ثقافة وفن

توم داغان بريطاني في غاية الغضب

| ترجمة الأب إلياس زحلاوي

بالأمس وردتني من أحد أصدقائي في كندا، رسالة تحمل هذا العنوان، وهي في ترجمة فرنسية، بتاريخ 8/2/2018. رأيت أن أترجمها من الفرنسية إلى العربية، للعمل على نشرها، ما لم يكن أحدهم قد سبقني إلى ترجمتها ونشرها. فعساها تحمل لبعض قراء العربية، بعض الأمل بأن الحقيقة قادرة، عاجلاً أم آجلاً، أن تشق دربها إلى عقول وقلوب في الغرب الذي دأب إعلامهم على تغليفها وخنقها بكذب عنيد ومتواصل وقاتل!
اسم كاتب المقال هو «توم داغَان». يقول: «شهادة بريطاني في غاية الغضب ثمة أخبار مباشرة من دمشق: إن الأنباء الأخيرة تفيد بأن سادة الإرهاب- إسرائيل- قد أطلقوا صواريخ من الفضاء الجوي اللبناني، استهدفت مواقع عسكرية سورية في المنطقة الريفية بدمشق. هو ذا خرق جديد للسيادة السورية واللبنانية! في هذه الأثناء، ظل العالم جالساً، يشاهد وحوش الإرهاب يرتكبون فظائعهم الإرهابية في غزة بفلسطين، وفي سورية، ويدعمون المتمردين، أو الإرهابيين، في مرتفعات الجولان، ويقدمون لهم الأسلحة والتدريبات العسكرية. بالأمس، أمضيت نهاري في دراسة مشروع يخص حي «جرمانا». ومرة أخرى تعرضت دمشق للقصف، وكان مصدر هذا القصف المتكرر، إرهابيي الغوطة الشرقية وجوبر. جوبر نفسها التي كانت مركز الإمدادات الرئيسية بالأسلحة والمجموعات المسلحة، القادمة من إسرائيل. والغوطة الشرقية تتلقى الدعم من السعودية، وبريطانيا والولايات المتحدة. إن هي إلا حرب قذرة قذرة! وهي حرب بالوكالة، تؤديها قوى بالوكالة. ليس ثمة أي مسوغ لكل ذلك.
بالأمس، استهدفوا محطة للنقل العام بدمشق، وهي محطة أستخدمها كل يوم، ولا قيمة عسكرية البتة لها. وهي محطة تزدحم بالناس الذاهبين إلى أعمالهم، أو إلى لقاء أسرهم، أو إلى مدارسهم، ومع ذلك، لم تذكر وسائل الإعلام الغربية أي شيء عن ذلك، ولم تشر إليها البتة. وفي نيويورك ولندن وباريس، احتفظ الصحفيون بصمتهم: إنها الشيكات السعودية! إنكم تتقاضون أجوركم من أمراء الصحافة وشركات التلفزيون. أنتم أصبحتم صحفيين لغاية واحدة: قول الحقيقة. أنتم لا تقولون الحقيقة. أنتم تقولون ما يأمركم بقوله أمراء صحافتكم وشركاتكم.
أنا هنا، في قلب الواقع. وأشعر الآن بالإرهاق. وقد أمضيت يومي أمس تحت القنابل. وأمضيت اليوم السابق تحت القنابل، مع المواطنين السوريين، المواطنين الحقيقيين، وليس مع المرتزقة القادمين من الخارج. وإني لأشعر بالغضب، أجل بالغضب وأنا أقول ذلك، أحاول أن أحتفظ بهدوئي، أسعى لأن أكلمكم بتهذيب، ولكنكم، أيها الأمم المتحدة، لستم سوى مضيعة للوقت. والبي بي سي. والفوكس، وسي إن إن… والجزيرة… مضيعة للوقت… كلكم لا تفعلون سوى سرد الأكاذيب طوال الوقت.
هو ذا إذاً تقريري لهذا اليوم: في سورية، يموت الناس عبثاً، الحكومة السورية تواجه حرباً إرهابية، لا حرباً أهلية… أجل حرباً إرهابية. وإلى أن تبدؤوا في الغرب البحث عن الحقيقة، لن تستطيعوا أبداً العثور عليها، لأن شركاتكم التلفزيونية وصحفكم تخضع لقيادة واحدة هي الدولار!
تلك هي خاتمة تقرير لبريطاني في غاية الغضب… في دمشق/ سورية توم داغان (Tom DAGGAN).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن