سورية

مراقبون رأوا أن الحركة تهدف إلى استمرار تهريب المواد الغذائية إلى داعش و«النصرة»…«أحرار الشام» تتنصل من بيان «مجلس شورى» جنوب دمشق: يضيق على المدنيين ويعوق حركتهم

 الوطن – وكالات : 

أعلنت «حركة أحرار الشام» الإسلامية رفضها التوقيع على البيان الصادر من مجلس شورى بلدات «يلدا، ببيلا، بيت سحم» في جنوب دمشق، والذي ينص على إغلاق الطريق بين مدينة الحجر الأسود، ومخيم اليرموك من جهة والبلدات الثلاث الواقعة جنوب دمشق من جهة ثانية، وذلك بخلاف ما جاء في بيان لما يسمى «مجلس شورى» تلك البلدات بأنه قرر إغلاق الحاجز وأن الحركة وقعت عليه.
وعزت الحركة في بيان لها نشره موقع «زمان الوصل» المعارض عدم توقيعها على لبيان إغلاق الطريق أنه سيؤدي إلى «التضييق على المدنيين وإعاقة حركتهم».
وتؤكد مصادر أهلية وقيادات فلسطينية أن من تبقى في مخيم اليرموك لا يتجاوز سبعة آلاف شخص بعد اجتياح مسلحي تنظيم داعش الإرهابي للمخيم بتنسيق مع جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية في بداية نيسان الماضي.
كما تؤكد تلك المصادر، أن جزءاً كبيراً ممن بقي في المخيم هم عائلات وأقارب المسلحين وعدد قليل جداً من المواطنين الذين لا تربطهم علاقة بالمسلحين وأن هؤلاء لم يستطيعوا الذهاب إلى بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم التي تم فيها إنجاز اتفاقات مصالحة وطنية.
ويرى مراقبون أن رفض «أحرار الشام» التوقيع على بيان «مجلس شورى» بلدات «يلدا، ببيلا، بيت سحم» والذي ينص على إغلاق الطريق بين مدينة الحجر الأسود، ومخيم اليرموك من جهة والبلدات الثلاث من جهة ثانية يرمي إلى استمرار تهريب المساعدات الغذائية من تلك البلدات إلى المسلحين في الحجر واليرموك.
ولـ «أحرار الشام» جذور قاعدية أكيدة، ولا سيما أن أحد مؤسسيه هو أبو خالد السوري رفيق درب جهاد لزعيمي تنظيم «القاعدة» الحالي أيمن الظواهري والسابق أسامة بن لادن. كما أن الحركة متحالفة مع «النصرة» فرع القاعدة في سورية ضمن لواء «جيش الفتح».
إلا أن قادة «الأحرار» زعموا أنهم أجروا مراجعة فكرية نقلتهم من التطرف إلى رحاب الاعتدال. وأطلقت القوى الإقليمية حملة لتلميع الحركة مؤخراً بعد فشلها في تعويم «جبهة النصرة»، من جراء المواقف التي أعلنها زعيمها أبو محمد الجولاني خلال مقابلته مع قناة «الجزيرة» القطرية.
ولدى اجتياح داعش للمخيم قاتلت عدد من المجموعات المسلحة المنضوية في «حركة أحرار الشام» إلى جانبه، لكن الحركة ولحفظ ماء وجهها أصدرت في شهر حزيران الماضي قرارين تضمنا فصل المدعو «أبو علي الأنصاري» القائد العسكري للحركة في جنوب دمشق، بسبب «عدم الالتزام بأوامر قيادة القطاع بقتال تنظيم داعش وقلة الانضباط وضعف السمع والطاعة». كما فصلت الحركة المجموعات العسكرية في حي التضامن ومخيم اليرموك بسبب «تهربها من قتال التنظيم بالإضافة إلى نشر الشائعات والمجاهرة بالتدخين والألفاظ النابية داخل مقرات الحركة».
ويدعي داعش أنه انسحب من اليرموك وعاد إلى معقله في الحجر الأسود وسلم مواقعه في المخيم لجبهة النصرة، لكن قيادات فلسطينية تؤكد عدم انسحاب التنظيم.
وكشف أمين سر تحالف القوى الفلسطينية المقاومة خالد عبد المجيد، السبت الماضي في تصريح لـ«الوطن» أن الدولة السورية رفضت طلباً لمسلحي تنظيمي داعش و«النصرة» بالانسحاب بأسلحتهم من مناطق مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن، متوقعاً أن يكرر التنظيمان الطلب لأن أوضاعهم «مزرية للغاية».
وقال: إن «اتصالات غير مباشرة جرت بين تنظيمي داعش وجبهة النصرة وجهات مسؤولة في الدولة السورية للتفاوض حول انسحاب المجموعات المسلحة من مخيم اليرموك، والمنطقة الجنوبية، من دون أن تسفر عن نتائج حتى الآن»، موضحاً أن «منظمة التحرير الفلسطينية دخلت على الخط بين الطرفين، في الوقت الذي أجرت فيه أيضاً مفاوضات هذا الشهر مع التنظيمين لبحث انسحابهما من مخيم اليرموك».
وذكر عبد المجيد أن داعش والنصرة طلبا «انسحاب 1100 مسلح من المنطقة الجنوبية، التي تضم اليرموك والحجر الأسود والتضامن، شريطة إبقاء أسلحتهم معهم، مع تسوية أوضاع أعداد أخرى منهم سيبقون بناء على إتمام مصالحة».
وبين عبد المجيد أن الدولة «وافقت على انسحاب المجموعات المسلحة من دون سلاح، وبالتالي رفض رحيلهم بسلاحهم، حيث إنهم سيتوجهون إلى حوران للالتحاق بعناصرهم المقاتلة هناك».
وفي جديد ممارسات داعش الإجرامية، أفاد موقع «الحل السوري» المعارض أن التنظيم أعدم الناشط المدني إياد أيوب، رمياً بالرصاص في مخيم اليرموك.
وذكر الناشط الإعلامي محمد نصر بحسب الموقع أن التنظيم أعدم أيوب في شارع العروبة رمياً بالرصاص، وعلى مرأى الناس جميعاً، وذلك بتهمة «العمالة لنظام الأسد والتخابر»، مضيفاً: إن أيوب هو «متطوع في جمعية نور للإغاثة والتنمية التي تعمل على مساعدة أهالي مخيم اليرموك الذين نزحوا إلى بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم».
وأوضح المصدر أن التنظيم قام باعتقال الناشط في 11 حزيران 2015، عقب دخوله للمخيم، وجاء اعتقاله بعد دخوله إلى اليرموك لمقابلة مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أبو أحمد هواري وبطمأنات منه، حيث كان دخول أيوب للمخيم من أجل تحصيل مستحقات مادية له، لقاء عمله في مؤسسة بيسان للتنمية الاجتماعية خلال فترة سابقة، قبل اجتياح داعش لليرموك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن