شؤون محلية

دروس خصوصية حتى لتلاميذ المدارس الخاصة!

| السويداء- عبير صيموعة

تحت مبرر تراجع الأداء والمردود في مدارسنا العامة ترافق العام الدراسي بحمى الدروس الخصوصية التي باتت ظاهرة مقلقة غزت معظم البيوت وخاصة الميسور منها ولعل اللافت في القضية أن تلك الدروس تجاوزت مواد الاختصاص من رياضيات وفيزياء وكيمياء إلى جميع المواد الصفية، وما يثير الاستهجان أن الدروس الخصوصية تعدت طلاب المراحل الإعدادية والثانوية لتصل إلى طلاب المرحلة الابتدائية.
وأكد الكثير من الأهالي أن الدروس الخصوصية باتت مكلفة للغاية، وتحولت إلى تجارة أكثر من كونها تلبية للحاجة العلمية التي تقدم قيمة مضافة للطالب وخاصة أن أسعارها أصبحت فلكية ومنهكة للجيوب، والتي رغم ارتفاع أسعارها يجد الأهالي أنفسهم في رحلة بحث لحجز أدوار لأبنائهم منذ بداية العام عند هذا الأستاذ أو غيره.
ويرى البعض أن تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية تعود إلى الترهل بالعملية التربوية والاكتظاظ الكبير في الصفوف الدرسية الذي فرضته ظروف التهجير والحرب وعجز المدرس على إيصال المعلومة كاملة لجميع الطلاب، فضلا عن المناهج الحديثة التي عجز كثير من الأهالي عن مساعدة أبنائهم في واجباتهم المدرسية، وأشار البعض إلى الوضع الاقتصادي المتردي للمدرسين الذي دفع الكثير منهم إلى البحث عن دخل إضافي لا يمكن تأمينه إلا عن طريق الدروس الخصوصية.
وفي زيارة لـ«الوطن» إلى بعض المعاهد الخصوصية المختصة بتدريس المناهج التربوية كانت المفاجأة أن بعض طلاب (المدرسة الخاصة الوحيدة في المحافظة) كانوا من طلاب تلك المعاهد ما يؤكد بالمطلق أن معظم المدرسين في المدارس الرسمية والخاصة باتوا يتعاملون مع العملية التدريسية بنفس الطريقة وباتوا يدخرون جهدهم لإعطاء الدروس الخصوصية سواء في بيوتهم أو في المعاهد.
وأمام الواقع الذي فرض نفسه بات من الضروري جداً معالجة جميع الأسباب التي أدت إلى تفاقم تلك الظاهرة مع التأكيد ضرورة ضبطها واتخاذ الإجراءات المتشددة حيالها من الجهات المعنية والسعي من الحكومة إلى تحسين الواقع المعيشي للمعلم للحفاظ على كرامته أولا وعلى العملية التربوية أخيراً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن