شؤون محلية

أرقام الزراعة… التراجع على وقع الأزمة

 محمود الصالح : 

تراجعت زراعة معظم المحاصيل الزراعية الأساسية خلال الأزمة وانعكس ذلك فقراً مدقعاً بشكل واضح على الشريحة الأوسع في المجتمع وهي الفلاحون، إضافة إلى الشرائح الاجتماعية الأخرى التي تعتمد في أعمالها على الإنتاج الزراعي في الصناعة والتجارة وانخفض إنتاج القمح في هذا الموسم من ثلاثة ملايين طن في عام 2010 حسب الإحصاء المقدم من وزارة الزراعة إلى حدود نصف مليون طن في هذا الموسم كما ذكره لنا مدير الشؤون الزراعية في وزارة الزراعة المهندس عبد المعين قضماني، وأضاف: إن كميات التسويق حتى الآن من القمح 422 ألف طن لمؤسستي الحبوب وإكثار البذار والموسم في نهايته.
أما بالنسبة لمحصول القطن فقد أكد قضماني أن الخطة المقررة لهذا المحصول هي 124 ألف هكتار وتمت زراعة 44 ألف هكتار فقط وهي تمثل 35% من الخطة، ولم تتضح بعد كميات الإنتاج المقدرة لمحصول القطن لهذا الموسم لأن موسم التسويق يبدأ في شهر أيلول.
وأكد قضماني أن المساحة المزروعة بمحصول الشوندر السكري في هذا الموسم هي 840 هكتاراً فقط من أصل الخطة المقررة وهي تسعة آلاف هكتار، وبلغت الكميات المسوقة من محصول الشوندر السكري إلى المؤسسة العامة للأعلاف بحدود أربعة آلاف طن وتجري عمليات الاستلام والتسويق في منطقة الغاب فقط.
علماً أن المساحة التي كانت مزروعة من الشوندر السكري في عام 2010 وصلت إلى أكثر من 27 ألف هكتار أنتجت حينها مليوناً ونصف المليون طن من الشوندر السكري في جميع المحافظات السورية. وفي عام 2005 كانت المساحة المزروعة بمحصول القطن 238 ألف هكتار بلغ إنتاجها أكثر من مليون طن وكانت هذه السنة مسماة رحلة المليون للقطن السوري, وفيما يتعلق بمحصول الذرة الصفراء أكد قضماني أن المساحة المخططة بلغت 26 ألف هكتار نفذ منها 12895 هكتاراً بمعدل 49% ولم تتضح بعد تقديرات الإنتاج.
ويؤكد عدد من الفلاحين أن أسباب تراجع زراعة المحاصيل الإستراتيجية نتيجة عدم وجود إمكانية لتسويق الإنتاج إلى مؤسسات الدولة وابتزاز واستغلال التجار للفلاحين وتدني الأسعار خلال الموسم بشكل لا يوازي تكاليف الإنتاج، كل ذلك انعكس سلباً على حياة الفلاحين في تختلف مناطق القطر ما أدى إلى هجرتهم لأراضيهم وتحولها إلى أراض بائرة, هذا الوضع يدعو الجميع إلى البحث عن حلول منتجة لمعالجة هذه القضية الكارثية التي انعكست على الجميع، ويجب إعادة الضمان للفلاح لاستلام إنتاجه بالطريقة المناسبة ولا نعتقد أن الجهات المعنية عاجزة عن ذلك فكما استطعنا نقل حبوب الحسكة في هذا الموسم إلى المناطق الآمنة نستطيع أن نجد الحلول المفيدة لاستلام غلال الوطن من الذهبين الأبيض والأصفر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن