ثقافة وفن

(دمشق في العيون) معرض وثائقي يُظهر كيف كانت دمشق في عيون المفكرين والمثقفين والمبدعين

| الوطن- «ت: طارق السعدوني»

دمشق البداية والنهاية، دمشق مركز الكون، ودائما هناك عيون تنظر إلى دمشق، وعيون محبّة ترى دمشق، وبين الاثنين يكمن محتوى إنساني ثقافي حضاري توارثته آلاف أجيال عاشت منذ الألف الثالث قبل الميلاد، في أقدم مدينة مأهولة في العالم، إنها المدينة الحبيبة دمشق، ولو رحلت تلك العيون الناظرة والمحّبة، إلا أن ما شاهدته، أبدع في تذكير من بقي منا ومن سيبقى من أبنائنا، سواء أكان الإرث عبارة عن مخطوطات وطوابع أم صور تحكي حكايات تعود إلى زمن جميل، فيه نهضة حضارة وحب للبناء والعطاء، فيه عدو لأمتنا معروف والإرادة واحدة وقوية لدحره. واليوم كي نشاهد دمشق في تلك العيون، برعاية وزارة الثقافة أقامت مكتبة الأسد الوطنية المعرض الوثائقي (دمشق في العيون) باكورة أنشطتها الثقافية الخاصة لعام 2018. متضمنا مقتنيات المكتبة من مخطوطات لمؤلفات عن دمشق وأعلامها تجسد أحداثاً مرت فيها منها ما يعود للقرن 15 الميلادي، إضافة إلى صور ضوئية عن دمشق التقطت في سنوات من القرنين 19 و20، هذا وضم المعرض لوحات لفنانين أوروبيين من القرن 19 تجسد أماكن وشخصيات دمشقية، وأيضاً كان هناك صحف ومجلات ودوريات تعود لزمن نشأة وظهور الصحافة في سورية مطلع القرن العشرين، وكتب صدرت في الثلاثين سنة الأخيرة لباحثين سوريين عن التراث الدمشقي وطوابع بريدية.

مدير مكتبة الأسد

خلال افتتاح المعرض بيّن مدير مكتبة الأسد إياد مرشد أن المعرض قام برعاية وزارة الثقافة وطبعا هو من نشاطات المكتبة التي تتطلع إليها في العام الحالي متابعا «المعرض يقام برعاية وزارة الثقافة وهذا من ضمن نشاطات مكتبة الأسد لعام 2018، ونحن نتطلع لأن تشارك-المكتبة إضافة لدورها ومهامها في حفظ التراث الوطني وحفظ كل أشكال ونوعية المعلومات من كتب وطوابع وصور وغيرها وأن تكون المكتبة قادرة على الانتقال للمشاركة في نشر الثقافة والوعي في المجتمع هذا الدور الذي نتطلع إليه وأن نقوم بتحقيقه في المستقبل». وحول أهمية المعرض وقيمته تابع «لاشك أن معرض (دمشق في العيون)هو معرض وثائقي يهدف إلى تبيان ما تحتويه مكتبة الأسد حول دمشق العاصمة السورية التي نفتخر ونعتز بها، وبالطبع دمشق هي مدينة حضارة وهي مدينة التراث والثقافة، هذه المدينة دائماً تتميز بالثراء الفكري والثقافي، وهي نفسها المدينة التي قدمت العظماء في كل مجالات الثقافة والتراث والفنون، ومن خلال هذا المعرض أردنا أن نظهر ما قدمته دمشق للعالم، وأن نبين ما تحتويه المكتبة من وثائق ومخطوطات في مجالات مختلفة، ولقد كتب عن دمشق الكثير وسيكتب أكثر، ولكننا أردنا أن نظهر ما كتبه المبدعون عن دمشق، وكيف كانت دمشق في عيون المفكرين والمثقفين والمبدعين».

رئيس بعثة السفارة المصرية
من جانبه تحدث رئيس البعثة المصرية القائم بأعمال السفارة المصرية في دمشق محمد ثروت سليم «في الحقيقة سعدت جداً بالمشاركة في المعرض وذلك لاهتماماتي بتاريخ دمشق وسورية بالعموم. وأنا هنا أريد الإشارة إلى نقطة جدّ مهمة، أن التطور الثقافي التي تشهده البلد، أهم بكثير من الحراك السياسي، لأنه يؤكد أن الأمور تعود إلى مجراها الطبيعي، وبالطبع النشاطات ستُشعر المواطن بالراحة والاطمئنان. أما بالنسبة إلى المعرض فهو جميل جداً ومن خلاله أدعو كل السوريين للقدوم لمشاهدته، وأتمنى أن يُقام المعرض نفسه في العام القادم بظروف أحسن».

الملحق الثقافي الإيراني في دمشق
على حين أشار الملحق الثقافي الإيراني في دمشق محمد هادي التسفيري إلى المكنون الثقافي الكبير الذي تحتضنه دمشق متابعاً دمشق مدينة معروفة للجميع، ولكن هذه الوثائق تعمق هذه المعرفة، وتبين الكثير من الخفايا في تاريخ دمشق. دمشق هي الجمال وفيها العلم، فيها الشخصيات العلمية الفنية والتاريخية. فيها أبطال يجب أن يعرفهم هذا الجيل الجديد ويجعلهم قدوة في عمله. إذاً هذا المعرض يعرّف على الكثير من الجوانب الخفية عن دمشق للجيل الحاضر، وأهم ما لفتني في المعرض هو الحقائق التاريخية القديمة، فبعضها موجود في عصرنا القريب وهي حقائق مهمة جداً ويجب أن يتعرف عليها الجيل الحاضر كي يعرف قدر ومنزلة هذه المدينة العريقة والشامخة لقرون».

معاون مدير المخطوطات
من جهتها أشارت معاون مدير المخطوطات في مكتبة الأسد هبة المالح إلى المخطوطات التي احتواها المعرض، ذاكرة أنه تم اختيار من بين المخطوطات التي تقتنيها المكتبة، خمسة وعشرين مخطوطا، وأن مواضيع المخطوطات متنوعة عن دمشق ومن أهمها تاريخ ابن عساكر الذي يعد من أهم المراجع التاريخية، والشمعة المضية في أخبار القلعة الدمشقية، والمعزة في تاريخ المزة لابن طولون، وقاموس الصناعات الشامية لجمال الدين القاسمي، ورحلة إلى عين الفيجة لمحمد الحكيم، وفضائل دمشق لعبد القادر بن محمد النعيمي، والآثار الدمشقية، والمعاهد العلمية لعبد القادر بدران.

الدكتور علي القيم
ومن الحضور كان أيضاً في الافتتاح الباحث الدكتور علي القيم الذي تحدث عن أهمية هذا المعرض وضرورته قائلاً هذا المعرض تحية إلى دمشق بما فيها من معان ونبل وحضارة، فدمشق أقدم مدينة مأهولة في العالم، وفيها الكثير من الشواهد والكتب والمخطوطات، والكثير من المعالم الحضارية التي تؤرخ تاريخ هذه المدينة الذي يعود في العمق للألف الثالث قبل الميلاد، وهذا المعرض هو تحية لهذا الإرث وتأكيد ضرورة الحفاظ عليه وصيانته للأجيال القادمة، دمشق تعني لنا الكثير، فيها قاسيون وبردى، فيها الجامع الأموي، فيها الحواري والخانات، فدمشق تجمع كثيراً من الصناعات المتطورة والمتقدمة، وفي هذا المعرض شواهد تشير إلى هذا الإرث الإنساني القيم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن