رياضة

اللواء ياسر شاهين في حديث لـ«الوطن»: نحن في القمة … النتائج التي نحققها لم تتحقق أيام الرخاء ومتفائل بالمستقبل

| مهند الحسني

وطن شرف إخلاص، شعار رفعه الجيش العربي السوري، فسجل البطولات والانتصارات، ومازال يسطّر أروع صفحات العز والكرامة دفاعاً عن الوطن وكرامته في مواجهة قوى الشر والظلام، هذه الانتصارات الميدانية ترافقت مع انتصارات رياضة الجيش التي حققت في زمن الصعب إنجازات لم تتمكن أندية عريقة من تحقيقها، فليس غريباً أن تشهد رياضة نادي الجيش هذه النقلة النوعية بجميع الألعاب، فالطريق نحو منصات التتويج بدا سالكاً من دون أي منغصات، ولم تشبه شائبة قد تعكر أجواءه، وهذه النتائج لم تأت من عبث، وإنما جاءت نتيجة الاستقرار بجميع أنواعه، الذي تشهده رياضة الجيش، الأمر الذي يؤكد سلامة خطوات الإدارة الاحترافية ومعرفتها ودرايتها بقيادة دفة الألعاب والوصول إلى الألقاب التي باتت ميزة أساسية لجميع مشاركات رياضة الجيش وبجميع الألعاب رغم المنافسة القوية من باقي الأندية.

«الوطن» حيال هذا التألق برياضة الجيش زارت اللواء ياسر شاهين مدير إدارة الإعداد البدني والرياضة في مكتبه وأجرت معه الحوار التالي:

الوصول للقمة

كيف تقيم مستوى رياضة الجيش في المرحلة الحالية؟

يجب ألا نتحدث عن أنفسنا، ومع ذلك نحن في القمة في الفترة الحالية رغم كل الصعوبات، وهذه النتائج التي نحققها لم تتحقق في أيام الرخاء، جميع اللاعبين الذين حققوا إنجازات مهمة لرياضة الوطن هم من أبناء نادي الجيش، ولدينا توءمة حقيقية مع الاتحاد الرياضي العام، وتعاون وثيق مع شخص اللواء موفق جمعة، ورياضة الجيش بشكل عام جيدة جداً، لأن أغلب المنتخبات الوطنية كوادرها من نادي الجيش في جميع الألعاب، وهذا الكلام يأتي بناء على النتائج المحققة للنادي، فنحن أبطال سورية بكرة اليد والطائرة والريشة والسلة، وكرة القدم تحقق نتائج جيدة على الصعيدين المحلي والخارجي، إضافة إلى ألعاب القوى، وقواعدنا فيها تبشر بالخير بجميع الألعاب، لأننا نؤمن بأن تطوير العمل الرياضي يبدأ من القاعدة.

يقال إن نادي الجيش مفرخة للنجوم فما سبب هذا التألق؟

ليس لدينا دعم مادي كبير كما يظن الكثيرون، ونحن أقل ناد من حيث الإمكانات المادية، لكن أكثرها إنجازات مشرقة لأن لدينا عملاً مؤسساتياً وقيوداً، وبصراحة نحن غير مرتاحين مادياً أبداً قياساً إلى ما تصرفه باقي الأندية على ألعابها، ولا يوجد ناد بعيد عن المنغصات، لدينا قيادة ونظام نسير عليه، ونعمل ضمن الإمكانات المادية المتاحة لنا، على مستوى القواعد بدأنا العمل بشكل جيد، وحالياً بدأنا نقطف ثمار جهودنا في جميع الألعاب، وأصبحنا نعتمد بنسبة كبيرة على أبناء النادي، وخاصة في ألعاب الكرات.

هذا يعني أن قواعد نادي الجيش بخير؟

طبعاً بخير، لأننا بدأنا العمل على هذه القواعد منذ سنوات عبر برامج علمية مدروسة، ونحن الهيئة الوحيدة التي تمارس 18 لعبة بمستوى عال من التألق والنجاح، حتى أصبحنا كاتحاد رياضي مصغر، لكن ينقصنا الاستثمارات التي تتمتع بها باقي الأندية، ونتمنى أن تكون لنا استثمارات في الفترة المقبلة، لكننا نعمل ضمن نظام القوات المسلحة.

تألق سلوي

تشهد كرة السلة اهتماماً غير مسبوق في عهدكم كإدارة؟

قواعد السلة لدينا تسير بخطا احترافية جيدة، ونتائجنا منذ خمس سنوات لم تكن توازي الطموح في كرة السلة، وكان فريقنا يخرج بالمركز الرابع أو الثالث، وهذا الشيء دفعنا لإحداث نقلة نوعية بمفاصل الفريق الأول، وقمنا بدعوة أبناء النادي من جديد، وتم تكليف مدرب شاب لهذه المهمة بغية منحه الفرصة لإثبات جدارته، إضافة إلى تغيير واضح بكل مفاصل اللعبة، وقدمنا الدعم اللا محدود للفريق على أمل أن يحقق ما يوازي هذا الدعم، طموحنا الظفر باللقبين أيضاً، لأن فريقنا يضم أفضل لاعبي القطر وتحضيراته مثالية، وقواعد اللعبة لدينا جيدة ونتائجها إيجابية، مع العلم بأننا خسرنا أكثر من عشرين لاعباً تحت 17 سنة نتيجة الأزمة التي تشهدها البلاد، وهؤلاء اللاعبون كانوا بمنزلة فريق الأمل لسلة الجيش.

هل أنتم بصدد إعادة إحياء السلة الأنثوية بالنادي؟

السلة الأنثوية بحاجة إلى إمكانات كبيرة، ليس لدينا أي ناد في سورية لديه صالة متخصصة بالرياضة الأنثوية، في ظل هذه الظروف الصعبة لا يمكن إعادة إحياء اللعبة الأنثوية، لكن في حال عادت الأمور إلى وضعها الطبيعي فسنعمل على إعادة اللعبة للنادي.

أنتم أمام مشاركة كبيرة في بطولة غرب آسيا فماذا تتوقع من نتائج؟

مشاركتنا باتت ضرورية لأن عدمها سيجعل السلة السورية تموت، وهذا ما لا نريده أبداً، لكن لا نملك لاعبين محترفين، أسوة بباقي الأندية التي تستقدم لاعبين من مستوى عال وبمبالغ خالية، ومشاركتنا ستكون جيدة ضمن الإمكانات المتاحة لنا.

يشاع في الشارع الرياضي بأنكم بصدد التعاقد مع المدرب الصربي ماتيتش فهل هذا صحيح؟

لا شيء من هذا القبيل، لكن نتمنى أن يأتي المدرب الصربي، ويعمل معنا، وسوف نفتح له كل ملاعبنا وصالاتنا، لكن المدرب الأجنبي بشكل عام لا يمكن أن يأتي للعمل في مثل هذه الظروف.

مشاركة وطموح

كرة القدم لديكم متألقة رغم أن النادي يفرط ببعض لاعبيه فما سبب هذا النجاح؟

السبب الانضباط والنظام الذي نتقيد فيه، نحن ملتزمون مع اللاعب، وهو ملتزم معنا، في حال قصر هناك محاسبة وفي حال تألق وحقق إنجازات هناك تكريم دائم، لم يكن لدينا لاعبون متميزون، لأننا نقوم باستقدام اللاعب الموهوب، ونعمل على صقل موهبته حتى يصبح متميزاً، أما باقي الأندية فتعمل على التعاقد مع اللاعبين المتميزين والجاهزين.

أنتم أمام استحقاق كبير في كأس الاتحاد الآسيوي فما طموحكم على صعيد النتائج؟
طبعاً طموحنا المنافسة على اللقب، وهذا ما نعمل عليه، لكننا نعاني نقصاً بالكوادر بشكل عام، فليس لدينا لاعبون محترفون، وهذه معاناة، ولم نلعب على أرضنا، وبين جمهورنا، واللعب خارج الأرض صعب جداً، ورغم كل ذلك نحقق نتائج أكثر من إيجابية قياساً إلى ما يقدم لباقي الأندية المشاركة في البطولة.

ما طموحكم للظفر بلقب الدوري هذا الموسم؟

طموحنا كبير بالظفر باللقب، ونحن كإدارة نادي الجيش لا نطمح لأي مركز غير القمة، وخسارتنا أمام الوحدة لم تكن بالحسبان، لكن هذه هي الرياضة فوز خسارة.

منشآت وإصلاح

ملاعب وصالات النادي باتت مهترئة فهل لديكم نية لإصلاحها؟

نقوم بإصلاحها حسب الإمكانات المادية المتاحة لنا، وحسب الضرورة، بلدنا يتعرض لحرب طاحنة وكبيرة، ويجب التعامل مع هذه الأمور حسب ما تقتضيه المصلحة العامة، وصالة السلة بناها الاتحاد الرياضي العام منذ سنوات طويلة، والمتعهد لم يلتزم بالمواصفات الجيدة، لكن اللواء موفق جمعة قام بتشكيل لجنة قبل أيام قليلة من أجل إعادة بناء أرضية الصالة في هذا العام، وهي خطوة إيجابية منه، إضافة إلى أن النادي بات مستهدفاً من الإرهابيين الذين أمطروا النادي بعدد كبير من القذائف، وهذا الشيء أثر في جاهزية المنشآت، فملعب التارتان على سبيل المثال، سقط عليه تسع قذائف أثرت في أرضيته بشكل كبير، ومع ذلك نعمل من أجل أن نكون في مقدمة الأندية السورية.

هل سيبقى نادي الجيش مصنعاً للنجوم بكل الألعاب؟

دعم القيادة العسكرية كبير رغم كل الظروف الصعبة، وهي لم تقصر معنا في أي شيء، ونادي الجيش من أكثر الأندية تخريجاً للنجوم، وهذا يعود للعمل الجيد الذي يوفر الأجواء المثالية لتحضيرات جميع الفرق، وقد نجحنا منذ زمن بعيد برفد جميع المنتخبات الوطنية بأبرز اللاعبين المتميزين، وهذه الإدارة سوف تستمر على هذا العطاء، وأنا راض عن عملي بالإدارة، ومتفائل بالمستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن