قضايا وآراء

سوتشي وأكذوبة الكيميائي

| ميسون يوسف

في كل مرة تحقق فيها سورية انتصاراً مميزاً عسكرياً أو سياسياً وتعجز فيه قوى العدوان عن الرد وإحداث توازن معها في المجال الذي حققت فيه الانتصار تلجأ الولايات المتحدة الأميركية ومعها جوقة الإجرام والعدوان إلى الكذب والتلفيق وتبتدع السلاح الكيميائي وتنسب إلى سورية استعماله وتدعي أنها هي القيّمة على الشأن العالمي والحارس الأمين عليه والمكلف مراقبة الانتظام العالمي العام، وبهذا الادعاء تعطي واشنطن لنفسها الحق في أن تحكم وتلاحق.
واليوم ومع النجاح الكبير لسورية وللسوريين في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، ورداً على الإنجازات العسكرية الميدانية والإستراتيجية الكبرى في الشمال السوري، وربطا بانهيار الجماعات الإرهابية التي ترعاها أميركا لتنفيذ عدوانها على سورية في ظل هذه الوقائع التي أدخلت أميركا في حالة من الإحباط لفشلها في سورية، تعود أميركا مرة أخرى إلى أكذوبة السلاح الكيميائي وتتهم سورية باستعماله من أجل حجب انتصارات سورية والتشويش على نجاحاتها السياسية والعسكرية والضغط على الحكومة السورية وحلفائها من أجل التوقف في الميدان والإحجام في السياسة استجابة للإستراتيجية الأميركية القائمة على مقولة إطالة أمد الصراع ما دامت أميركا لم تحقق أهداف عدوانها.
ومع تأكيد سورية أن قرارها المبدئي أن استعمال السلاح الكيميائي على الأرض السورية جريمة لا تغتفر ولا يمكن لمسؤول سوري أن يرتكبه وأن المرتكبين الفعليين لهذه الجريمة هم الإرهابيون الذين ترعاهم أميركا وتزودهم عبر أدواتها بالسلاح الكيميائي، وتعلم سورية جيداً أن أميركا مستمرة باللجوء إلى هذا التلفيق واتهامها الباطل ما دامت لم تحقق أهداف عدوانها ولكن سورية تعرف كيف تدافع عن نفسها وتفشل الكيد والكذب الأميركيين.
إن سورية التي أكدت في القول والممارسة أنها لم ولن تستعمل السلاح الكيميائي، وهي التي تخلت طوعا عن ترسانتها من هذا السلاح حظيت بتأكيد كل المنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن، ما يدلل على مصداقيتها في التخلي عن سلاحها الكيميائي كما أن سورية لن يرهبها تهديد أميركا ولن يحبطها إعلام مأجور وخائن للعرب ولقضيتهم ولن يثنيها تهويل عن متابعة مهامها وأعمالها التي تؤول إلى تطهير البلاد من الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار للدولة كلها مع المحافظة على وحدتها وسيادتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن