قضايا وآراء

سورية الفخورة بجيشها… وشعبها

ميسون يوسف : 

شكل عيد الجيش هذا العام محطة استثنائية توقف فيها المعنيون عند الإنجازات الكبرى التي حققها الجيش العربي السوري في حرب الدفاع عن الوطن في مواجهة أخطار من طبيعة استثنائية مركبة وفي معركة بالغة الخطورة والتعقيد. وقد كان واضحاً من خلال المواقف والمتابعات كم أن سورية فخورة بجيشها ليس هذا فحسب بل كم أن أصدقاء سورية الحقيقيين وحلفاءها المخلصين مطمئنون لأداء هذا الجيش وكم أن أعداء سورية مصدومون مصعوقون حتى الذهول من قدرات هذا الجيش واحترافه والمستوى العسكري والميداني والعقائدي والمعنوي الذي هو عليه بما مكنه من التماسك والمحافظة على قدراته في الميدان وصنع الانتصارات التي تنوعت عناوينها ومسمياتها.
لقد كان التحدي الذي فرضه العدوان الإرهابي كبيراً لكن الجيش العربي السوري على حد ما وصفه الرئيس بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة، كان على قدر التحدي «حاضرا بقوة في كل مواجهة مع العدو يقدم الأنموذج الأرقى في البطولة والتضحية والدرس تلو الآخر في الرجولة والانتماء والولاء للوطن». هذه التضحيات كانت الثمن الذي دفعه الجيش عن سورية كلها وعن محور المقاومة وعن الأحرار في العالم بما مكن الجميع من المفاخرة بالقدرة على المواجهة والصمود ومنع العدوان من تحقيق أهدافه وتلقين العدو الإرهابي المتعدد التسميات والموجه والمستخدم من قبل أعتى قوى الأرض وأغناها ماديا وإعلاميا تلقينه أقسى الدروس.
فالجيش العربي السوري لم يعبأ بقدرات من يواجه رغم حجمها الهائل بل تحرك انطلاقا من عقيدته الوطنية التي جعلته يعمل من غير تردد من أجل انتصار الوطن فإن تحقق فاخر به وإن لاقى مصيراً آخر قاده إلى الشهادة فانه يكون فخورا بشهادته من أجل الوطن أيضاً. فالجندي العربي السوري مقاتل لا يهاب المنون كما لا يخشى المواجهة وقد فرض نفسه في الميدان وفرض نفسه في التاريخ العسكري بأنه صانع المعجزات الأسطورية.
وفي هذه المناسبة نجد أن من حق جيشنا علينا أن نكون إلى جانبه نواكب تضحياته ونحتضن إنجازاته، فمعركة تحرير سورية تتطلب جهد الجميع ولا يمكن أن يترك الجيش وحيدا في الميدان بل يجب أن يساهم كل فرد من أفراد الشعب بجزء من العبء والواجب إذ ورغم القدرات الهامة التي أظهرها الجيش في المواجهة علينا ألا ننسى أن العدو حشد كل ما لديه ولم يوفر سبيلا أو وسيلة إلا وزج بها في الميدان ولذلك وكما أن الجيش برع في المواجهة فعلينا أن نبرع أيضاً في المشاركة في المواجهة وعندها نحفظ إنجازات الجيش ونحمي الجيش الذي به نحمي سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن