سورية

الميليشيات استهدفت «الممر الإنساني» في أول أيام «الهدنة» ومنعت المدنيين من الخروج … الحربي يواصل دك مواقع «النصرة» وحلفائها في الغوطة الشرقية

| الوطن – وكالات

واصل الجيش العربي السوري استهدافاته الجوية لمواقع «جبهة النصرة» الإرهابية وحلفائها من الميليشيات المسلحة في غوطة دمشق الشرقية، على حين منعت الميليشيات المدنيين من المرور عبر الممر الآمن الذي أعلنه الجانب الروسي لاجلائهم، وذلك في أول أيام الهدنة الإنسانية اليومية التي أعلنها الجانب الروسي.
وذكرت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي، أن الطيران الحربي في الجيش العربي السوري واصل ضرباته أمس، لأهداف يتجمع بها مسلحون من «النصرة» المستثناة من القرار 2401 الذي يقضي بهدنة مدتها 30 يوماً في غوطة دمشق الشرقية، في محور حرستا، بالترافق مع رشقات صاروخية نفذها الجيش على ذات المحور، وكثف الحربي أيضاً من ضرباته على مناطق التنظيم» في عربين وزملكا وجسرين وعين ترما وأوتايا والإفتريس.
جاء ذلك، في الوقت الذي دخلت فيه الهدنة الإنسانية اليومية التي أعلنها الجانب الروسي حيز التنفيذ في الغوطة الشرقية، صباح أمس، والتي استمرت 5 ساعات، بدأت من الساعة التاسعة صباحا، وانتهت الساعة الثانية ظهراً، بهدف فتح ممرات إنسانية وإجلاء المدنيين، حسب ما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأفادت وكالة سانا» للأنباء، بأن إرهابيي «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها اعتدت صباح أمس بـ5 قذائف على أطراف الممر الآمن الذي أعلن عنه الجانب الروسي والمحدد في مخيم الوافدين لخروج المدنيين من الغوطة، بغية دب الذعر في نفوس المدنيين حتى لا يقتربوا منه ومنعهم من المغادرة ومواصلة استخدامهم كدروع بشرية.
وفي وقت لاحق ذكرت الوكالة، أن الميليشيات المسلحة، استهدفت مرة أخرى بعدة قذائف الممر لمنعهم المدنيين من الخروج، على حين أفادت صفحات على «فيسبوك» أن 5 نساء من أهالي الغوطة الشرقية أصبن جراء استهداف الإرهابيين للمدنيين خلال محاولة خروجهم من معبر مخيم الوافدين.
وأوضحت «سانا»، أن الجهات المختصة بالتعاون مع وحدات الجيش العربي السوري استكملت صباح أمس، كل الاستعدادات اللوجستية لاستقبال المدنيين الراغبين في الخروج من الغوطة والذين تحتجزهم المجموعات الإرهابية وذلك بعد الإعلان عن الهدنة الروسية.
ولفتت إلى أنه تم تجهيز نقطة عبور المدنيين بكل اللوازم الطبية والصحية من سيارات إسعاف وسيارات نقل عامة لنقل المواطنين الخارجين من الغوطة إلى مركز الإقامة المؤقتة في الدوير بريف دمشق المجهز، مسبقاً بكل الخدمات الأساسية من أماكن سكن وإطعام ومركز صحي وغيرها.
من جانبها ذكرت قناة «روسيا اليوم» أن قصف المسلحين لمحيط معبر الوافدين أسفر عن وقوع جرحى في صفوف بعض عناصر الجيش العربي السوري.
الجيش الروسي أيضاً، اتهم ميليشيات الغوطة «بإمطار ممر إنساني بقذائف المورتر»، وقال: «لم يتمكن مدني واحد من المغادرة عبر الممر»، على حين نفت ميليشا «فيلق الرحمن»، بحسب وكالات معارضة، تلك الاتهامات، وزعمت أنها عارية عن الصحة، كما نفى رئيس المكتب السياسي لميليشيا «جيش الإسلام»، ياسر دلوان، منع المدنيين من مغادرة المنطقة، حسب زعمه.
بدوره رئيس فريق الرقابة لمنطقة «خفض التصعيد» في الغوطة الشرقية، فيكتور بانكوف قال: «تم عند الساعة التاسعة صباح اليوم 27 شباط (الثلاثاء) فتح ممر إنساني لخروج المدنيين من منطقة «خفض التصعيد»، وفي الوقت الحالي شن المسلحون قصفا عنيفا، ولم يتمكن أي أحد من المدنيين من الخروج».
وفي السياق، أكد المركز الروسي للمصالحة في سورية أنه يضمن سلامة كافة المدنيين، وخاصة المرضى والمصابين، الراغبين في مغادرة الغوطة الشرقية.
وقال المسؤول في المركز، اللواء فلاديمير زولوتوخين: «إن الجماعات المسلحة تواصل قصف دمشق من الغوطة الشرقية»، مشيراً إلى أن المسلحين أطلقوا 22 قذيفة على الأحياء السكنية خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وأضاف: إن المركز يضمن سلامة كافة المدنيين المستعدين للمغادرة، بمن فيهم المرضى والجرحى، مشيراً إلى أن هناك جهوداً تتخذ لإبلاغ السكان بفتح الممر الإنساني في مخيم الوافدين.
وأشار إلى أن مسلحي « النصرة» وميليشيات «جيش الإسلام» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» و«فيلق الرحمن» وغيرها من الميليشيات المسلحة، يعرقلون خروج المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال والمسنون، من الغوطة الشرقية، ويحتجزونهم كرهائن.
وقال «المركز»: «إن الجيش العربي السوري لم يرد على قصف المسلحين من الغوطة التزاماً منه بالهدنة الإنسانية».
القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية من جهتها، أكدت أن القاذفات الروسية تعمل على القضاء على المسلحين المتطرفين الذين يسعون إلى منع المدنيين من التوجه إلى الممرات الإنسانية باستخدام قذائف الهاون.
من جانبها، أفادت وكالة «أ ف ب» للأنباء، أن مدن وبلدات الغوطة شهدت هدوءاً صباح أمس مع دخول الهدنة حيز التنفيذ»، حيث خرج بعض السكان لشراء الحاجيات.
في غضون ذلك، واصلت ميليشيات الغوطة خرقها للقرار 2401، وذكرت صفحات على «فيسبوك» أن 9 مدنيين أصيبوا بـ3 قذائف أطلقتها تلك الميليشيات على مدينة جرمانا، في حين أصيب 3 آخرون بسقوط 5 قذائف على مخيم الوافدين وأضرار مادية بسقوط 4 قذائف على محيط ضاحية الأسد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن