سورية

المحلل السياسي المصري سنجاب: مؤسسة الجيش في مصر تنظر للجيش العربي السوري كشريك في مواجهة الإرهاب

 القاهرة – فارس رياض الجيرودي : 

رأى المحلل السياسي المصري والكاتب في جريدة الأهرام ابراهيم سنجاب أن الدبلوماسية المصرية تبذل جهوداً في الكواليس وبعيداً عن الإعلام من أجل رأب الصدع العربي و«تليين» المواقف السعودية تجاه الدولة السورية، واستنتج سنجاب أن التغير الحاصل في الموقف السعودي نحو سورية هو حصيلة جهد بذلته مصر بالتنسيق مع القيادة الروسية، حيث تستشعر الدولتان تفاقم خطر المنظمات الإرهابية في منطقة المشرق العربي، وما تشكله من تهديد للسعودية نفسها التي ستعاني من وضع حساس بسبب احتواء أرضها على الأماكن المقدسة الإسلامية، وأكد سنجاب أن مصر تخوض اليوم مواجهة حياة أو موت مع التنظيمات الإرهابية المتطرفة المتسترة بستار الإسلام بدءاً من التنظيم الرئيسي الممثل لحركات الإسلام السياسي (الإخوان المسلمون) وانتهاءً بتنظيم أنصار بيت المقدس الذي يخوض حرباً حقيقية ضد قوات الأمن والجيش المصريين في سيناء، ولذلك تعتبر مصر نفسها صاحبة مصلحة حقيقية في رأب الصدع بين سورية والسعودية، وفي العمل على وقف الدعم المقدم للمنظمات المتطرفة في العالم العربي وعلى رأسها منظمة الإخوان المسلمين.
و يتحدث سنجاب، الذي عاد مؤخراً من مؤتمر إعلامي عن مكافحة الإرهاب عقد في دمشق، عن مظاهر القوة التي تتمتع بها الدولة الوطنية السورية بعد أربع سنين من حرب استنزاف شرسة وبعد مواجهات دامية على جبهات مفتوحة استثمرت فيها الدول الداعمة للإرهاب الكثير من المال ودفعت إليها بأعداد كبيرة من المقاتلين، ويؤكد سنجاب أن مؤسسة الجيش في مصر تنظر للجيش العربي السوري كشريك في مواجهة الخطر الإرهابي كما كان الجيشان شريكين في مواجهة الخطر الصهيوني، ويرى سنجاب أن إقدام الرئيس المخلوع محمد مرسي على قطع العلاقات مع سورية وإغلاق السفارة وإعلان الجهاد على سورية كان له الدور الأكبر في دفع قيادة الجيش المصري للقيام بخطوة تنحية مرسي وإسقاط الحكم الإخواني في 30 حزيران يونيو 2013، وعلى حين يعتبر سنجاب أن مصر غير راضية عن كثير مما تقوم به السعودية خصوصاً لجهة علاقاتها بالتنظيمات المتطرفة التي تخوض حرباً مع الدول الوطنية في العالم العربي وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين، فإنه يعتبر أن الدعم الاقتصادي الذي قدمته السعودية لمصر في مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو 2013 هو أمر لا يمكن إنكاره، لكن ذلك لا يعني تحول مصر إلى تابع للسياسات السعودية، وبناء عليه تمنى سنجاب أن تصل القيادات في العالم العربي إلى مستوى من النضج السياسي تجعلها تحترم اختلافاتها، ولا تلجأ لدعم المنظمات إرهابية ضد الجيوش الوطنية.
سنجاب تمنى رفع التمثيل الدبلوماسي بين مصر وسورية من مستوى قنصل لمستوى سفير، وأن تلعب مصر دوراً أكثر فعالية في حل الأزمة السورية، وهو يرى أن تأخر هذه الخطوات، سببه ما تواجهه مصر من ضغوط خارجية في مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو، إضافة لانشغال مصر في مشاكلها الداخلية الضخمة، وعلى رأسها الوضع الاقتصادي المتفاقم بعد ثورتين ومواجهات مع المنظمات الإرهابية، وهو يرى أن القيادة المصرية تعمل على إصلاح أخطاء العهود السابقة، وعلى ترميم الوضع الاقتصادي داخل مصر حتى تتمكن في المستقبل من التقدم بمشروع للمنطقة، ومن تأدية دور إقليمي أفعل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن