رياضة

بعد تعادل الكرامة وهزيمة الجيش … تداعيات النتائج تعصف بكرة الاتحاد والبوشي أول المودعين

| حلب – فارس نجيب آغا

تداعيات مؤسفة عصفت بنادي الاتحاد عقب التعادل السلبي مع الكرامة وقبلها الهزيمة من الجيش أدت للتنازل عن الصدارة في أجواء أقل ما يقال عنها إنها ملبدة بالغيوم التي حملت كثيراً من التراكمات، ما أدى لفلتان الأعصاب وتسجيل حالات بمشاهد جديدة غير معتادة، لكنها في حقيقة الأمر لم تبد لنا غريبة عطفاً على الأحداث المتسلسلة التي رصدناها ودوناها جراء فوضى لن نقول عنها إنها نسبية أو جرت مصادفة بل هي إفرازات طبيعية للأجواء التي تلفح النادي لقاء الخلل الحاصل من أصحاب القرار، وليعذرنا أهل البيت فنحن هنا لسنا طرفاً بل نضع نقدنا أمامهم علهم يصحون من غفوتهم لأن الكيل قد طفح وهم من يجب عليهم إيجاد حلول كثيرة لقضايا متشعبة تركت من دون مواجهتها على أمل أن تندثر بعامل الزمن وتطوى من تلقاء نفسها لكنها تفاقمت أكثر ووصلت إلى حد بدأ النادي يدفع ثمنها باهظاً والسيناريو التراجيدي يكاد يعيد نفسه بقصص العام الماضي نفسها ولكن بنسخة جديدة وزعت البطولة على أكثر من شخص.
لن نخوض بأمور تحتاج لحلقات بل نكتفي بالتطرق إلى واقع الفريق الكروي لنوصف المشهد العام بدقة متناهية جراء الأحداث الأخيرة ولماذا أقدم المدرب مهند البوشي على الاستقالة؟ وكيف كان رد مجلس الإدارة الذي بدا مكبل الأيدي ولم يفلح للارتقاء ويصل لمرحلة الحدث وحالة البركان الحاصلة داخل أروقة الفريق والنادي والشارع الأهلاوي؟

غياب المتابعة
بعد الهزيمة من الجيش لم يستطع الفريق الخروج من محنته وارتسمت صورة مفادها أن اللقب بات يهرب من بين الأيدي وهو تكرار لمواقف مماثلة سابقة فعند المحك والمباراة المصيرية يخذل الفريق جماهيره ويخرج خاسراً وهو ما تابعه الجميع أمام الجيش فالهزيمة كانت بالنتيجة والأداء. ومع العودة الى حلب بقي كل شيء مكدساً على حاله من دون أي اجتماع يخص الفريق من مجلس الإدارة ورغم ذلك لم يكن أحد ليتوقع أن يفرط الفريق بنقاط المباراة أمام الكرامة ويزيد نزيف النقاط ويضع نفسه بموقف حرج أمام جماهيره التي ثارت على فريقها لعدم قناعتها بالمردود المقدم على البساط الأخضر والحالة المخجلة التي ظهر بها.

مشاكل عاصفة
الى هنا بدت الأجواء مشحونة ومع صافرة نهاية مباراة الكرامة خرجت بعض الجماهير عن طورها عبر هتافات متفرقة غير مقبولة وسط حالة من الفوضى بأرض الملعب ومشادات جرت بين بعض الجماهير ومدرب الفريق مهند البوشي، ومن ثم حدث التدافع وحاول بعض عناصر الجهاز الفني ورجال حفظ النظام فض النزاع اللفظي الحاصل وترطيب الأجواء حيث رصدت عدسة «الوطن» ما جرى بدقة.
إداري الفريق ومن خلال مهمته اتصل مع البوشي مساء اليوم ذاته لتحديد موعد بداية الحصة التدريبية ليوم السبت لكن المدرب جاء رده بأنه غير معني بالأمر وليس لديه الرغبة في مواصلة عمله معلناً استقالته وتثبت ذلك باتصال هاتفي مع مشرف اللعبة لأن الأمور لم تعد تحتمل أكثر من ذلك في ظل مخلفات ومشاكل إدارية على حد قوله من دون أي حل لمعظم اللاعبين، وهي ذات شقين شخصي ومالي وهو لم يعد قادراً على إدارة الفريق في هذه الأجواء الصعبة مع عدم تجاوب المعنيين.
مشرف اللعبة من جهته وكما وصلنا طلب من البوشي التريث والهدوء بغية إجراء جلسة للوقوف على الأحداث التي جرت وإيجاد تسوية عامة لكن كل ذلك بقي كلاماً ولم يحدث أي شيء نهائياً من خلال جلسة شخصية.

قرار وغموض
إدارة النادي ظهر يوم السبت الماضي سارعت لعقد جلسة لمناقشة الوضع حيث خرجت بقرار هش لا قيمة له وهو توجيه كتاب للمعنيين بمنع دخول نائب رئيس رابطة المشجعين الى الملعب وحل رابطة المشجعين وإعادة تشكيلها من جديد على حين لم يصدر أي شيء بخصوص المدرب المستقيل، وتم نشر ذلك على الصفحة الرسمية للنادي مع بعض الصور من داخل الجلسة لكن فيما بعد طمس القرار وتم حذفه.
ومساء اليوم ذاته قمنا بالاتصال مع المدرب للوقوف على آخر التطورات حيث أكد عدم تواصل مجلس الإدارة معه وقراره بالاستقالة ساري المفعول وكان قد سبق هذا الكلام إجراء حصة تدريبية للفريق قادها مساعدا البوشي مع بعض التسريبات تفيد البحث عن مدرب بديل لكن من دون تصريح رسمي لمجلس الإدارة الذي ترك القضية غامضة.

البحري والحداد
النيات الواضحة حتى الآن تبدو بالاعتماد على أسامة حداد لقيادة الفريق مع البحث عن مدرب بديل يبدو أن ماهر البحري هو الخيار الأنسب كما سرب لنا في صباح يوم أمس الإثنين بعد فتح قنوات حوار معه وموافقته الأولية رغم حالة التكتم التي يفرضها مجلس الإدارة، لكن في نادي الاتحاد كل شيء قابل للتغير في أي لحظة كما تعودنا، ولكن الغريب في الأمر وحتى ندخل في صميم القصة لماذا لم يعمد مجلس الإدارة عند اجتماعه لدعوة المدرب مهند البوشي وسماع وجهة نظره والوقوف على سبب استقالته فإما تتم حلحلة الأمور ويكمل مسيرته مع الفريق وإما إن كانت غير مقتنعة بعمله تقبل استقالته المقدمة وتعلن ذلك عبر بيان رسمي وتنه حالة التكهنات الحاصلة ما بين مؤيد ومعارض لما يجري مع عمليات تشابك على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، لكن كل هذا لم يحدث وهو الأسلم مهنياً حتى لا تتفاقم الأمور أكثر وتصبح كقميص عثمان.

رسالة خاصة
للأسف ما جرى كان من المفترض لملمته على جناح السرعة وترطيب الأجواء ودفن الخلافات في أرضها لأن مصلحة الفريق تتطلب هذا الإجراء لأن الوقت غير مناسب لفتح الدفاتر وتصفية الحسابات، فكل شيء مازال بالملعب ولم ينته شيء والمرحلة الحالية تحتاج لرجل واع يمتلك الكثير من الحكمة لرص الصفوف وتمضية الموسم بدلاً من نبش الخلافات وتركها مفتوحة وتأجيج الصراع، وهذا الأمر ينحصر بمجلس الإدارة المعني بكل ما يدور بفلك النادي وأنصح بجلسة تقييم وإطلاق مرحلة تصحيح منذ الآن، فحديث الشارع عن الوضع ليس بحالة صحية مطلقاً ويسير نحو الانحدار بشكل مريب بعد أن بات المجلس شبه مسلوب القرار والقائمون على عملهم يعلمون مغزى ذلك تماماً وإلى أين نصوب، آملين أن تصل الرسالة ويتقبلها رأس الهرم الاتحادي بصدر رحب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن