سورية

نتنياهو هدد باستهداف إيران.. وظريف وصف خطابه بـ«سيرك هزلي» … احتدام التصريحات الإسرائيلية الإيرانية حول سورية

| وكالات

احتدم الصراع الإيراني الصهيوني على خلفية الأزمة السورية فبعد تهديدات رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإيران وحمله قطعة ادعى أنها لطائرة إيرانية دون طيار، ردت طهران بقوة على «سيركه الهزلي»، وأكدت أن إسقاط دمشق لطائرة إسرائيلية بعد اعتدائها على الأراضي السورية حطم ما يقال عن أن إسرائيل «لا تقهر».
وشن الكيان الإسرائيلي عدواناً في 10 من الشهر الجاري عبر سلسلة غارات جوية على الأراضي السورية رداً على ما زعم أن طائرة إيرانية من دون طيار أطلقت من سورية واخترقت مجالها الجوي، لكن طهران نفت هذا الأمر، على حين تصدت وسائط الدفاع الجوى في الجيش العربي السوري تصدت للعدوان وأسقطت طائرة من طراز «إف 16» وأصابت طائرات أخرى.
وفي كلمة له في مؤتمر ميونخ للأمن أمس، بحسب وكالة «سانا» للأنباء، رد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على خطاب نتنياهو الذي ألقاه قبل ساعات في المؤتمر، وبيّن أن سياسة الكيان الإسرائيلي قائمة على العدوان والاحتلال ضد الدول المجاورة له وعندما أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة معادية لهذا الكيان تصرف وكأن كارثة قد وقعت.
وأشار ظريف إلى ما تعانيه سورية من دمار وخراب من قبل بعض الدول التي تدعي محاربة التنظيمات الإرهابية رغم أنها هي من دعمت ومولت هذه التنظيمات، لافتا إلى أن هزيمة تنظيم داعش الإرهابي لا تعني اجتثاث جذور التطرف بشكل كامل لأن فكر الإقصاء ونشر الكراهية ما زال قائماً.
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن الأمن الجماعي هو المطلوب لمنطقتنا وليس محاولة فرض هيمنة طرف واحد أياً كان وقال: إن «أميركا وزبائنها بالمنطقة يعانون من خياراتهم وقراراتهم غير الصائبة». وأشار ظريف إلى أن حديث رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي حول إيران خلال المؤتمر مجرد «سيرك هزلي».
من جانبها نقلت وكالة «سبوتنيك» للأنباء، عن وزير الخارجية الإيراني، قوله تعقيباً على خطاب نتنياهو الذي اتهم إيران بإرسالها طائرة دون طيار عبر سورية سقطت في الأراضي المحتلة الأسبوع الماضي: «كان هناك سيرك كارتوني هذا الصباح لا يستحق حتى كرامة الرد»، وتابع: «الخطاب برمته كان يحاول تفادي القضية، ما حدث في الأيام القليلة الماضية هو انهيار ما يعرف باستعصاء إسرائيل على القهر».
وكان في وقت سابق من يوم أمس، قد حذر نتنياهو طهران في مؤتمر ميونيخ للامن، حسبما نقلت صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية، مما سماها الاعتداءات المسلحة التي تقوم بها إيران و«وكلاؤها» في سورية، ملوحا بقطعة قال إنها ما تبقى من طائرة دون طيار إيرانية سقطت في إسرائيل الأسبوع الماضي.
وقال نتنياهو: «لدي رسالة للطغاة في طهران لا تختبروا عزم إسرائيل!»، ملوحاً بقطعة معدنية مستطيلة زعم أنها «قطعة من تلك الطائرة دون طيار إيرانية، أو ما تبقى منها، بعد أن قمنا بإسقاطها».
ووجه نتنياهو أيضاً سؤالاً إلى الوزير ظريف وسأله حاملاً قطعة من حطام الطائرة» سيد ظريف، هل تعرفت على هذه؟ يجب عليك ذلك، فإنها لكم»!!.
وخرج نتنياهو عن كل ما هو لبق في الخطاب الدبلوماسي وتهجم على ظريف بوصفه بأنه «متحدث لبق باسم النظام في إيران وأنه سينفي بوقاحة تورط إيران في سورية وأنه يكذب ببلاغة»!!.
وأضاف نتنياهو إن الكيان الإسرائيلي لن يسمح لإيران بالحصول على موطئ قدم دائم على حدودها، معتبراً أن إيران، وعبر من سماهم «وكلاؤها» في المنطقة، تلتهم مساحات شاسعة في الشرق الأوسط».
وقال نتنياهو في تناس مطلق لما يقوم به من دعم لتنظيمي داعش و«جبهة النصرة» الإرهابيين والميليشيات المسلحة في الجنوب السوري: إن «إسرائيل لن تسمح لنظام إيران بلف حبل من الإرهاب حول أعناقنا»!!، مضيفاً: «سنتصرف من دون تردد للدفاع عن أنفسنا، وسنعمل إذا لزم الأمر ليس ضد وكلاء إيران الذين يهاجموننا فحسب، بل ضد إيران ذاتها».
بدورها نقلت وكالة «رويترز» للأنباء، عن نتنياهو دعوته في كلمته أمام مؤتمر ميونخ للأمن المسؤولين والدبلوماسيين الأميركيين والأوروبيين للتصدي لإيران فوراً وعرض خريطة تظهر ما وصفه بالوجود الإيراني المتزايد في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها نتنياهو أمام المؤتمر. وقال نتنياهو: «إن إيران تزيد نفوذها على حين يسترد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في العراق وسورية أراضي من أيدي المتشددين».
وأضاف: «المؤسف أنه في حين ينكمش داعش تتوغل إيران فهي تحاول إقامة هذه الإمبراطورية المتصلة حول الشرق الأوسط من الجنوب في اليمن لكنها أيضاً تحاول إنشاء جسر من الأرض من إيران إلى العراق وسورية ولبنان وغزة».
ومضى قائلاً: «هذا تطور خطير جداً بالنسبة لمنطقتنا».
وتقود الولايات المتحدة «تحالفاً دولياً» مزعوماً بحجة محاربة داعش في سورية، في حين تقدم دعماً للأخير لتبرير وجود قواتها فيها، فضلاً عن تقديمها دعماً للميليشيات الكردية في شرق البلاد التي مكنتها من الاستيلاء على مدينة الرقة وعلى مقدرات الدولة السورية من الغاز والنفط في المنطقة الشرقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن