الخبر الرئيسي

في أول أيام «الهدنة».. الميليشيات تقصف الممر الآمن وتمنع المدنيين من الخروج … الجيش يستهدف «النصرة» على محاور حرستا ومزارعها

| الوطن – وكالات

كما كان متوقعاً، وخوفاً من خسارة أحد ابرز أوراقها للبقاء على قيد الحياة، منعت الميليشيات المسلحة أمس المدنيين من المرور عبر الممر الآمن الذي تم الإعلان عنه بالتنسيق بين دمشق وموسكو، وذلك في أول أيام الهدنة الإنسانية اليومية، بالمقابل واصل الجيش العربي السوري استهدافاته الجوية لمواقع جبهة النصرة الإرهابية وحلفائها من الميليشيات المسلحة، وسجلت ساعات المساء أمس اشتباكات عنيفة على محور حرستا ومزارعها، حسبما ذكرت مواقع الكترونية.
ودخلت الهدنة الإنسانية اليومية أمس حيز التنفيذ في الغوطة الشرقية، واستمرت 5 ساعات، بدأت من التاسعة صباحاً وانتهت الساعة الثانية ظهراً، بهدف فتح ممرات إنسانية وإجلاء المدنيين، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، غير أن إرهابيي «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها، اعتدت صباح أمس بـ5 قذائف على أطراف الممر الآمن والمحدد في مخيم الوافدين، بغية دب الذعر في نفوس المدنيين حتى لا يقتربوا منه ومنعهم من المغادرة ومواصلة استخدامهم كدروع بشرية.
وفي وقت لاحق ذكرت وكالة «سانا»، أن الميليشيات المسلحة، استهدفت مرة أخرى بعدة قذائف الممر لمنع المدنيين من الخروج، على حين أفادت صفحات على «فيسبوك» أن 5 نساء من أهالي الغوطة الشرقية أصبن جراء استهداف الإرهابيين للمدنيين خلال محاولة خروجهم من معبر مخيم الوافدين.
وأوضحت «سانا»، أن الجهات المختصة بالتعاون مع وحدات الجيش العربي السوري استكملت صباح أمس، كل الاستعدادات اللوجستية لاستقبال المدنيين الراغبين بالخروج من الغوطة والذين تحتجزهم المجموعات الإرهابية وذلك بعد الإعلان عن الهدنة.
إلى ذلك أعلن مركز المصالحة الروسي، أن المسلحين أفشلوا الهدنة الإنسانية الأولى بالغوطة الشرقية، حيث لم يتمكن أحد من الأهالي من مغادرتها عبر الممر الآمن.
وفي تصريح صحفي أشار المتحدث باسم المركز، اللواء فلاديمير زولوتوخين، إلى أنه لم يسجل أي خروج بحلول الساعة 14:30 من يوم الثلاثاء، وأوضح أن الوضع في المنطقة شديد التعقيد وأن الحافلات وسيارات الإسعاف المخصصة لخروج المدنيين لا تزال واقفة في مكانها، لكن المسلحين لم يسمحوا لأحد بالخروج.
وقال المتحدث باسم «المركز»: إن الجيش العربي السوري لم يرد على قصف المسلحين من الغوطة التزاماً منه بالهدنة الإنسانية.
على خط مواز، ذكرت تقارير صحفية نقلاً عن مصدر سياسي مطلع أن لقاء سيجري خلال الأيام المقبلة بين ممثل ميليشيا «جيش الإسلام» محمد علوش، وبين مسؤولين روس في جنيف، وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: أن «جيش الإسلام» أبدى مرونة كبيرة ووافق على ست نقاط لم يكشف المصدر سوى عن بعضها، الأول يتعلق بالموافقة على دخول قوات روسية إلى الغوطة، وتنظيم نقاط مراقبة ودوريات مشتركة مع «جيش الإسلام»، والثاني إشراف روسيا على المساعدات الإنسانية، وتشكيل آلية لتوزيع المساعدات تتولى فيها جهات أهلية ومجالس محلية عملية التوزيع.
على المقلب السياسي قال وزير الخارجية سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، وفق وكالة «سبوتنيك»: «لا نتفق مع رأي فصيل «جيش الإسلام» بأن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير لا يسمح بإجلاء المدنيين من الغوطة الشرقية»، مؤكداً أن ممر الإجلاء من الغوطة الشرقية سيستخدم أيضاً في تسليم المساعدات الإنسانية.
من جانبه، قال لودريان: إن «قرار روسيا بفرض هدنة إنسانية لـ5 ساعات في سورية جيد لكن من الأفضل لو تستمر 24 ساعة»، ودعا إلى وضع آلية مراقبة على وقف العمليات القتالية في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن