سورية

رأى أن أميركا لا تزال خارج التوافق الدولي حول الوضع السوري.. ودي ميستورا يخسر استقلاليته…جاموس لـ«الوطن»: فرص نجاح مبادرة بوتين بتشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب «صفر».. وتوقيع الاتفاق النووي لن يؤثر إيجاباً.. والأزمة ستطول

أعرب القيادي في جبهة التغيير والتحرير فاتح جاموس عن تشاؤمه، حيال الجهود التي تبذل حالياً من أجل إيجاد حل للازمة السورية المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام، لأن الإدارة الأميركية وحلفاءها خارج التوافق الدولي حول الوضع السوري، ولأن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا «يخسر هامش استقلاليته شيئاً فشيئا ويتقرب أكثر من واشنطن وحلفائها والمعارضة الخارجية.
ورأى جاموس، أن توقيع الاتفاق النووي الإيراني بين طهران ومجموعة (5 +1) لن يؤثر إيجاباً في الأزمة السورية «بل ربما يؤثر سلباً»، وأن التفجير الذي وقع في جنوب تركيا واتهمت حكومة حزب العدالة والتنمية تنظيم داعش الإرهابي بالوقوف وراءه لن يغير من سياسة النظام التركي تجاه سورية.
وفي حديث لـ«الوطن» قال جاموس: «هناك سعي من أطراف عديدة، ولكن هذه الأطراف العديدة كلها تقف في خط الشعب السوري، وفي خط العلاقة التحالفية مع النظام السوري، فقط هذه الأطراف هي التي تفكر جدياً بحل يمكن أن يفتح آفاقاً لجزء من العملية السياسية».
ورأى جاموس، أن المبعوث الأممي إلى سورية «يخسر هامش استقلاليته شيئاً فشيئا ويصبح أكثر ارتباطا بفكرتين الأولى: التوافق الدولي غيابه أو حضوره، والثانية التقرب أكثر من خط الصف الأميركي والمعارضة الخارجية والخط الإقليمي للصف الأميركي أي السعودية بشكل أساسي، أما الصف الآخر الذي يقف إلى جانب الشعب السوري فيعتقد بأن هناك أزمة والمطلوب هو إيجاد حلول سياسية لها وهو يقدم حلولاً عقلانية ولكن أعتقد للأسف أن فرصها للنجاح صفر، ومنها مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (بتشكيل تحالف دولي إقليمي لمحاربة الإرهاب)، لأن الصف الأميركي حتى هذه اللحظة خارج عملية التوافق الدولي حول الوضع السوري والأوكراني مع روسيا، وثانيا هو لا يزال يلعب على تناقضات المعارضة وعلى المعارضة المسلحة الرئيسية برأس حربتها الفاشية، ويطلق العنان لقوى إقليمية لتلعب على هذا التناقض، ويحاول خلق وقائع عسكرية وجغرافية سورية أكثر من قبل لاستثمارها سياسيا، وبالتالي لم يصل إلى فكرة أن هناك فاشية كما وصل الروس، ولا يزال يلعب على فكرة الإرهاب ويميز بين معارضة ومعارضة، وفي الحقيقة كل هذه المعارضات المسلحة في الخارج لم تغير أبداً وجهة نظرها بوسائل الصراع وغير معنية بالعملية السياسية، وهدفها المركزي واحد حتى هذه الدقيقة، وهي بصف الفاشية وإن كان اصطفافها بدرجات مختلفة وهذه الفاشية غير معنية بالعملية السياسية، ولا تزال قوى إقليمية وعالمية تدعمها بأشكال مختلفة وبشكل خاص النظام التركي والكيان الصهيوني، وهذا يستحيل أن يحصل إلا بضوء أخضر أميركي بصورة أو بأخرى، وبالتالي العالم غير موحد على الموقف الفكري والفلسفي والثقافي والسياسي من موضوع الفاشية وخطورتها». واعتبر جاموس، أنه لكل هذه الأسباب يكاد موضوع إمكانية نجاح الفكرة الروسية يكون «صفراً»، مشيراً إلى أنه «ممكن أن يحقق بعض النجاحات في بعض الحقول مثل الحقل الثقافي والدبلوماسي ولكن في الحقل السياسي من الصعب جدا. أي يمكن أن يخلق تناقضات في صفوف الخصم الذي قسم منه عمل مراجعات بسيطة حتى هذه اللحظة مثل عدد من الدول الأوروبية، لكن لا يزال كل هذا الصف بصراحة يلعب على دفع الوقائع داخل سورية إلى سويات أكثر خطورة وبالتالي غير معني بصورة جدية حتى الآن بالأمر».
وإن كان تفجير سوروج الذي وقع في جنوب تركيا واتهمت حكومة حزب العدالة والتنمية تنظيم داعش الإرهابي بالوقوف وراءه يمكن أن يغير من سياسة النظام التركي تجاه سورية قال جاموس: «رأس الهرم السياسي التركي يلعب لعباً خطيراً جداً على وقائع الساحة السورية ولا يزال اهتمامه المركزي هو تدمير هذه الساحة السورية واللعب حتى على موضوع داعش».
وأضاف: «اللعب على موضوع داعش لعب بسيط ولا يقترب أبداً من مفهوم الفاشية ومفهوم الجبهة الكاملة وكيف يمكن مواجهته فعلياً؟ هو يعوم الكثير من القضايا السياسية مثل الموضوع الكردي من أجل المزيد من التدخل وخلق وقائع خطرة في الساحة السورية».
ورأى جاموس، أن تفسير ما حصل في جنوب تركيا منذ يومين هو أن النظام التركي يمكن أن يغطي به الكثير من الوقائع الخطرة في التدخل لأسباب غايتها خلق واقع جيوسياسي جديد وحدود شرعية إذا تمكن النظام التركي في سورية تحديداً»، لافتاً إلى أن هذا «جزء من تصعيب الوقائع أمام مبادرة بوتين».
واعتبر جاموس، أن النظام التركي لن يغير من سياسته تجاه سورية على خلفية التفجير الأخير. وقال «كل القوى الأخرى الانتخابية التي حصلت على نسبة عشرة بالمئة وتمثلت بصورة أو بأخرى في المؤسسة التشريعية القانونية التركية للأسف الشديد اهتمامها في الساحة السورية يأتي بالدرجة الثانية، واهتمامها بالدرجة الأولى ينصب على الداخل التركي، وكلها قاطبة على استعداد لأن تدخل مع أردوغان بتحالفات من أجل حكومة مشتركة على أولوية القضايا الداخلية في حين سيستمر أردوغان على أولوية الموضوع السوري».
ورأى جاموس، أن «الاحتمال الوحيد الذي هو لصالح الشعب السوري والأزمة السورية أن يخرج أردوغان إلى خارج الحكومة التركية. أي أن تدخل القوى الثلاث الأخرى بعملية تشكيل حكومة وفي هذه الحالة وحصرا سيكون الأمر لصالح الشعب السوري والأزمة السورية، وحتى الطرف الكردي في تركيا إن دخل في عملية تحالف مع أردوغان سيدخل للأسف على حساب الحالة السورية أي سيركز على الموضوعات الداخلية التركية».
وأعرب جاموس عن اعتقاده، أن الأزمة السورية ستطول إلى أمد بعيد وأن الأكثر خطورة من ذلك أنها تسير باتجاه وقائع أكثر خطورة بالمعنى العنفي والتشددي والجغرافي وشدة أشكال التدخل الخارجي أيضاً.
ورأى جاموس، أن توقيع الاتفاق النووي الإيراني بين طهران ومجموعة (5 +1) لن يساهم في حلحلة الأزمة السورية. وقال «توقيع هذا الاتفاق لن يحل الأزمة أبدا بل سيحاول الغرب وأميركا والكيان الصهيوني والطرف السعودي خلق وقائع داخلية في إيران تحفز التناقضات الداخلية والموضوعات السياسية التي تتعلق بتحالفات إيران، لن يتوقف الضغط من أجل تغييرها وأنا على ثقة أن إيران لم تدخل من تحت الطاولة في عملية اتفاق على حساب حلفائها في المنطقة».
وأضاف: «هذا الاتفاق سيستغل لمزيد من التكتيكات لتوتير الحالة الإيرانية، وأيضاً الجبهة الفاشية ستستغل هذا الاتفاق من أجل تشديد وقائع العنف واحتلالات إضافية في الجغرافيا السورية».
وتابع: «حتى هذه اللحظة الطرف السعودي والصهيوني لم يغيرا أبداً من طابع وقوفهما سوية مع أطراف أخرى في عملية الوقوف في مواجهة الطرف الإيراني، والطرف الأميركي ولأسباب عدة من الصعب جداً أن يكون في هذه الدقيقة قد دخل على ساحة توافق مع الطرف الروسي في عملية مساومة تاريخية على المنطقة. الطرف الأميركي لا يزال بصورة أو بأخرى يقود العالم من منظور تفكيره الإستراتيجي ومصالح تناقضات العالم الرأسمالي كي لا تتفجر». ومضى جاموس قائلاً: «بالتأكيد ربح الطرف الإيراني أشياء مهمة جداً لكن الطرف الأميركي أيضاً ربح شيئاً محدداً وواضحاً. أي قمة العقلانية في الدفاع عن مصالح المراكز الرأسمالية والامبريالية وخاصة الطرف الصهيوني بوضع حد لإمكانية تقدم الطرف الإيراني بصناعة سلاح نووي يمثل حالة ردعية حقيقية تجاه الطرف الصهيوني». وختم جاموس حديثه بالقول: «كل هذه الأسباب باعتقادي لن تؤثر إيجابا على الحالة السورية بل ربما تؤثر سلباً، قد تحفز على المزيد من العنف والمزيد من التشدد السياسي أيضاً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن