سورية

الفساد وصراعات النفوذ «تنخر» معارضات الخارج…«لجان التنسيق» تنسحب من «الائتلاف» وتتهم أعضاء فيه بالسعي خلف «طموحات مَرَضية»

وكالات : 

تتواصل حالة التآكل وانعدام الوزن التي تعانيها معارضات الخارج وعلى رأسها «الائتلاف» الذي لم تقف مشاكله عند تراجع اعتراف وعلاقات العديد من عواصم العالم به، بل ليظهر أكثر فأكثر إلى السطح حجم «النخر» ومشاكل الفساد والسرقات في داخله، عبر توالي الفضائح والانسحابات من صفوفه، ليكون آخرها إعلان ما تسمى «لجان التنسيق المحلية في سورية»، أحد المكونات الرئيسية فيه، انسحابها رسمياً منه بسبب «صراعات داخلية على المكاسب والأهداف الشخصية لبعض المنتمين للائتلاف»، متهمةً أعضاء فيه بالسعي خلف «طموحات ذاتية، غالباً كانت مَرَضية». وقالت «لجان التنسيق» في كتاب إلى الائتلاف: إنها «قررت الانسحاب رسمياً من «الائتلاف»، بعد أن كانت علقت مشاركتها في أي من فعالياته منذ نهاية العام الفائت».
كما اتهمت اللجان «الائتلاف» باعتماد «آليات لم تأخذ أي منحى مؤسساتي في العمل، واعتمدت بدلاً من ذلك على التكتلات المرتبطة بعوامل وقوى خارجية، كانت السبب الأهم في نشوء صراعات داخلية على المكاسب والأهداف الشخصية لبعض المنتمين للائتلاف».
وذكرت اللجان في رسالتها التي نقلتها وكالة «فرانس برس» للأنباء بأنها كانت «أحد المؤسسين في تشكيل هذا الجسم السياسي، الذي كنا نأمل أنه سيعبر عن طموحات الشعب السوري ومبادئ ثورته، ويسير به نحو تحقيق طموحاته التي دفع لأجلها أثماناً خيالية».
ووصفت اللجان الصراعات داخل «الائتلاف»، «بالمخجلة.. صراعات كانت في كل لحظة، تأكل من زمن السوريين ودمهم.. ولا ترتكز على أي موقف سياسي»، متهمة أعضاء في «الائتلاف» بالسعي خلف «طموحات ذاتية، غالباً كانت مَرَضية».
وخلص كتاب إعلان الانسحاب إلى القول: «كان لزاماً علينا بعد أن استنفدنا أي أمل بالتغيير الإيجابي أن نتخذ هذه الخطوة. ولنتابع عملنا المتواضع من خارج الائتلاف».
ومنذ اندلعت الأزمة في سورية منتصف آذار 2011، وما يسمى بمعارضات الخارج عاجزة عن توحيد صفوفها في كتلة واحدة بسبب الانقسامات التي تباعد بين الدول الرئيسية التي ترعاها وهي السعودية وقطر وتركيا.. وغيرها.
إلى ذلك، أطلق ناشطون في محافظة دير الزور حملة لما أسموه «فضح انتهاكات الائتلاف»، مطالبين المعارض رياض الحسن ممثل دير الزور في «الائتلاف» بالاستقالة لخذلانه المحافظة، وعدم قدرته على إدارة شؤون أهلها وتمثيلهم والنظر باحتياجاتهم، وفق بيان نقله موقع «زمان الوصل» المعارض.
واعتبر البيان أن ما زاد في معاناة دير الزور، الإهمال الواقع على المحافظة من قبل كل الشخصيات المعارضة الممثلة لها في «الائتلاف»، وخاصة المدعو رياض الحسن ممثل ما يسمى «المجالس المحلية لدير الزور»، منذ عام 2012 وحتى اللحظة. وأشار البيان إلى أن المذكور «عمل على دعم كتائب معينة لغاية كسب ولاءات»، متهماً إياه بـ«دعم مجموعات مسلحة وتنظيمات انخرطت ولا تزال ضمن صفوف تنظيم داعش، وساهمت بشكل كبير في الحصار على المدينة والممارسات المجنونة في الريف».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن