من دفتر الوطن

تصفية المواهب السورية!

| عصام داري 

كتبت صحيفة «الأخبار» اللبنانية منذ أكثر من أسبوع عن عملية «تصفية» الأصوات السورية في برنامج (The Voice Kids) الذي تبثه محطة إم بي سي التابعة للعائلة المالكة في «السعودية».
ما نشرته الصحيفة كان فضيحة مدوية وخاصة بعد أن أكدت الحلقة الأخيرة من المواجهة خروج، أو إخراج كل المواهب السورية من السباق، في خطوة بدت وكأنها متعمدة ومقصودة بغية إبعاد أطفال سورية عن المنافسة.
وكي لا نتجنى على أحد دعونا نورد ما قالته صحيفة « النهار» اللبنانية حول هذا الموضوع، وهذه الصحيفة ليست سورية ولا موالية لسورية، بل يمكن تصنيفها معادية للسياسة والمواقف السورية.
تقول النهار نصاً، وأقتبس: «انقسمت آراء المتابعين حول خيارات لجنة التحكيم التي اعتبرها البعض «غير عادلة»، وخصوصاً في حق المواهب السورية التي أذهلت الجميع في الحلقات الأولى من البرنامج في مرحلة «الصوت وبس»، حيث تأهل 13 ولداً منهم لمرحلة المواجهة لتأتي المفاجأة أو الصدمة بعدما جرى إقصاؤهم، لمصلحة التنويع في الجنسيات، أكثر من التركيز على الموهبة الأقوى. انتهى الاقتباس».
الغريب أن ينحني فنانون كبار على المستوى العربي أمام إرادة المحطة السعودية التي تحارب سورية في العلن، فكاظم الساهر وتامر حسني لهما شعبية واسعة على امتداد الوطن العربي، وأظن أنهما بمسايرة المحطة السعودية، ولو بحسن نية، قد يفقدان بريقهما وبعضاً من جمهورهما على خلفية هذه الفضيحة.
حتى لو كان الغرض من إقصاء المواهب الشابة السورية بحجة تنوع الجنسيات، فكان على المنظمين أن يتركوا موهبة سورية على الأقل لتبلغ الأدوار النهائية، لا أن يتخلصوا من كل السوريين دفعة واحدة وعلى دفعات!
لكن مرحلة الإقصاء بدأت من الحلقة قبل الماضية عندما تخلى كاظم الساهر عن طفل سوري تنبأ له هو نفسه بأنه سيكون أحلى صوت، فهل هذا التناقض مجرد خطأ في التقدير، أم إنه قرار مدروس بعناية مع القائمين على البرنامج؟
ما كنت لأكتب في هذا الموضوع وفي هذه الصحيفة والزاوية بالذات لو لم أشعر بالظلم الذي وقع على مواهب بلدي الذين أدهشوا ملايين المشاهدين في كل الوطن العربي، ولولا المواقف المسبقة لمحطة إم بي سي توءم محطة «العربية» التي كانت على مدار السنوات السبع المنصرمة تروج للأكاذيب وتقدم الإرهابيين في سورية على أنهم ثوار، وتصف التفجيرات والعمليات الإرهابية على أنها انتصارات مؤزرة للثورة والثوار!
وبالمناسبة لا يسعني إلا أن أبارك للعربية وإم بي سي هذا النصر الجديد على مواهب سورية لن يضيرها عدم الوصول إلى الأدوار المتقدمة من برنامج خصص لجنسيات عربية مختلفة ليس من بينها الجنسية السورية، فمن تلقى الهزيمة من رجال وأبطال سورية في المعارك ضد عصابات إرهابية مولها آل سعود أنفسهم، رأى أن يحقق ولو نصراً تافهاً على أطفال ستتبناهم الدولة السورية وتطلق مواهبهم.
وأتمنى على الإخوة السوريين في المستقبل عدم المشاركة وإرسال أطفالهم إلى برامج مسيّسة وغير عادلة وإقصائية ذات هوية فيها الكثير من العنصرية، فمن لا يحترم الآخرين فلن يجد من يحترمه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن