سورية

القذائف تواصلت على العاصمة وريفها.. واستهدفت مركزاً طبياً روسياً … انتصارات الجيش تتسارع في ريف العاصمة الشرقي ومدنيوها ما زالوا رهينة الإرهابيين

| الوطن – وكالات

تسارعت وتيرة تقدم الجيش العربي السوري أمس في غوطة دمشق الشرقية وبات يسيطر على نحو 25 بالمئة منها، بموازاة استمراره بتأمين معبر مخيم الوافدين لإخراج الأهالي الذين ما زالوا رهينة «جبهة النصرة» الإرهابية وحلفائها من الميليشيات المسلحة.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري قوله: إنه «ورداً على أعمال التنظيمات الإرهابية في استهداف المدنيين في أحياء دمشق وريفها ومواقع قواتنا المسلحة برمايات الهاون وأعمال القنص قامت وحدات من الجيش العربي السوري خلال اليومين الماضيين وخارج أوقات التهدئة المحددة بتوجيه ضربات بالنار والقوات على مقرات ومناطق وجود الإرهابيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق واستعادت السيطرة على أوتايا وحوش الصالحية وحوش خرابو والنشابية وحزرما وكتيبة الدفاع الجوي وفوج النقل ومزارع العب وبيت نايم». وأضاف المصدر: إن «وحدات الجيش تقدمت على أكثر من اتجاه وطهرت العديد من المزارع والبلدات على اتجاه حرستا ودوما وحتى الآن تم تطهير الكثير من المناطق التي كانت تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية إضافة إلى القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين وتدمير عدد من المقرات والخنادق والأنفاق والتحصينات والعتاد للمجموعات الإرهابية». وتابع المصدر العسكري: إن عمليات الجيش العربي السوري ضد مواقع الإرهابيين في مناطق الغوطة الشرقية تتزامن مع تأمين الممر الإنساني لخروج المدنيين الذين تتخذهم التنظيمات الإرهابية دروعاً بشرية وذلك حفاظاً على حياتهم وتأمين سلامتهم ويجري التحضير لإيصال المعونات الغذائية للمدنيين. ولفتت الوكالة إلى أن سيطرة الجيش امتدت إلى حوش الفضالية، قبل أن تتحدث مصادر أهلية عن امتداد السيطرة إلى مزارع الريحان وبلدة الشيفونية بالكامل وانتقال المعارك إلى أطراف بلدة الأشعري. وتحدثت مصادر أهلية بدورها عن محاصرة وأسر ٢٠ مسلحاً تابعين لـ«النصرة» على أطراف بيت نايم شرقي الغوطة، وأن مجموعة مسلحة سلمت نفسها للجيش في حرستا بعد التعهد بتسوية أوضاعهم، لافتة إلى أن الجيش ضبط كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة تركها المسلحون خلفهم قبل فرارهم على محاور القتال، وسيطر على عشرات الأنفاق على محور أوتايا بيت نايم.
وعلى حين أكدت المصادر الأهلية سيطرة الجيش على 25 بالمئة من الجيب المتبقي في الغوطة الشرقية ومساحته 100 كيلومتر مربع حاول الإعلام المعارض تقزيم الإنجاز مشيراً إلى أن السيطرة هي فقط على 10 بالمئة من تلك المساحة.
المصادر الأهلية تحدثت أيضاً عن قيام الجيش بتأمين عشرات المدنيين في البلدات المستعادة حديثاً، وقال آخرون: إن العدد قرابة ٣٠ مدنياً كانوا محتجزين لدى الإرهابيين في بيت نايم ومحيطها.
غارات سلاح الجو طالت مواقع «النصرة» وحلفائها في مسرابا وعربين وفي بلدة حمورية بالقطاع الأوسط، على حين أكدت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية» أن «تحرير العديد من القرى والمدن المهمة، يتم بمساندة من القاذفات الروسية ضد تنظيم جبهة النصرة الإرهابية»، من دون أن توضح فيما إذا كانت القاذفات تأتي من الأراضي الروسية أو قاعدة حميميم.
ولم تلتزم الميليشيات المسلحة بقرار مجلس الأمن 2401 حول وقف الأعمال العدائية، وذكرت «سانا» نقلاً عن مصدر في قيادة شرطة دمشق: إن 3 قذائف مصدرها الغوطة سقطت على حي القيمرية أسفرت عن إصابة مدني بجروح وأضرار مادية في المنازل والممتلكات، قبل أن تسقط أخرى في حي باب توما ما أسفر عن وقوع أضرار مادية».
وسقطت 4 قذائف أطلقتها التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المنتشرة في الغوطة على محيط ضاحية الأسد السكنية ما أدى إلى وقوع أضرار مادية دون تسجيل إصابات في صفوف المدنيين وفق ما نقلت «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق. كما طالت القذائف «المركز الطبي القريب من بوابة التفتيش على الضاحية الغربية لقرية الريحانة»، بحسب وكالة «سبوتنيك» نقلاً عن مركز المصالحة، التابع لوزارة الدفاع الروسية.
ولفت الناطق باسم المركز اللواء فلاديمير زولوتوخين إلى أن «الجماعات المسلحة غير القانونية تواصل الاستفزازات وتنتهك نظام وقف الأعمال القتالية، ويتم إطلاق النار من الأسلحة الصغيرة بشكل دوري على بوابة التفتيش» مشيراً إلى أن «العصابات المسلحة تعزز مواقعها في منازل سكنية وتختبئ خلف كبار السن والنساء والأطفال».
وأكد الضابط الروسي أن خروج المدنيين من الغوطة الشرقية لا يزال محظوراً بسبب تشكيلات مسلحة غير مشروعة، على حين أوضحت «سانا» أمس أنه «لم يخرج أي مدني من الغوطة حتى الآن بسبب منع التنظيمات الإرهابية المدنيين من الخروج واستهدافهم للممر بالقذائف والرصاص» مبينة أن «سيارات الإسعاف وحافلات النقل ما تزال تنتظر في مخيم الوافدين على طرف الممر الآمن المحدد لخروج المدنيين تمهيداً لنقلهم إلى مركز الإقامة المؤقتة في الدوير بريف دمشق المجهز مسبقاً بكل الخدمات الأساسية من أماكن سكن وإطعام ومركز صحي وغيرها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن