ثقافة وفن

القصة من أولها في الإعلام

| يكتبها: «عين»

«نحن معجبون بأنفسنا!!»

قال لي صاحبي الذي يعمل في الإذاعة والتلفزيون والذي يُزّودني ببعض وقائع هذه الصفحة إنه أمضى أكثر من عشرين سنة موظفا بين الموظفين تغير خلالها وزراء كثيرون وطار فيها مديرون عامون كثيرون ومديرو تلفزيون ومديرو إذاعة ورؤساء أقسام ودوائر وشعب.. إلخ.
وخلال كل هذا التغيير، جلس مع الجميع وشرب معهم القهوة وناقش كلاً منهم في العمل ومصاعبه ونجاحه، وكان جواب كل واحد من هؤلاء أن كل شيء عال العال، وحكى لي صاحبي كلاما صادقا خرجت مفرداته من قلبه:
«كلما تولى أحد المسؤولين مهماته الجديدة، يتوافد عليه الموظفون، ويحكون عن الذي سبقه بالسوء، أما هو فيكيلون له المديح ويُعوّلون على طاقاته الخلاقة بالتغيير والانطلاق نحو الأفضل، وخلال أسبوعين يثنون على شغله، وهو لم يكن قد بدأ بعد، وعندما يُقال أو يتم تغييره، يتملقون الذي بعده من جديد، وهكذا!
آخر مرة، فقعت الطبلة مع صاحبي، فقال لأحد المسؤولين الذين تولوا مهام جديدة، وهو يسمع ما يقولونه له، ما لم يقله غيره من قبل: اسمع يا أستاذ. كل هؤلاء يكذبون. الشغل فضيحة في السوء، وأنت إما أن تزيد الطين بلة، أو تسعى لتحسين الحال!
ضحك السيد المسؤول، وهزّ رأسه، وقال له:
• هل تظن أنني لا أعرف ذلك. أعرف ذلك وأعرف أن المشكلة في الناس، لكن بربك ماذا نفعل هل نربيهم؟ وهل هذه شغلتنا؟! ثم هل تعتقد أن تغيير الناس مسحة رسول؟!
وسألني صاحبي:
• ما رأيك بهذه الإجابة؟!
قلت له: مقياس النجاح في المسؤولية ليس فيما تقوله أنت، ولا فيما يقوله المسؤول. المقياس يا صاحبي مرهون بما يتغير من آليات العمل، وهذا التغيير في آليات العمل لا يتم إلا بالمحاسبة! فقاطعني صاحبي:
• إذاً المحاسبة هي الشكل الوحيد للشروع في التغيير؟!
قلت له: نعم!
فهز رأسه ونهض، وهو يقول:
• اللهم فاشهد!
وتمنيت لو أن صاحبي أصبح مسؤولا!

ورشة عمل إذاعية!
حركة دؤوبة في أخبار الإذاعة، حيث تُحدّث الـ«نيوز روم» نفسها بتغيير الدهان وتخفيف عدد الكراسي من 45 كرسياً إلى 5 باعتبار أن الكراسي ينبغي أن تكون متوافقة مع عدد المحررين، ولاحظ الموظفون أن السقف توقف عن الدلف!

دون تعليق!
تم تغيير اسم أحد البرامج الإذاعية بهدف التحديث، فصار اسمه: «قلم ورأي»، وهناك برنامج آخر اسمه «أقلام وآراء»!

رجاء شخصي: يصل باليد
• إلى مديرة القناة الفضائية: يرجى الإيعاز لمن يلزم بتغيير عنوان فقرة فونط 11 من البرنامج الصباحي، لأن كثيرين يسألون ماذا تقصدون بكلمة فونط؟!
• إلى مذيعات الحوار السياسي والفني والثقافي في التلفزيون: يرجى اختصار أسئلتكن بحيث لايزيد عدد المفردات في السؤال الواحد على 500 كلمة بحيث يبقى للضيف 10 كلمات على الأٌقل. حرام أن تحرموه من رأيه، والله عيب!
• إلى المذيع التلفزيوني فراس خربطلي: يوم الأحد الماضي قرأت أكثر نشرات الأخبار.. هل أنت متعاقد بطريقة «مقاطعة» يعني بالجملة؟!

قيل وقال والحبل ع الجرار
• الدورة التلفزيونية تبدل عادة مرتين أو ثلاث مرات في السنة، أما في قنوات التلفزيون عندنا فعادة ما يتم تغير مديرين أو ثلاثة وتبقى الدورة التلفزيونية!
• المشاهد السوري مسكين مع برامج الاقتصاد والسياسة والأخبار والريبورتاج والفواصل.. لاشيء يفكر براحة باله أو ترفيهه!
• أفضل طريقة لتكون صحفيا معروفا في الإذاعة والتلفزيون هي أن تدبر حالك!
• مذيعة معروفة انكفأت عن التقديم بسبب رغبتها في الإدارة!
• آخر الأسئلة في كريدور مبنى الإذاعة والتلفزيون: شو وقفت قرارات التغيير؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن