من دفتر الوطن

أعداء البيت

| عبد الفتاح العوض 

يقول اللـه عز وجل:
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن مِنْ أَزْوَاجِكُمْ
وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ».
التفسيرات تتحدث عن سبب نزول الآية بأن حاول أهل أحدهم منعه من الجهاد أو من الالتحاق بالإسلام.
وفي التفسيرات المعاصرة تتحدث عن الرجل يدخل في أكل المال الحرام لإرضاء زوجته أو أولاده. ويصل المفسرون للقول إنه إذا فعل الزوج والولد فعل الأعداء فهو عدو.
هذه ليست خطبة «الأربعاء» بل مقدمة لمعلومات صادمة من داخل المجتمع السوري.
20 طلباً يوميا ًيتقدم بها سوريون للحجر على أحد والديهم. وهذا الرقم يخص مدينة دمشق فقط.. ومن ثم لا يشمل المحافظات الأخرى.. لكنه رقم كبير وخاصة أنه زاد بعد الأزمة، يعني سنوياً هناك نحو 240 أباً أو أماً محجوراً عليهم بدمشق.
والحجر يعني منع التصرف لعدم الأهلية، وغالباً ما يتم اتهام الوالدين بأمراض الزهايمر والخرف الشيخي والآن أثناء الأزمة مرض التوحد.
لماذا يتقدم ابن ما بطلب الحجر على أحد والديه؟
ليس هناك سبب حقيقي وواقعي غير الخلاف على الإرث وخوف أحد الأولاد أو أكثر من أن يمنعهم الوالد من الإرث بتنازله عنه لمصلحة آخرين.
المتابعون لهذا الموضوع وهو من اختصاص المحاكم الشرعية يلاحظون أن الأبناء يقومون بهذا العمل بدافع المال وليس رحمة بالوالد.
وثمة حوادث مؤسفة جداً أن أبناء طلبوا الحجر على أبيهم الثري جداً ولم يجد القاضي أحداً منهم يصلح ليكون «قيماً» على الوالد فاختار الأقل سوءاً بينهم.
ثمة مشكلة قانونية لو تم الحجر على أحد الوالدين وتمت إساءة المعاملة له فلا يوجد غير الروادع الأخلاقية لمنعه ولا يوجد متابعة إلا في حال تلقي شكوى.
هل وصل المجتمع إلى هذا الحد من السوء؟
علينا أن نتوقع أكثر، الأثرياء فقط هم من يتم الحجر عليهم، والآباء أكثر من الأمهات لأن الإرث غالباً ما يكون لديهم.
فليس هناك أي تفسير لهذا العمل إلا المال والمال فقط.
نسبة من طلبات الحجر لا تكون صحيحة وتمثل هنا قمة العقوق، عندما يدعي أحدهم على أبيه أو أمه أنها فاقدة الأهلية وتكون هي في صحة عقلية سليمة وتتحدث عن عقوق الابن بألم.
ما تحدثت عنه سابقاً هو عداوة الأولاد، إذا عدتم للآية ففيها حديث عن الأزواج، هذا حديث يطول لكن أيضاً في المحاكم الشرعية قصص عن تبادل الأزواج سلوك الأعداء، ففيه اتهامات وفضح أسرار لا تتوقع في الخيال الأسود أن يقوم بها شخصان تناولا الود يوماً ما من طبق واحد.

أقوال:
خطيئة الزوج تبقى على العتبة، وخطيئة الزوجة تدخل إلى المنزل.
الزوج الأصم والزوجة العمياء هما أسعد الأزواج.
قبل أن أتزوج كان لدي ست نظريات في تربية الأطفال، أما الآن فعندي ستة أطفال وليس عندي نظريات لهم.
عار على البشرية أن ينتحر أحدهم وقد كان في حاجة إلى عناق طويل.
من اتخذ أهلاً ومالاً وولداً صار للدنيا عبداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن