عربي ودولي

إسرائيل وواشنطن شرعوا بتنفيذ خيار الدولة الواحدة وضم 15 بالمئة من مساحة الضفة … عريقات لـ«الوطن»: واشنطن انتقلت من دور الوساطة إلى فرض الحلول

| فلسطين المحتلة – محمد أبو شباب

أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لـ«الوطن»، أن حكومة الاحتلال وبضوء أخضر من واشنطن شرعت بتطبيق نظام الدولة الواحدة، القائم على نظام الفصل العنصري الأبارتيد.
وكشف عريقات، أن هدف قوانين الضم والسيادة الإسرائيلية، هو السيطرة على مساحة 15 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، موضحا أن الولايات المتحدة لم تطرح على السلطة الفلسطينية ما بات يعرف بـ«صفقة القرن».
وفيما يلي النص الكامل للحوار:
• ما تعليقك على القوانين الإسرائيلية، خاصة قوانين الضم وفرض السيادة ومواقف واشنطن؟
نحن الآن أمام مرحلة أميركية جديدة، انتقلت من المفاوضات إلى مرحلة الإملاءات، وقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال، ونقل سفارة بلاده إليها مثال لذلك، وجاء بعد ذلك تعديل المادة الثانية في القانون الإسرائيلي، بتحريم بحث القدس في أي مفاوضات في المستقبل مع الفلسطينيين، إلا بالحصول على 80 صوتاً في الكنيست الإسرائيلي، والآن يناقش الكنيست فرض السيادة الإسرائيلية على الكتل الاستيطانية في الضفة لقتل حل الدولتين، وكذلك العمل من قبل واشنطن ونتنياهو على تجفيف مصادر الدعم للأونروا، لإسقاط ملف اللاجئين من المفاوضات.
• باعتقادك هل هذا يدلل على مرحلة جديدة في القضية الفلسطينية؟
نحن أمام مرحلة شراكة أميركية إسرائيلية جديدة، والشراكة الآن تقوم على إسقاط ملفات القدس واللاجئين، وضم الكتل الاستيطانية، بما نسبته 15 بالمئة من مساحة الضفة الغربية وحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، وإبقاء الجيش الإسرائيلي في غور الأردن، والسيطرة الأمنية على الضفة، والسيطرة على وسط الضفة، وكذلك السيطرة على أجواء الضفة المحتلة والمعابر الدولية والمياه الإقليمية، وقطع أي تواصل جغرافي بين الضفة المحتلة.
• هل واشنطن وحكومة الاحتلال شرعوا بتطبيق تصفية إقامة دولة فلسطينية؟
الآن يتم تطبيق الدولة بنظامين الأبارتيد، وهو إبقاء الاحتلال باسم آخر، نحن نتمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، لن يكون هناك سلام من دون إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وحل القضايا النهائية وعلى رأسها قضية اللاجئين وفقاً لقرار 194.
• هل تخشون فرض حل من طرف واحد أي من قبل واشنطن ونتنياهو؟
إذا اعتقدت واشنطن ونتنياهو، أنهم باستطاعتهم فرض الحلول على الشعب الفلسطيني، نقول لهم بصوت عال لا معنى لدولة فلسطينية من دون القدس، والأقصى وكنيسة القيامة هم روح الشعب الفلسطيني، ولا يعقل أن نقبل من دون القدس عاصمة لها.
• هل طرحت عليكم ما يطلق عليها صفقة القرن؟
لم يطرح علينا الأميركيون أي شيء، ونحن جلسنا مع الجانب الأميركي أكثر من 35 مرة ولكن هم شرعوا من جانب واحد بتنفيذ وفرض الوقائع على الأرض، من خلال اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة لها، وشرعنة البؤر الاستيطانية، والإجراءات بحق الأونروا من خلال تقليص المساعدات لها.
• ما الخيارات الفلسطينية لمجابهة واشنطن وكيان الاحتلال؟
أن نصمد على الأرض الفلسطينية، وأن نواصل مجابهة الاحتلال في المحافل الدولية، وحصلنا على موقف واضح من الاتحاد الأوروبي على الإجماع بدعم خيار حل الدولتين على حدود عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والاتحاد الإفريقي حصلنا منه على قرار برفض اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، والتمسك بخيار حل الدولتين، والدول اللاتينية والصين وروسيا كلها مع حق الشعب الفلسطيني، ويجب تعزيز الصمود على الأرض الفلسطينية لأنها أرضنا.
• ما مصير الاتفاقيات مع إسرائيل؟
قلنا أكثر من مرة، إن إسرائيل لم تعد تلتزم بالاتفاقيات الموقعة معها، هي خرقت كل الاتفاقيات الموقعة، والحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية، لكن الجانب الفلسطيني ملتزم بالاتفاقيات الموقعة والشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، فكل العالم يدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه التي تستند للشرعية الدولية، لا يوجد شريك سلام في إسرائيل، وواشنطن تتصرف بفرض سياسة الأمر الواقع، بقطع المساعدات ومحاولة تغيير القيادة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني مستند للقانون.
• هل أنتم تخشون على حياة الرئيس محمود عباس؟
سبب المشكلة ليست أبو مازن ولا ياسر عرفات، المشكلة الأساسية أن حكومة الاحتلال اختارت طريق الاستيطان والقتل والحصار وفرض الوقائع على الأرض، معتمدة على قانون القوة، وهذا إخفاق وسيفشل، والقضية ليست متعلقة بأشخاص، لن يكون هناك أحد في العالمين العربي والإسلامي يسلم بأن القدس عاصمة لكيان الاحتلال أو يتنازل عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن