سورية

أردوغان هائج.. ويدفع بمزيد من الحشود لدعم «غصن الزيتون».. وموسكو دعته للحوار مع دمشق … «القوات الشعبية» تدخل عفرين وتباشر تصديها للعدوان التركي

| الوطن – وكالات

مع دخول طلائع «القوات الشعبية» الرديفة للجيش العربي السوري منطقة عفرين عصر أمس، باشرت على الفور مهامها في التصدي لعدوان النظام التركي الذي استهدف المناطق التي دخلتها، في حين دعت موسكو انقرة للحوار مع دمشق.
وقرابة الساعة الرابعة والنصف عصر أمس بثت قناة «الميادين» اللبنانية مشاهد مباشرة أظهرت دخول رتل، قالت إنه لـ«القوات الشعبية» الرديفة للجيش العربي السوري وهي تدخل إلى عفرين عبر معبر الزيارة شمال بلدة نبل بريف حلب الشمالي، حاملة علم الجمهورية العربية السورية.
وظهر في الفيديو العشرات من سيارات الدفع الرباعي وعلى متنها أسلحة متوسطة وثقيلة أبرزها مضادات طيران وحاملات صواريخ أرض أرض، ما يشير إلى أن الحكومة السورية مصممة بإدخالها هذه القوى ليس فقط التصدي للعدوان التركي وحسب على عفرين وإنما دحر الجيش التركي وحلفاءه من ميليشيات مسلحة من المناطق التي احتلوها.
وأكدت وكالة «سانا» للأنباء، أن القوات شعبية التي دخلت إلى منطقة عفرين ستعمل على دعم صمود أهلها في مواجهة العدوان الذي تشنه قوات النظام التركي على المدينة وسكانها منذ 20 الشهر الماضي.
وأظهر البث المباشر عبر «الميادين» قصفاً تركياً استهدف قرية شيراوا التي دخلت عبرها القوات الرديفة، وظهرت سحب الدخان تتصاعد من القرية بالتزامن مع دخول طلائع «القوات الشعبية».
وبعد أقل من ساعة على دخول «القوات الشعبية» ذكرت قناة «الميادين» أن الوفود الإعلامية خرجت من مدخل عفرين بعد تعرّض المنطقة القريبة منهم للقصف التركي، مشيرة إلى استمرار طائرات الاستطلاع التركية بالتحليق فوق معبر زيارة ومنطقة عفرين، قبل أن تؤكد أن الدفاعات الجوية في عفرين استهدفت طائرة استطلاع تركية، إلا أن وكالة أنباء «هاوار» الكردية تحدثت عن استشهاد عنصرين من «القوات الشعبية».
ويشير الاستهداف التركي إلى غضب نظام أردوغان من الانتشار العسكري السوري في منطقة الشمال، لاسيما أن أردوغان كان قد هلل لحصار قواته لعفرين، وقال إن قواته «سوف تتوجه خلال الأيام المقبلة بشكل أسرع لحصار مركز مدينة عفرين»، وذلك في كلمة ألقاها أمس أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية.
من جانبه وزير خارجية أردوغان مولود جاويش أوغلو، وفي مقابلة تلفزيونية قال حول فحوى لقاء أردوغان، مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الخميس الماضي، في المجمع الرئاسي بأنقرة، قال: إن أردوغان أبلغ تيلرسون، خيبة أمل بلاده من عدم التزام واشنطن بوعودها، وعرض له مشاهد مصورة لشاحنات أميركية تنقل السلاح إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية. وكشف جاويش أوغلو، عن «خريطة طريق مع أميركا لتخطي الأزمة» التي يسببها عدوان «غصن الزيتون»، مشيراً إلى «تشكيل لجنة مشتركة بين واشنطن وأنقرة، ستعمل من أجل إخراج وحدات حماية الشعب من منبج، وفي حال لم يخرجوا سننفذ العملية» في إشارة إلى نية بلاده اقتحام منبج.
وعلى صعيد المواقف الروسية، ذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين اجتمع مع أعضاء مجلس الأمن الروسي وتم «تبادل الآراء بشأن الوضع في سورية، وما يحيط بعفرين»، على حين أكد وزير خارجيته سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي بالعاصمة موسكو مع نظيره الباكستاني «وجوب حل كل القضايا المتعلقة بهذا الموضوع في إطار وحدة الأراضي السورية».
وأضاف لافروف بحسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء: إن «روسيا ترفض محاولات القوى الخارجية، لاستغلال الوضع في عفرين، للتوصل إلى أهداف جيوسياسية»، في إشارة إلى ما كان حذر منه قبل يوم واحد خلال مشاركته في منتدى «فالداي» للحوار في موسكو وتاكيده أن الولايات المتحدة الأميركية لديها خطط لتقسيم سورية.
ومضى لافروف بقوله: «يمكن تحقيق الأمن لتركيا من خلال الحوار المباشر مع دمشق».
في المقابل وحول موقف «وحدات الحماية» من دخول «القوات الشعبية» أصدر الناطق الرسمي باسمها نوري محمود بياناً نقلته وكالة «هاوار» الكردية، ذكر فيه أن «الحكومة السورية لبت الدعوة واستجابت لنداء الواجب وأرسلت وحدات عسكرية هذا اليوم (أمس) وذلك للتمركز على الحدود والمشاركة في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحدودها».
وبالعودة إلى الأوضاع الميدانية في عفرين، فقد ذكرت وكالة «سانا»، أن العدوان التركي المتواصل على عفرين أدى إلى استشهاد وجرح أكثر من 625 مدنياً جلهم من الأطفال والنساء.
من جانبها ادعت وكالة «الأناضول» أن القوات التركية وميليشيات «الجيش الحر» المؤتمرة بأمرها، سيطرت على قرية الزيتونة التابعة لبلدة شيران، في ساعات الصباح من يوم أمس، ليرتفع عدد النقاط التي احتلها عدوان «غصن الزيتون» 79 نقطة بينها مركز ناحية واحد، و53 قرية، و4 مزارع، و20 جبل وتلة إستراتيجية، رغم مرور 30 يوماً على العدوان، ومشاركة آلاف المسلحين في الهجوم.
ولفتت الوكالة إلى أن المدفعيات والدبابات التركية المتمركزة على طول الحدود الفاصل بين ولاية كليس جنوبي تركيا، وعفرين، «استهدفت ملاجئ ومخابئ ومواقع أسلحة للإرهابيين في عفرين»، في إشارة إلى مسلحي «قوات سورية الديمقراطية –قسد» وحزب الاتحاد الديمقراطي- با يا دا» وجناحه العسكري «وحدات حماية الشعب» ومسلحي «حزب العمال الكردستاني».
وأعلن بيان رئاسة الأركان التركية أمس تحييد 1715 «إرهابياً» خلال العدوان.
في غضون ذلك، انطلقت مجموعة مكونة من 1200 جندي من الوحدات الخاصة التركية، أمس من مطار «كالكيج» ولاية إزمير غربي تركيا، متجهة وفق وكالة «الأناضول» إلى منطقة عفرين، للمشاركة في عدوان «غصن الزيتون».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن