل الجانب السياسي عن الجانب الإنساني.
وبعد أن أشار مشعشع إلى أن الولايات المتحدة كانت أكبر متبرع لـ«الأونروا»، خلال العقود الست والنصف الماضية من عمر الوكالة وكانت دائماً تشير إلى شفافية الوكالة في الصرف ومصداقيتها في توظيف أموال المتبرعين وتثني على عملها، تساءل: ما الذي تغير في فترة زمنية معينة؟.
ولفت مشعشع إلى أن الوكالة ورثت أزمة مالية في العام 2017 بقيمة 49 مليون دولار، ورحلت هذا العجر إلى 2018، ونتوقع في العام 2018 أن يكون لدينا عجز بقيمة 149 مليون دولار، وإذا أضيف إليه التراجع الكبير للتبرعات الأميركي فنحن الآن عجزنا المتوقع لهذا العام بالإجمال 500 مليون دولار».
ولفت مشعشع إلى أن تداعيات التخفيض الأميركي للتبرعات ستكون مباشرة على الكم والكيف فيما يتعلق بتقديم خدماتنا العادية وسيكون لها أثر أصعب على خدماتنا الطارئة في سورية وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وذكر مشعشع، أن «الأونروا» وفي محاولة جدية للتعامل مع آثار التراجع الكبير في الدعم الأميركي أطلقت يوم الأحد الماضي حملة من مدرسة في غزة حملت وسم هاشتاغ «الكرامة لا تقدر بثمن».
وأوضح، أن الركن الأول من الحملة هو: أنه لولا الدول المضيفة للاجئين لما استطعنا أن نقدم خدماتنا فالقاصي والداني يدرك تماما أن الحكومة السورية وعبر الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين تقوم بخدمات رديفة ومكملة أساسية، أن لم تكن محورية لدعم عمل الوكالة في سورية، وكذلك الحال الحكومة الأردنية واللبنانية والسلطة الفلسطينية.
وأضاف: «الرسالة الأولى كانت أن هذه الشراكة بيننا وبين الدول المضيفة ستستمر وهي مستمرة منذ عقود، ومن على أرضيتها انطلقت الحكومة السورية والأردنية واللبنانية والسلطة الفلسطينية في محاولة لحشد التعريف بدور الوكالة والتنبيه إلى مخاطر تراجع الدعم الأميركي، وأيضاً إحداث انطلاقة الدولية القوية كمفاتيح لنا للدخول إلى دول لم تتبرع كي ندخل إلى دول لم تتبرع إلى الأنروا أو دولاً تبرعت قليلاً لتزيد من تبرعاتها».
والركن الثاني من حملة هي بحسب مشعشع هو: الإبقاء على علاقاتنا القوية مع الحكومات المتبرعة، في حين الركن الثالث هو دفع الدول العربية إلى دفع التزاماتها البالغة 8/7 من إجمالي التبرعات، مشيراً إلى أنها حالياً تقدم فقط 2 بالمئة من إجمالي ميزانيتنا العادية، على حين الركن الرابع يقوم على الدخول إلى الصناديق الدولية مثل البنك الدولي وصندوق التنمية الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها لكي نستحثها على رصد أموال للوكالة، والخامس يتمثل في الوصول إلى الأغنياء الميسورين الفلسطينيين في الشتات ورجال الأعمال العرب والقطاع الخاص العالمي والعربي بالإضافة إلى صناديق الزكاة لكي نحثهم على الالتفات إلى قضية مازالت موجودة على الساحة وبزخم وعمرها 70 سنة.
وشدد مشعشع على «أننا في محور عملنا للحصول على هذه الأموال وردم الهوة والقفز على آثار تراجع الدعم الأميركي لن نستجدي ولن نستعطف، لهذا جاءت حملة «الكرامة لا تقدر بثمن»، فكرامة اللاجئ الفلسطيني أولاً وأخيراً وحمايته أولاً وأخيراً، معتبراً أن الوكالة لم تفشل ولكن المجتمع الدولي أخفق في إيجاد حل سياسي لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وأوضح مشعشع، أن الرسالة الأخيرة والركن الأخير في هذه الحملة، أن الأونروا «ليست للبيع، ولن تكون رهينة للتجاذبات السياسية، وفشل المجتمع الدولي ليس فشلها، وأننا لن نذهب للبيع وستبقى على رأس عملنا، وبالرغم من الصعوبات المالية الحادة».
ولفت مشعشع إلى أنه سيتم غداً الثلاثاء إطلاق نداء الاستغاثة الطارئ لعمليات الوكالة في سورية وآخر مماثل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف: «فيما يتعلق بنداء الاستغاثة الطارئ للاجئين الفلسطينيين في سورية، نحن سنطلب في العام 2018 مبلغ 409 ملايين دولار لكي نقدم خدماتنا الطارئة لـ560 ألف لاجئ فلسطيني في سورية والذين تضرروا كإخوتهم السوريين ودفعوا الثمن باهظاً لما يحصل في سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن