سورية

استعدادات وحشود الجيش تتواصل.. وانحسار للمارة والحركة في العاصمة … ساعة الصفر لمعركة الغوطة تقترب و«النشابية» قد تكون باكورتها

| سامر ضاحي- وكالات

واصل الجيش العربي السوري تحضيراته العسكرية لعملية الغوطة الشرقية بريف دمشق وستقدم المزيد من التعزيزات بهدف تخليصها من جبهة النصرة الإرهابية وحلفائها من الميليشيات المسلحة، في وقت اقتربت وحدات منه من استعادة بلدة النشابية في قطاع المرج.
وعلى حين كانت دمشق حزينة أمس وهي تتلقى قذائف الإرهاب بكثافة لليوم الثاني على التوالي، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي إلى إيقاف استهداف العاصمة.
وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن سلاح الجو الروسي انخرط ليلة الأربعاء في استهداف معاقل «جبهة النصرة» الإرهابية في داخل الغوطة، موضحاً أن مقاتلتين روسيتين شنتا عدة غارات على معاقل «النصرة» هناك.
ولفت المصدر إلى وصول مجموعات من فرق الاستطلاع الروسية إلى عدد من القطاعات التي يتوقع أن تشهد دخولاً للجيش من خلالها، بموازاة تركيب أسلحة روسية حديثة على محاور القتال استعداداً للعملية التي يريدها الجيش أن تكون حاسمة.
مصدر ميداني آخر أكد لـ«الوطن»، أن ضربات الجيش تتالت على مواقع الميليشيات المسلحة و«النصرة» في عموم الغوطة، فاستهدفت مروحيات الجيش ومقاتلاته الحربية معاقل «النصرة» في حزة ومديرا، كما استهدفت معاقل ميليشيات «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» في عربين وكفر بطنا وحرستا ومزارعها وسقبا وبيت سوى، وهو ما أقرت به مصادر إعلامية معارضة حاولت أن تقدم كل الإرهابيين والمسلحين الذين يستهدفهم الجيش على أنهم نساء وأطفال، وتحدثت عن «مقتل ٢٣١ زعمت أن بينهم ٥٧ طفلاً و٣١ مواطنة» على حد قولها.
وبيّن المصدر الميداني، أن وحدات الجيش العاملة في قطاع المرج اقتربت أكثر من ذي قبل من استعادة بلدة النشابية لأن الضربات الكثيفة هناك أرهقت المسلحين جداً.
في الأثناء أكد شهود عيان لـ«الوطن» أن طريق حمص دمشق الدولي اكتظ أمس بالأرتال العسكرية المتوجهة إلى الغوطة، على حين تحدث شهود آخرون عن وصول أرتال إضافية إلى جبهات شرق وشمال وجنوب الغوطة الشرقية.
في المقابل استمر هطل القذائف بكثافة على العاصمة وريفها، وذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن حصيلة يوم أمس، (حتى إعداد هذا الخبر)، كانت 22 قذيفة تسببت بإصابة 9 مدنيين بجروح، في منطقة باب السلام في دمشق القديمة ونزلة الغساني وحي برزة، ومحيط مشفى الزهراوي في حي القصاع، والسبع بحرات وحي أبو رمانة.
كما سقطت قذائف على جرمانا تسببت بإصابة مدنيين اثنين بجروح ووقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات»، وعلى عش الورور، وفي المناخلية والعصرونية بدمشق.
وذكرت «سانا»، أن وحدات من الجيش وجهت ضربات دقيقة على النقاط التي انطلقت منها القذائف، لافتة إلى أنه تم تدمير عدد من المنصات والنقاط المحصنة بمن فيها من مسلحين وعتاد حربي.
بدورها ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن حصيلة القذائف كانت 3 شهداء في جرمانا والقصاع، وإصابة عدد من الأشخاص بقذائف استهدفت ضاحية الأسد بريف العاصمة، على حين شهدت شوارع العاصمة تراجعاً في حركة المارة بشكل عام طلة نهار أمس، وشهدت «الوطن» تغيباً لافتاً لطلاب المدارس بعد ارتقاء أكثر من 17 شهيداً أول من أمس كان بينهم طلاب مدارس.
في الأثناء قللت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» من إمكانية تحرك «المجموعات المتمردة» في الجنوب رداً على تحرك الجيش في الغوطة.
وقالت على حسابها في تلغرام: «لا نتوقع حدوث تحركات عسكرية من المجموعات المتمردة جنوبي البلاد رداً على الهجوم البري الذي تشنه القوات الحكومية السورية في منطقة الغوطة الشرقية للقضاء على تنظيم جبهة النصرة الإرهابية».
في سياق متصل قالت السيدة ماريان غاسر، رئيسة بعثة اللجنة الدولية في سورية في بيان تلقت «الوطن» نسخة منه: «على الجانب الآخر من خط المواجهة، يعيش الناس في دمشق في ذعر دائم من سقوط أطفالهم ضحايا لقذائف الهاون. هذا جنون ولا بد أن يتوقف. يجب ألا يُستهدف المدنيون»، بعدما ذكرت أن «القتال سيسبب المزيد من المعاناة في الأيام والأسابيع المقبلة، ويجب أن يُسمح لفرقنا بدخول الغوطة الشرقية لمساعدة الجرحى».
وأضافت: إن «الجرحى من الضحايا يلقون حتفهم فقط بسبب عدم تلقيهم العلاج في الوقت المناسب. وفي بعض مناطق الغوطة لا تجد عائلات بأكملها ملاذاً آمناً تلجأ إليه».
من جانبه، دحض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف جملة وتفصيلاً صحة الاتهامات التي تزعم بضلوع روسيا في سقوط المدنيين جراء قصف الجيش السوري الغوطة الشرقية بدعم من بلاده، بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، على حين كشف وزير الخارجية البلجيكي ديديه ريندرز، أن بلاده تؤيد نداء الاتحاد الأوروبي الموجه لجميع الأطراف المنخرطة في الحرب في سورية لكي تتخذ الإجراءات اللازمة من أجل خفض العنف وحماية الشعب السوري، على حد ما نقلت وكالة «آكي» الإيطالية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن