رياضة

المدرب المنتظر

| محمود قرقورا

تفاعل الشارع الرياضي السوري الأسبوع الماضي مع خبر قرب التعاقد مع المدرب الألماني ستانغ، وكانت الأصداء إيجابية عند أهل الحل والربط من جهة وعند المتابعين على اختلاف تعاطيهم مع الموضوع من جهة ثانية.
القاسم المشترك الذي لا خلاف عليه عند الجميع أن السيرة الذاتية للمدرب موضع قبول، الأمر الذي جعل التفاؤل كبيراً والحماسة عالية، خلافاً لما كان عليه الحال عند طرح اسم المدرب هاي، حيث خشي الجميع الإقدام على تلك الخطوة التي وُصف الإقدام عليها بالتهور واللطف بالتذلل عطفاً على تاريخه التدريبي، والجميل أن اتحاد الكرة والمكتب التنفيذي كانا حكيمين في وضع قضية المدرب هاي على الرف والالتفات لخيار آخر أكثر نضجاً وأعظم قدراً وأجل قيمةً.
قضية المدرب الجديد توقفت عند حدود توافق الشروط عند الطرفين اتحاد الكرة والمدرب، ورفع المقترح للقيادة الرياضية المرتبطة بجهات وصائية امتثالاً للعمل المؤسساتي الذي لا خروج عنه.
وهذا يعني أن التعاقد مع المدرب ستانغ قد لا يتبلور ولا يتحول إلى حقيقة نظراً للتشعبات الكثيرة المرتبطة بذلك، ومن الجائز التفكير بمدرب آخر أقل قيمة في سوق بورصة التعاقد تماشياً مع الحد المسموح به، وخاصة أن هناك فجوة بين المبلغ الذي سيوافق عليه الاتحاد الآسيوي لدفعه من مخصصات اتحادنا (وليس كرماً حاتمياً) والمبلغ الذي يطلبه المدرب الألماني كحد أدنى مع مساعده الذي يختاره بنفسه.
خير الكلام إذا كانت غاية التعاقد مع المدرب تحصيل الأموال السورية المجمدة في الفيفا أو الاتحاد الآسيوي فهذا لن يفيدنا قيد أنملة، لأن معظم لاعبي المنتخب غير متاحين إلا أيام الفيفا، أما إذا كانت الغاية الإشراف على الأولمبي ومنتخبات الفئات العمرية وإقامة ندوات حوارية لتطوير مدربينا المحليين فهذا كفيل بتقدم كرتنا ونشدّ على أيدي من يحاول إتمام هذه الخطوة.
المال هو عصب كرة القدم والتفكير بمدرب من طراز عالمي أمنية الجميع بمن فيهم اللاعبون، لكن ذلك ليس شرطاً لتحقيق النتائج ما لم تبتسم الأقدار، ونجزم بأن ما حققه المنتخب خلال رحلة التصفيات المونديالية الأخيرة بسواعد وطنية فاق التوقعات، ومن الآن نخشى المقارنة القادمة مع أي نتيجة سلبية وتذكروا هذه الخاتمة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن