شؤون محلية

10 مليارات ل.س تكلفة إنشاء مركز نموذجي لمعالجة النفايات الصلبة في السويداء

| السويداء- عبير صيموعة

حمل وزير الدولة لشؤون تنمية المنطقة الجنوبية رافع أبو سعد إلى السويداء مشروع مركز نموذجياً للهندسة البيئية والتنموية لمعالجة المخلفات البلدية الصلبة بتقنية «لا نفايات».
وأشار الوزير أبو سعد إلى أن المشروع المقترح يتضمن إقامة مركز لمعالجة النفايات في موقع مركز المعالجة المتكامل للنفايات الصلبة في بلدة عريقة في السويداء بتقنية «لا نفايات» وصفر تلوث من دون الحاجة إلى الطمر أو أي حرق أو أي طريقة من شأنها أن تلوث البيئة وذلك عبر اعتماد النظام المغلق بالكامل، بحيث يتم الفرز الفعال للمخلفات الصلبة لمعالجة كل جزء فيها بحسب الحاجة لإنتاج مواد يعاد تدويرها أو تصنيعها وإنتاج مواد تصنع منها مواد أخرى تستعمل في البناء أو الصناعة ومواد تسمى بالمرفوضات ينتج منها الفيول الذي يستخدم كوقود في التدفئة والصناعة، وكذلك إنتاج أسمدة عضوية معقمة للزراعة وإنتاج طاقة «غاز وكهرباء» من دون أي تلويث للماء والهواء والتربة.
وبعد عرض تفاصيل المشروع أمام الجهات المعنية في المحافظة تبين للجميع أنه لم يجر تزويد أي منها بدراسة تفصيلية حول المشروع أو تقديم الجهة المستثمرة لأي عرض مالي أو فني أو أي مستند قانوني يمكن أن يتم الاستناد إليه لتوقيع العقود، علما بوجود قرار لوزير الإدارة المحلية والبيئة رقم 1856 تاريخ 18/12/2016 اقتضى تشكيل لجنة مهمتها دراسة العرض المقدم من الشركة العربية للطاقة المتجددة لمعالجة المخلفات الصلبة في محافظة السويداء بتقنية اللانفايات واقتراح ما يلزم حيالها ولتاريخه لم تواف لجنة القرار بنتائج عملها.
إلا أن الاتفاق بين جميع الجهات انتهى بالإجماع على تذليل جميع المعوقات التي تواجه تنفيذ المشروع، وأكد أبو سعد ضرورة العمل للبدء بتنفيذ هذا المشروع بأقصى ما يمكن لما له من فوائد على جميع الأصعدة البيئية والصحية والاجتماعية والزراعية والصناعية إضافة إلى العوائد الاقتصادية، حيث سيتم تحديد نسب متزايدة من عائدات المشروع ونواتجه لمصلحة الوحدات الإدارية على ألا تتجاوز نسبة 20 بالمئة بهدف تحسين آليات الكنس والجمع ضمن الحاويات والنقل، مشيراً إلى أن انطلاقة هذا المشروع من محافظة السويداء تم بناء على توجهات الحكومة ليعتمد كنموذج مترابط يحقق الأهداف المنشودة بتحويل الضرر العام إلى فوائد عامة وبكلفة أولية للمشروع تبلغ نحو 10 مليارات ليرة قابلة للزيادة للخروج بمركز نموذجي سيتم تعميمه على بقية المحافظات لاحقاً.
بدوره أوضح محافظ السويداء عامر العشي أهمية إقامة هذا المشروع في معالجة النفايات بأساليب فنية حديثة وتكنولوجية متطورة تحمي البيئة والإنسان وتحويل المادة العضوية في النفايات الصلبة إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية والوصول إلى بيئة سليمة ونظيفة.
مشيراً إلى أنه سيتم تشكيل لجنة من المحافظة لدراسة حيثيات المشروع وجدواه الاقتصادية والعروض الفنية والمالية والقانونية المتعلقة به للوصول إلى تحديد صيغة مناسبة للتعاقد مع مشروع « أجيال سورية» للبدء بالخطوات العملية لتنفيذ مركز نموذجي للهندسة البيئية والتنموية لمعالجة المخلفات البلدية الصلبة بتقنية «لا نفايات» في موقع عريقة في السويداء.
من جهته بيّن مؤسس مشروع «أجيال سورية» أحمد البهلول أن إقامة المركز يمثل أحد المشروعات الوظيفية التي يعمل عليها مشروع «أجيال سورية» والتي يبلغ عددها 33 مشروعاً على مستوى سورية بينها مشروع معالجة، مشيراً إلى أن مشروع المركز مطابق ومصمم ليتناسب مع اتفاقية كيوتو التي وقعت عليها سورية منذ عدة سنوات ويهدف إلى الحد من هدر الأراضي التي تستعمل لمشروعات الطمر الصحي وخلق فرص عمل جديدة لمستويات عديدة من الكفاءات العلمية المحلية والفنية والإدارية والعمالة العادية، حيث يوفر المشروع نحو 12 ألف فرصة عمل إضافة إلى الحد من استيراد الأسمدة وتحقيق وفر مادي من عدم استيرادها والحد من هدر مياه الري بسبب الألياف في الأسمدة التي تمتص رطوبة الجو وتحسين مكونات التربة والحصول على منتجات زراعية أفضل من حيث النوعية والمساهمة الفعالة في زيادة الإنتاجية في رقعة المساحات الزراعية ومنع إنهاك التربة وتأمين الاستقرار الحيوي بعكس الأسمدة الكيميائية وإعطاء منتجات عضوية طبيعية خالية من الكيميائيات وذات مواصفات قياسية عالمية.
ولفت الباحث في شؤون البيئة والتنمية الدكتور عمر الحلبي إلى أن أنواع النفايات التي يستقبلها المركز تشمل النفايات المنزلية الصلبة والنفايات السامة والكيميائية والصعبة غير الخاملة ونفايات المسالخ والحيوانات والمستشفيات والمختبرات والنفايات الزراعية ونفايات الأقمشة والجلود والنفايات البلاستيكية والورقية والخشبية والمخلفات المعدنية والشحوم والزيوت ونفايات مواد البناء والردميات ومياه الصرف الصحي وإطارات السيارات والآليات، مبيناً أن المركز مصمم لاستقبال 500 طن يومياً من النفايات بزيادة 5 بالمئة سنوياً وتم الأخذ بالحسبان إنشاء مختبر يهتم بمراقبة وقياس تلوث الماء والهواء والتربة وضمان جودة الإنتاج من الأسمدة العضوية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن