سورية

المدنيون لا يزالون رهائن لدى الإرهابيين … 40 بالمئة من الغوطة الشرقية بقبضة الجيش.. و2 كم تفصله عن دوما

| الوطن – وكالات

سرع الجيش العربي السوري أمس من وتيرة انتصاراته في غوطة دمشق الشرقية، وبات يسيطر على مساحة تقدر بأكثر من 40 بالمئة من المنطقة ويبعد 2 كم عن مدينة دوما، على حين واصلت التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة لليوم السابع على التوالي منع المدنيين من المغادرة عبر الممر الآمن.
وأكدت مصادر أهلية لــــ«الوطن»، أن وحدات من الجيش سيطرت على ما نسبته 40 بالمئة من مناطق سيطرة مسلحي «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها في الغوطة، قبل أن يبسط سيطرته أمس، على مزارع المحمدية.
وفي وقت لاحق، أكدت المصادر، أن الجيش بسط سيطرته على بلدة المحمدية.
وقبل ذلك، أفادت المصادر ذاتها، أن قوات الجيش تقدمت، في المحمدية بعد اشتباكات عنيفة خاضتها مع مسلحي «النصرة» لتتمكن خلالها من قطع خطوط إمداد المسلحين.
وفي السياق، تمكنت وحدات أخرى من الجيش من استعادة عدد من المزارع والنقاط جنوب شرق مدينة حرستا، بحسب المصادر.
وكانت وكالة «أ ف ب» للأنباء، ذكرت أن قوات الجيش سيطرت على ثلث الغوطة الشرقية، معقل ميليشيا «جيش الإسلام»، حيث تجري عملية برية واسعة لاستعادة هذه المنطقة الواقعة قرب دمشق، إثر تقدم سريع من قوات الجيش من الجبهة الشرقية.
ونقلت الوكالة عن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، رامي عبد الرحمن قوله: إن «قوات الجيش استعادت أراضي زراعية جديدة وتستمر بالتقدم من الناحية الشرقية»، مشيراً إلى أن القوات باتت تبعد 2 كم عن مدينة دوما، أكبر مدن الغوطة.
بدورها أفادت «القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية»، بأن المعركة البرية في الغوطة الشرقية حققت نتائج مرضية حتى الآن، وأنه تم استعادة السيطرة على أكثر من 35 بالمئة من المناطق التي تخضع لسيطرة التنظيمات المتطرفة.
وأضافت القناة في صفحتها على موقع «فيسبوك»: إنه من المقرر أن تتقدم قوات الجيش العربي السوري من الجهة الغربية باتجاه عمق الغوطة، على حين ستتقدم قوات أخرى منه من الجهة الشرقية باتجاه هذا العمق أيضاً لتلتقي القوتان معاً، مشيرة إلى أن قوات الجهة الشرقية تبدي تقدماً سريعاً قد يكون كفيلاً بتحقيق الهدف الأول من المعركة على الأرض بدلاً من انتظار القوات المتقدمة من الجهة الغربية لإتمام مهامها التي تبدو صعبة للغاية قياساً بالنتائج التي تم تحقيقها حتى الآن.
وكانت ميليشيا «جيش الإسلام» أقرت بخسارتها لبعض المناطق الأحد، وتقدم الجيش العربي السوري، زاعمة أن الميليشيات المسلحة اضطرت للتراجع بعد اتباع قوات الجيش «سياسة الأرض المحروقة»، متعهدة بأنها ستستعيد السيطرة على بعض المواقع التي خسرتها في الغوطة الشرقية، بحسب زعمها.
وأشارت المواقع إلى أن قوات الجيش تضغط من المحورين الغربي والشرقي في مسعى لفصل مدينتي دوما وحرستا.
من جهتها أفادت وكالة «سانا» للأنباء، بأن وحدات الجيش وبعد استعادتها بلدة النشابية وعدداً من القرى والمزارع المحيطة بها بدأت عمليات جديدة ضد أوكار «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها، حققت خلالها تقدماً ملحوظاً نحو اجتثاث الإرهابيين من المنطقة.
ولفتت الوكالة، إلى أن «النصرة» والميليشيات المسلحة تعيش حالة من الانهيار والفوضى نتيجة التقدم الكبير لوحدات الجيش وخسائرها الكبيرة في الأفراد والعتاد.
في غضون ذلك، واصل سلاح الجو الحربي استهدافه لمواقع وتحصينات «النصرة» في الغوطة الشرقية، حيث ذكرت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن الحربي استهدف أمس مواقع التنظيم في كل من بلدات سقبا وحزة وكفر بطنا وعربين وحمورية ومسرابا، إضافة إلى حرستا التي تم استهدافها أيضاً برشقات من الصواريخ في محورها، على حين استهدف سلاح الجو النقاط الأمامية للميليشيات المسلحة في عين ترما وجسرين بعدة ضربات جوية محققاً إصابات مباشرة في صفوف مسلحيها.
وترافق ذلك، مع اشتباكات عنيفة جرت بين قوات الجيش ومسلحي «النصرة» في مزارع الريحان وسط رمايات مدفعية وصاروخية وجوية مكثفة نفذها الجيش على نقاط المسلحين، وفق ما ذكرت الصفحات.
إلى ذلك، واصلت «النصرة» والميليشيات المسلحة المنتشرة في الغوطة احتجاز المدنيين ومنعهم من المغادرة من خلال الممر الآمن المؤدي إلى مخيم الوافدين لليوم السابع على التوالي، وفقاً لـــ«سانا»، حيث اتخذت وحدات من الجيش بالتعاون مع الجهات المختصة منذ أكثر من أسبوع جميع الاستعدادات اللوجستية لاستقبال المدنيين الخارجين من الغوطة لنقلهم إلى مقر الإقامة المؤقتة في الدوير.
وذكرت الوكالة، أن المجموعات الإرهابية في الغوطة لا تزال تمنع المدنيين من الخروج حيث لم يخرج أي مدني حتى الآن رغم بدء فترة التهدئة عند الساعة التاسعة صباحاً، مشيرة إلى أن سيارات الاسعاف وحافلات النقل تنتظر على طرف الممر الآمن في المخيم تمهيدا لنقلهم إلى مركز الإقامة المؤقتة في الدوير بريف دمشق المجهز مسبقاً بكل الخدمات الأساسية من أماكن سكن وإطعام ومركز صحي وغيرها.
كما استمرت الميليشيات المسلحة بعدم التزامها بقرار مجلس الأمن 2401 حول وقف الأعمال العدائية، وذكرت «سانا» أن عدة قذائف هاون أطلقها مسلحو «النصرة» المنتشرون في بعض مناطق الغوطة صباح أمس على مشفى تشرين، ما تسبب بإصابة 7 من المراجعين إلى المشفى إصابات بعضهم خطرة.
ولفتت إلى أن الاعتداء الإرهابي ألحق أضراراً مادية في المكان.
ونقل نشطاء عن مصدر في قيادة الشرطة تأكيده سقوط 3 قذائف على محيط ضاحية الأسد بريف دمشق، و3 أخرى على منطقة باب توما بدمشق، ما تسبب بأضرار مادية.
وتبنى مجلس الأمن الدولي في الـ24 من الشهر الماضي القرار رقم 2401 القاضي بوقف الأعمال القتالية في سورية لمدة 30 يوماً على الأقل ولا يسري القرار على تنظيمات داعش وجبهة النصرة والقاعدة وجميع الجماعات الأخرى والكيانات المرتبطة بها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن