رياضة

ثقافة التكريم

| مالك حمود

أحلى ما في التكريم أنه يلخص كلمة (شكراً) في مبادرة مهمة بغض النظر عن حجمها المادي، ليبقى المضمون المعنوي هو الأكبر والأعمق والأبلغ.
مبادرة نادي شرطة اللاذقية لتكريم بطلة السباحة السورية بيان جمعة تحمل الكثير من معاني التقدير لبطلة تستحق التكريم، وروعة التكريم هنا عندما يكون من ناد آخر غير النادي المنتسبة له البطلة التي أحسنت تمثيل الوطن في أكثر من محفل، وانتصارها فخر لكل أبناء الوطن ومختلف أنديته الرياضية.
ويبقى التكريم من أهم المحطات في الحياة الرياضية، ويعبر عن التقدير للتفوق، وتزداد أهمية ذلك التكريم عندما يكون في وقته ولمن يستحقه، سواء كان ضمن مناسبة رياضية عامة، أم ضمن فعالية خاصة بالتكريم بحد ذاته.
الحديث عن التكريم في الرياضة السورية وأثره ومنعكساته على الرياضيين سرعان ما يذكرني بنادي الجيش الذي يحمل سمة الريادة في مجال التكريم، خصوصاً في السنوات الأخيرة حيث لم يمض عام إلا وكان لإدارة الإعداد البدني ونادي الجيش حفل أو أكثر لتكريم المتفوقين في النادي سواء الفرق أم الأفراد، بل إن التكريم كان يشمل في بعض الأحيان شخصيات وخبرات ممن كان لها بصمة في الرياضة السورية.
التكريم الأخير لفرق نادي الجيش بالفئات العمرية بكرة القدم وغيرها من الألعاب لابد أن يكون له الأثر العميق والمهم في نفوس أولئك اللاعبين الصاعدين، وسوف يساهم في مضاعفة الجهد والعزيمة مادام العطاء يقابل بالوفاء.
روعة التكريم في تقدير العطاء، والأروع عندما يحمل الوفاء لأشخاص غادروا مواقع العطاء، لكن التاريخ لن يمحو بصماتهم المؤثرة، وما أكثر هؤلاء في رياضتنا.
ترى ماذا يمنع مؤسساتنا الرياضية من المبادرة إلى تكريم رواد الرياضة السورية في مؤتمراتها السنوية على سبيل المثال بشكل مستمر، وضمن احتفالياتها، طبعا بعد تكريم رياضييها المتفوقين في الوقت الحالي؟
أساليب التكريم متعددة ومتنوعة، وليس المال وحده السبيل الوحيد للتعبير عن احترام وتقدير أصحاب العطاءات، فالدعوة الرسمية واللائقة إلى مباراة قد تكون إحدى سبل التكريم، وعلى ذلك فقس، فهل نتذكر من سبقنا في العطاء والبناء أم إن ثقافة التكريم لا تزال ضبابية لدى الكثيرين في رياضتنا؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن