سورية

واشنطن سمحت لقواتها بقصف الجيش العربي السوري عند الضرورة…روسيا تنتقد خطط أميركا لدعم «المعتدلة» في سورية: ستؤدي إلى تعزيز مواقع داعش

انتقدت روسيا قرار الولايات المتحدة السماح بشن غارات جوية للدفاع عما تسميه «المعارضة المعتدلة» التي تقوم واشنطن بتدريبها، حتى إذا استهدفت الغارات الجوية قوات الجيش العربي السوري، مؤكدة أن أي دعم لتلك التنظيمات سيزيد من عدم الاستقرار في سورية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في تصريح له رداً على إعلان واشنطن خططاً لدعم الإرهابيين في سورية: إن «سعي الولايات المتحدة الأميركية إلى توفير شتى أشكال الدعم لما يسمى المعارضة السورية سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في سورية وزعزعة الوضع فيها».
وأضاف بيسكوف: «إن موسكو ما برحت تنوه إلى أن المساعدة المالية أو الفنية العسكرية التي تحصل عليها المعارضة في سورية تؤدي إلى المزيد من القلاقل في هذا البلد»، موضحاً «أن ذلك يؤدي في حقيقة الأمر إلى إقامة وضع من الممكن أن يستغله تنظيم داعش الإرهابي لأن القيادة المزمع إضعافها تفقد القدرة على مواجهة هذا التنظيم ومنع تمدده». وأكد بيسكوف، أن هذا الأمر هو موضع خلاف جوهري بين موسكو وواشنطن.
وقررت الولايات المتحدة شن غارات جوية للدفاع عما تسميه مسلحي «المعارضة المعتدلة» الذين دربهم جيشها في مواجهة أي جهة كانت بما في ذلك الجيش العربي السوري.
ويهدف القرار الذي اتخذه الرئيس باراك أوباما إلى حماية مجموعة المسلحين السوريين الذين سلحتهم ودربتهم الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش، ويجيز هذا القرار قصف أي قوات تعترض هؤلاء بما في ذلك القوات الحكومية السورية.
وتعرضت أول دفعة من المسلحين الذين دربتهم الولايات المتحدة ونشرتهم في شمال سورية الجمعة لنيران من جانب تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، ما أدى إلى شن واشنطن غارات جوية لمساندة تلك القوات.
وقال مسؤولون أميركيون، الأحد الماضي: إن الولايات المتحدة ستشن هجمات لدعم التقدم الذي أحرز ضد أهداف داعش. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» أول من كشف عن القرار.
من جهته أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي اليستير باسكي أنه لم يجر تقديم دعم واسع النطاق إلا للمسلحين الذين دربتهم الولايات المتحدة بما في ذلك «الدعم بنيران دفاعية لحمايتهم».
وأضاف: «لا ندخل في تفاصيل قواعد الاشتباك التي نتبعها ولكن نقول دائماً إننا سنتخذ الخطوات اللازمة لضمان قدرة هذه القوات على تنفيذ مهمتها بنجاح».
وفي السياق ذاته أوضحت المتحدثة باسم البنتاغون الكوماندر إليسا سميث، أن البرنامج العسكري الأميركي يركز «أولا وقبل كل شيء» على محاربة مسلحي تنظيم داعش. وقالت سميث: «رغم ذلك نعرف أن كثيراً من هذه الجماعات تقاتل الآن على جبهات عدة بما في ذلك ضد النظام السوري وتنظيم داعش وإرهابيين آخرين.
وبدأ الجيش الأميركي برنامجه في أيار لتدريب ما يصل إلى 5400 مسلح سنوياً فيما يعد اختباراً لإستراتيجية أوباما بجعل الشركاء المحليين يحاربون المتطرفين وإبقاء القوات الأميركية بعيدة عن خطوط المواجهة.
وواجه برنامج التدريب تحديات منذ البداية مع إعلان عدم أهلية مرشحين كثيرين بل استبعاد البعض.
وينضوي المسلحون الذين دربتهم الولايات المتحدة تحت ما يسمى لواء «الفرقة 30»، وأعلنت «جبهة النصرة» الأسبوع الماضي أنها خطفت قائد «الفرقة 30» لكن مسؤولين أميركيين قالوا أنه لم يتلق تدريباً أميركياً.
وكان 54 من أفراد هذه الفرقة اجتازوا الحدود إلى سورية منذ أسبوعين بعد تدريبات عسكرية في إطار البرنامج الأميركي لما تصفه واشنطن المعارضة المعتدلة.
(سانا – روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن