عربي ودولي

استمرار حوادث إطلاق النار في أميركا وقلق من انتشار الأسلحة الفردية

تستمر حوادث إطلاق النار الفردي في أميركا موقعة العديد من الضحايا بين قتيل وجريح، ولا تستثني مكاناً من الشوارع إلى دور العبادة إلى الجامعات والمدارس مرورا بأماكن الترفيه والتسلية، في ظل استمرار قوانين التسلح الفردي الذي تشجعه السلطات الأميركية بحجة ما يسمى «الدفاع عن النفس» على حين عانت مدن أميركية خلال السنوات الماضية من العديد من الهجمات الدامية بأسلحة فردية ورشاشة. وكان آخر هذه الحوادث إطلاق نار في جامعة لويزيانا الأميركية ما أدى لإصابة شخصين بجروح. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن شرطة الجامعة قولها إن «حادث إطلاق النار وقع في الحرم الجامعي وتورط فيه عدد من الأشخاص».
ويأتي الحادث بعد تسعة أيام من مقتل 17 شخصاً وإصابة 50 آخرين في إطلاق نار بمدرسة ثانوية بولاية فلوريدا.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا إلى تسليح المعلمين في المدارس من أجل مواجهة ظاهرة ازدياد عدد حالات إطلاق النار فيها ما أثار جدلاً حاداً داخل المجتمع الأميركي وانتقادات واسعة من قبل السلك التعليمي الذي أعلن رفض المقترح بشكل قاطع.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة حوادث إطلاق النار داخل المدارس والأماكن العامة في الولايات المتحدة بسبب سهولة حيازة الأسلحة الفردية لدى العامة وتزايد العنف والأزمات داخل المجتمع الأميركي.
فالعديد من الهجمات المسلحة في أميركا كانت أيضاً تكتسي بطابع عنصري تجاه الأجانب وفي مقدمتهم الأفارقة الذين يعانون من تمييز عنصري واستغلال كبيرين.
وأكد موقع غلوبال ريسيرتش الكندي في مقال له أمس في هذا الإطار أن السبب الجذري والجوهري للعنف الذي ينتشر في المجتمع الأميركي وتزايد حوادث إطلاق النار يعود إلى النظام الاجتماعي الرأسمالي في الولايات المتحدة القائم على الاستغلال المتزايد وعدم المساواة.
الموقع اعتبر أن حقيقة سهولة الحصول على الأسلحة حتى من قبل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة تعد تعبيراً واضحاً عن «اللاعقلانية» في المجتمع الأميركي، وتشير الكثير من الدراسات والإحصائيات الأخرى إلى أن الولايات المتحدة تتصدر دول العالم من حيث عدد حوادث إطلاق النار وما ينتج عنها من ضحايا عدا مناطق الحروب والنزاعات الساخنة المختلفة في العالم.
وكان أحد المتطرفين أقدم في آب الماضي بمدينة شارلوتسفيل على قتل امرأة شابة عندما دهس بسيارته حشداً كان يتظاهر ضد العنصرية على حين جاء رد الرئيس الأميركي على هذه الأعمال ضعيفاً إذ إنه حمل المسؤولية للطرفين ما أثار موجة انتقادات واسعة لمساواته بين العنصريين والمناهضين لهم.
ويؤشر تزايد وتصاعد حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة إلى حجم الأزمات التي يعاني منها المجتمع الأميركي والتي تتفاقم بشكل مستمر في ظل استمرار السياسات الاجتماعية والثقافية للإدارات الأميركية المتعاقبة على مستوى الداخل الأميركي إضافة إلى السياسات الخارجية الداعمة للإرهاب والحروب وافتعال الأزمات والنزاعات على مستوى العالم.
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن