سورية

حرب إعلامية تسبق وصول تيلرسون إلى أنقرة.. و«ناتو» يتفرج … تركيا تستهدف وسط مدينة عفرين وأنباء عن انخراط سلاح الجو في التصدي

| وكالات

قبيل وصول وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية ريكس تيلرسون إلى أنقرة استعرت وتيرة الحرب الإعلامية بين الطرفين اللذين يشكلان قوة أساسية في حلف شمال الأطلسي «ناتو» في حين كان الأخير يتفرج.
وعلى حين كان عدوان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المسمى «غصن الزيتون» يستهدف لأول مرة مدينة عفرين، كان معارضوه ينتقدوه من باب أن اللاجئين السوريين في تركيا لا يدعموه ويكتفون بـ«تدخين الأراكيل».
وتولى أردوغان دفة الهجوم على واشنطن بنفسه، فهاجم أمس أمام الكتلة النيابية لحزبه الحاكم «العدالة والتنمية» في البرلمان «قرار الولايات المتحدة تقديم الدعم المالي لوحدات الحماية»، معتبراً أن ذلك «سيؤثر في قرارات تركيا».
وحرص أردوغان على إطلاق تصريحه قبل وصول تيلرسون إلى أنقرة خلال جولة إقليمية كانت الكويت محطتها أمس بعد القاهرة وبيروت، وفقاً لوكالة «رويترز»، حيث أكد تيلرسون أن تنظيم داعش لم ينته في سورية والعراق، إلا أن أردوغان شدد وفق وكالة «الأناضول» على «عدم أحقية أحد بعد الآن التذرع بـداعش، فقد أسدل الستار على مسرحية داعش في سورية والعراق».
أما وكالة «سبوتنيك» الروسية فنقلت عن أردوغان قوله: قيل لنا إن ضربنا أحد فسوف نرد بقسوة. إن من يقول ذلك فهو لم يجرب من قبل القبضة العثمانية».
وحول زيارة تيلرسون قال: «سنستعرض أمامهم (الأميركيين) جميع الحقائق»، وأن «ناتو لا يعني الولايات المتحدة الأميركية وحدها، فكافة أعضاء الحلف متساوون مع الولايات المتحدة».
بدروها نقلت وكالة «آكي» الإيطالية عن الأمين العام لـ«ناتو» يانس ستولتنبرغ ترحيبه بالحوار بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا، نافياً أي نية للمؤسسة الأطلسية بالتدخل في هذا الشأن.
في الأثناء، وفي انتقاد لاذع لأردوغان، هاجم زعيم المعارضة بالبرلمان التركي رئيس حزب «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو اللاجئين السوريين المقيمين في بلده وقال: إن «الشبان السوريين في تركيا يستمتعون بوقتهم، يدخنون الأراكيل، وجنودنا يحمون أرضهم. أليس هذا هو الحال؟»!. في خطاب اعتبرته مواقع معارضة «تحريضياً».
ميدانياً، وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، فإن المدفعية التركية استهدفت، أمس، للمرة الأولى وسط مدينة عفرين، عندما سقطت ثلاث قذائف في محيط المشفى بوسط المدينة، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، على حين ذكرت وكالة «سانا» للأنباء أن الاستهداف أسفر عن ارتقاء شهيد وجرح 4 آخرين.
أما موقع «الميادين نت» فتحدث عن استشهاد 3 أشخاص، ولفت إلى أن الاستهداف قد يعرض أكثر من مليون شخص للخطر جراء الضربات الصاروخية، وأن «مناطق سيطرة المسلّحين بعيدة عن مكان استهداف محيط المستشفى».
بموازاة ذلك قامت مروحيات الجيش التركي باستهداف مواقع للقوات الكردية في قرية دمليا في المنطقة الواقعة بين راجو والشيخ حدي في القطاع الغربي من منطقة عفرين، بالتزامن مع قصف مدفعي طال القرية ذاتها، حسبما نقل «روسيا اليوم» عن نشطاء.
ووفقاً للموقع الروسي، فإن سلاح الجو السوري استهدف محاور القتال العنيفة بين الميليشيات والقوات التركية من جهة، و«وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية و«قوات الدفاع الذاتي» الكردية أيضاً من جهة أخرى، على محاور في قرى حمام وأشكا غربي ودير بلوط وآكجلة وبافلورة ومحاور أخرى في ناحية جنديرس بالريف الجنوبي الغربي لعفرين، بالتزامن مع اشتباكات في ريفي عفرين الشمالي والشمالي الشرقي، ومحاور أخرى في ريف راجو، دون أن يصدر أي إعلان رسمي سوري يؤكد مشاركة سلاح الجو.
وأسفرت الاشتباكات بحسب الموقع الروسي، عن ارتفاع عدد القتلى إلى 159 من مسلحي «الوحدات» و«الدفاع الذاتي» منذ 24 يوماً من العدوان الذي بدأ في 20 الشهر الماضي، فيما ارتفع عدد القتلى في صفوف «غصن الزيتون» إلى 202، بينهم 29 قتيلاً من جنود القوات التركية بينهم طياران اثنان، فيما البقية من مقاتلي الميليشيات المسلحة المؤتمرة بأمر أردوغان، على حين ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن حصيلة العدوان التركي بلغ حتى يوم أمس نحو 450 مدنياً ومقاتلاً وجندياً خلال 25 يوماً.
وذكرت «الأناضول»، أن قوات العدوان التركي تمكنت، من احتلال قرية عمر سيمو التابعة لناحية بلبل للمرة الثانية حيث كانت احتلتها في اليوم الأول من الشهر الجاري، ووصل عدد النقاط التي احتلها العدوان منذ انطلاق العملية إلى 52، تقتصر على مزارع وقرى وتلالا إستراتيجية.
ونقلت الوكالة التركية عن رئاسة أركان جيشها بياناً أكد «تحييد 70 إرهابياً من عناصر «بي كا كا (حزب العمال الكردستاني) / كا جا كا (قوات سورية الديمقراطية- قسد و/ ب ي د (حزب الاتحاد الديمقراطي) / ي ب ك (وحدات حماية الشعب) وداعش» أمس، خلال عمليات برية وجوية، ليرتفع، وفقاً للبيان «عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم منذ انطلاق العملية إلى ألف و439 إرهابياً».
ولفتت الوكالة إلى وصول قافلة تعزيزات من عربات عسكرية مدرعة إلى «قضاء خاصا» في لواء الإسكندرونة السليب، في طريقها إلى منطقة عفرين شمالي سورية، لدعم عدوان «غصن الزيتون».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن