سورية

رهنت تطبيع الوضع في الغوطة الشرقية باجتثاث «النصرة» … موسكو: واشنطن بدأت تفهم الوضع السوري

| وكالات

أعلنت موسكو بوضوح أن واشنطن بدأت تفهم الوضع الحقيقي في سورية وتأخذ بالاعتبار النهج الروسي فيها، وأكدت أن قواتها المتبقية في قاعدة «حميميم» الجوية ستقدم المساعدة للجيش العربي السوري في حال عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى البلاد.
ولفتت إلى أن الوضع العسكري والاقتصادي والاجتماعي في سورية تحسن بشكل جذري، لكنها ربطت تطبيع الأمور في الغوطة الشرقية باجتثاث جبهة النصرة الإرهابية.
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن «هناك دلائل على استعداد الولايات المتحدة، التي بدأت تفهم الوضع الحقيقي في سورية، لأن تراعي وتأخذ بعين الاعتبار» النهج الذي تطبقه روسيا لتسوية القضية السورية.
وشدد لافروف على أن هذا العمل يجري تنفيذه «بدعوة من قبل الحكومة الشرعية للجمهورية العربية السورية»، لافتاً بحسب موقع «روسيا اليوم» إلى أن «العمل يجري جيدا» بين روسيا والولايات المتحدة عبر القنوات العسكرية في سورية لمنع وقوع الحوادث.
بدورها نقلت وكالة «سبوتنيك» عن لافروف قوله خلال حديث تلفزيوني: «إذا رفع داعش، الذي هُزِمَ فيما يتعلق بخطط إنشاء خلافة، لكنه موجود على شكل مجموعات منعزلة في المنطقة، رأسه مرة أخرى على الأراضي السورية، فستقوم، بالتأكيد، الوحدات الروسية المتبقية في قاعدة حميميم، بمساعدة الجيش السوري في قمع هذه الانتكاسات».
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن في 6 كانون الأول الماضي، عن تحقيق الانتصار العسكري على تنظيم داعش، وأمر في الـ11 من الشهر ذاته، ببدء سحب القوات الروسية من البلاد.
واكتملت عملية سحب الجزء الأكبر من القوات الروسية من سورية في 22 كانون الأول، لكن بعض المجموعات، منها 3 كتائب للشرطة العسكرية وعناصر مركز مصالحة أطراف الأزمة والوحدات في قاعدتي حميميم وطرطوس، ستبقى في البلاد وفقا للاتفاقات بين موسكو ودمشق، بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني.
وذّكرت الوكالة الروسية بحديث لافروف أمام المشاركين في الدورة الـ26 للقراءات التعليمية الميلادية الدولية في 24 كانون الثاني عندما قال: إن «الوضع اليوم في هذا البلد الذي عانى الكثير، بدأ في التحسن تدريجياً، بفضل إجراءات القوات المسلحة الروسية المعززة بجهود دبلوماسية نشطة تمت هزيمة داعش في سورية والحفاظ على الدولة السورية وخلق ظروف لحل المشاكل الإنسانية والبدء بتسوية سياسية حقيقية على أساس القرار 2254».
وفي وقت سابق أكد السفير الروسي في سورية ألكسندر كيتشاك أن الوضع العسكري والاقتصادي والاجتماعي في سورية تحسن بشكل جذري، لكن من الصعب تحديد موعد لهدوء الأوضاع وعودتها إلى طبيعتها في الغوطة الشرقية مع استمرار وجود إرهابيي جبهة النصرة.
ونقل موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري عن كيتشاك قوله في حوار أجرته معه وكالة «تاس»: إن الوضع مؤخراً تحسن بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي وتحرير مساحات شاسعة من البلاد بينها مناطق غنية بالهيدروكربونات في شمال سورية، موضحاً أن تدمير كل عناصر التنظيم مسألة وقت لا أكثر، معتبراً أن مناطق تخفيف حدة التصعيد تم تأسيسها وأظهرت في النهاية فعاليتها رغم الخروقات التي لا حصر لها لوقف إطلاق النار من قبل المليشيات المسلحة، وأكد أن النشاط الاقتصادي شهد ارتفاعاً ملحوظاً وأن اللاجئين يعودون إلى منازلهم.
وقال كيتشاك: إن هذه التطورات انعكست على موقف السوريين من النزاع في بلادهم وبدأوا يأملون في إحلال السلام، مشيراً إلى أنه رغم تلك التطورات الملحوظة فإنه لا يمكن التنبؤ بموعد عودة الأمور إلى طبيعتها في غوطة دمشق الشرقية.
وأضاف: إن الحكومة السورية سعت أكثر من مرة لإيجاد حل لتواجد جبهة النصرة في الغوطة الشرقية بما في ذلك عبر إقامة مفاوضات.
وأوضح الدبلوماسي الروسي أنه في كانون الأول 2017 تمّكن الجيش السوري بالكاد إلى تحقيق اتفاقية حول إجلاء المسلحين من إدلب، إلا أنه في اللحظة الأخيرة خرجت الاتفاقية عن مسارها بسبب ميليشيات من جماعات منافسة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن