سورية

واشنطن: شتت التركيز عن محاربة داعش.. أنقرة: علاقتنا مع أميركا حرجة للغاية … «غصن الزيتون» تدمر مئات المنازل والمحال التجارية والمنشآت

| وكالات

اعتبرت واشنطن، أن العملية التركية في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي شتتت التركيز عن محاربة تنظيم داعش الإرهابي، على حين وصفت تركيا علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية، بأنها وصلت إلى نقطة حرجة للغاية.
وتسبب العدوان التركي على عفرين بتدمير مئات المنازل والمحال التجارية والمنشآت الخدمية.
وذكر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أمس، أن قسماً من مسلحي «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي تدعمها بلاده، توجهوا إلى عفرين من المناطق الأخرى في سورية الخاضعة لسيطرتها، بعد عملية «غصن الزيتون».
وقال وفق ما ذكرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: إن «الوضع في عفرين شتت تركيز نحو 50 بالمئة أو أكثر أو أقل من قوات سورية الديمقراطية. يرون أصدقاءهم يتعرضون لهجوم في عفرين، وهذا ما يشتت تركيزهم، وثمة بعض الوحدات توجهت إلى هناك».
وأضاف: «لا ننكر إطلاقاً القلق المشروع لتركيا حيال أمن حدودها مع سورية».
ومن المنتظر أن يلتقي وزير الدفاع التركي نور الدين جانكلي، ماتيس، هذا الأسبوع في العاصمة البلجيكية بروكسل.
في المقابل قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي، أمس، بحسب «الأناضول»: «علاقتنا مع الولايات المتحدة في نقطة حرجة للغاية، فإما أن يتم إصلاحها أو أنها ستسوء تماماً».
ورداً على سؤال حول زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى تركيا، قال جاويش أوغلو: «ما ننتظره من الولايات المتحدة واضح وصريح، وأخبرناهم به عدة مرات. نحن لا نريد وعودا وإنما نريد خطوات ملموسة».
وأضاف: «لا بد من إعادة تأسيس الثقة المفقودة مع الولايات المتحدة لنتمكن من الحديث معها في مواضيع معينة».
وأضاف متسائلاً: «إلى أي مدى يمكن الوثوق بدولة لا تفي بوعودها؟»
وفي تعليقه على الدعم الذي تقدمه القوات الأميركية لمسلحي حزب «الاتحاد الديمقراطي- با يا دا»، قال الوزير التركي: «يتذرعون بمحاربة تنظيم داعش من أجل مواصلة دعم وحدات الحماية، إلا أنهم لا يقتربون من المجموعات الصغيرة المتبقية من عناصر داعش والجيوب المتبقية له في صحراء سورية والمناطق الحدودية مع العراق».
في الأثناء، قال عضو كتلة «الاتحاد الوطني الكُردستاني» في برلمان كُردستان العراق، سالار محمود، وفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة: إن «القنصل التركي زار برلمان كُردستان بعد جلسة البرلمان التي عقدت يوم 30 كانون الثاني، حيث أعرب البرلمان عن موقفه بدعم مدينة عفرين والوقوف بالضد من الجيش التركي».
وأوضح محمود، أن «القنصل التركي أعرب عن قلقه بشأن موقف عدد من برلمانيي كُردستان، وحذر برلمان كُردستان قائلاً: لا يجوز أن يدعم برلمان كُردستان مدينة عفرين».
وكان وفد من برلمان كُردستان العراق وصل السبت، عبر معبر سيمالكا الحدودي إلى سورية، بهدف زيارة مدينة عفرين والاطلاع على أوضاع المدينة التي تتعرض لهجوم تركي منذ 21 يوماً.
على المقلب العسكري، أفادت مصادر أهلية من منطقة عفرين بأن «قذائف مدفعية النظام التركي استهدفت محطة المياه في قرية كفر صفرة بناحية جنديريس جنوب غرب مدينة عفرين، ما تسبب بتوقف المحطة عن ضخ المياه لمركز الناحية وعشرات القرى التابعة لها».
كذلك، تعرض فريق قناة «الميادين»، للاستهداف من المدفعية التركية خلال تغطيته للأحداث في منطقة عفرين.
إلى ذلك، أفادت رئاسة الأركان في بيان أمس، وفق «الأناضول»، أن «103 إرهابيين من «ب ي د/ بي كا كا/ ي ب ك/ كا جا كا» وداعش، تم تحييدهم الأحد، وفق المعلومات الواردة من المنطقة».
ولفت البيان إلى ارتفاع إجمالي الذين تم تحييدهم في إطار عملية «غصن الزيتون» إلى ألف و369 مسلحاً.
ولم يتم تحقيق أي تقدم نوعي في إطار عملية «غصن الزيتون»، حيث سيطرت ميليشيات «الجيش الحر» المشاركة في العدوان إلى جانب القوات التركية، على قرية المحمدية وتلة العمارة في منطقة جنديرس غرب عفرين، وسط اشتباكات مع «وحدات حماية الشعب» الكردية، بحسب وكالات معارضة.
من جانبه ذكر الناطق باسم «وحدات الحماية»، بروسك حسكة، أن «اشتباكات تدور بين وحدات حماية الشعب والمرأة من جهة، والجيش التركي وفصائل الحر من جهة أخرى على أطراف قرية دير بلوط التي سيطر عليها الحر السبت».
وأضاف المتحدث: إن «الطائرات التركية قصفت قرى ديوا وملا خليل ودير بلوط بناحية جنديرس، في حين طال قصف مدفعي قرى باصوفان وبرج سليمان في ناحية شيراوا.
وأعلنت «وحدات حماية المرأة» في وقت سابق أمس، أن القصف التركي على مركز ناحية راجو غرب عفرين أدى لتدمير مئات المنازل والمحال التجارية والمنشآت الخدمية حتى الآن، وفقاً لقولها.
إلى ذلك نشرت «قسد» خلال اليومين الماضيين المزيد من مسلحيها على الحدود مع تركيا شمالي محافظة الحسكة، وفق وكالات معارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن