سورية

لليوم الثاني.. ميليشيات الغوطة تستهدف «الممر الآمن» وتمنع المدنيين من الخروج … حوش الضواهرة «صديق».. وطريق حرستا دوما بقبضة الجيش

| الوطن – وكالات

بسط الجيش العربي السوري أمس، سيطرته الكاملة على بلدة حوش الضواهرة، في غوطة دمشق الشرقية، بعد كسره للخطوط الدفاعية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، وترافق ذلك مع سيطرة وحدات منه على الطريق الواصل من حرستا إلى دوما في عمق الغوطة.
في الأثناء، واصلت الميليشيات المسلحة لليوم الثاني للهدنة الإنسانية اليومية منع المدنيين من المرور عبر الممر الآمن الذي تم إعلانه لإجلائهم واستهدفته مجدداً بالقذائف.
وذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن دفاعات «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها في القطاع الشرقي للغوطة الشرقية، انهارت أمس، في سيناريو مشابه لعام 2016، عندما سيطر الجيش على بلدات ميدعا والميدعاني وحوش الفارة وحوش نصري وتل كردي وتل الصوان.
وأوضحت المصادر، أن بلدة حوش الضواهرة المحصنة بالسواتر والخنادق والأنفاق الطبقية تقع غرب ترعة المياه التي شيدها المسلحون من مزارع الريحان شمالاً، وصولاً إلى حزرما جنوباً بطول 7 كم، والتي راهن المسلحون على اجتياز الجيش العربي السوري لها.
وبحسب المصادر، فإنه وبعد تمهيد مكثف من الوسائط النارية للجيش، تقدمت عرباته الجسرية ونصبت ممراتها على الترعة المائية لتلحق بها الدبابات والمجنزرات مسكتةً جميع مصادر النيران المعادية، لتتقدم وحدات المشاة الخاصة وتجتاح «قلعة» المسلحين المزعومة، لينطق بعد ساعات قليلة فقط التيترا -اللاسلكي الخاص بالجيش العربي السوري- بصوت أحد القادة الميدانيين من داخل البلدة (حوش الضواهرة) صديق أكرر حوش الضواهرة صديق».
قوة الصدمة والغزارة النارية واستبسال وحدات الاقتحام، بحسب المصادر، أجبرت المسلحين، على الانكفاء إلى المزارع المحيطة ببلدة حوش الضواهرة، وتقهقروا بعدها إلى بلدة الشيفونية والمزارع الجنوبية الشرقية للبلدة، ليتمكن الجيش من السيطرة على 5.3 كم مربعة كمحصلة نهائية للعملية المحدودة. وبسيطرة الجيش على «حوش الضواهرة»، يكون قد كسر أقوى دفاعات «النصرة» بقطاع شرق الغوطة، ليتخذ من البلدة منطلقاً للعمليات القادمة باتجاه الشيفونية وكتيبة الدفاع الجوي والفوج 274 ومنها إلى عمق الغوطة.
من جانبه، نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن مصادر ميدانية، تأكيدها أمس، أن وحدات من الجيش، سيطرت على كامل منطقة حوش الضواهرة، إثر مواجهات مع مسلحي «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها.
وأكدت المصادر ذاتها أن السيطرة جاءت بعد تقدم وحدات الجيش من مواقعها جنوب كتيبة الإشارة باتجاه مزارع الحوش، وتمكنها من كسر الخطوط الدفاعية للمسلحين وتدمير أنفاقهم، ما سهل عملية السيطرة على البلدة، على حين ما تزال وحدات من الجيش، تخوض معارك عنيفة مع مسلحي «النصرة»، مقتحمة مواقعهم في بلدة الشيفونية جنوب دوما.
في غضون ذلك، تمكنت وحدات من الجيش من بسط سيطرتها على الطريق الواصل من مدينة حرستا إلى مدينة دوما في عمق الغوطة، بالترافق مع سيطرتها على حي العجمي بشكل كامل وحارة البعلة مع البساتين من محور البيروني وصولاً إلى مسجد النبي محمد، حسب ما ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن».
من جانبه، واصل الطيران الحربي دك مواقع «النصرة» في غوطة دمشق، في كل من مناطق حرستا والشيفونية وعربين وأوتايا وحزة ومسرابا وزملكا وبيت سوا، على حين استهدف بشكل مكثف مواقع وتحصينات التنظيم في بلدة النشابية، إذ تجاوز عدد الضربات 20 ضربة جوية، بحسب المصادر.
في المقابل، استهدفت «النصرة» والميليشيات المسلحة المتحالفة معها لليوم الثاني على التوالي الممر الآمن المحدد في مخيم الوافدين لمرور المدنيين الراغبين في الخروج من الغوطة بالقذائف، بغية منعهم الخروج والاستمرار في احتجازهم.
وذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن 6 قذائف هاون وصاروخية أطلقها الإرهابيون سقطت على الممر.
ولفتت إلى أنه لليوم الثاني على التوالي لم يخرج أي مدني من الغوطة بسبب منع «النصرة» والميليشيات للمدنيين واستهدافها للممر الآمن عبر مخيم الوافدين وذلك لمواصلة استخدامهم كدروع بشرية.
وبدأت عند الساعة التاسعة صباحاً من يوم أمس فترة التهدئة اليومية لإفساح المجال للمدنيين الراغبين في الخروج من الغوطة، التي تنتهي الساعة الثانية بعد الظهر من اليوم نفسه، عبر الممر الأمن الذي تم إعلانه لإجلائهم.
من جهته، أعلن مركز المصالحة الروسي في سورية، أن مجموعة من المواطنين يزيد عددها على 300 مدني تجمعت عند الممر الإنساني في الغوطة الشرقية، لكنها لم تتمكن من التوجه إلى منطقة مخيم الوافدين بسبب قصف مسلحي ميليشيا «جيش الإسلام» بالهاون، على حين ذكرت مصادر أهلية في الغوطة أن مسلحي ميليشيا «جيش الإسلام» اعتقلت مجموعة نساء بينهم امرأة حامل كن يحاولن الوصول إلى معبر مخيم الوافدين.
بموازاة ذلك، ذكر مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق في تصريح نقلته «سانا»، أن مسلحي «النصرة» والميليشيات المسلحة استهدفوا بعدد من القذائف مشفى ابن سينا في منطقة عدرا ومحيط ضاحية الأسد السكنية في حرستا، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية في المشفى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن