سورية

المعلم: كل مبادرة ستتم ستكون بالتنسيق مع القيادة والمسؤولين السوريين…إيران تكشف فحوى مبادرتها المعدلة.. وبوغدانوف يتمسك ببيان جنيف.. واجتماع ثلاثي إيراني سوري روسي في طهران

 الوطن – وكالات : 

تستضيف طهران سلسلة من اللقاءات الثنائية والثلاثية بين مسؤولين من روسيا وسورية وإيران عنوانها بحث المبادرة الإيرانية المعدلة لحل الأزمة السورية ومواجهة الإرهاب. وسيلتقي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم اليوم في العاصمة الإيرانية، نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وذلك عشية لقائه مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، الذي تمسك ببيان جنيف.
المعلم الذي وصل إلى العاصمة الإيرانية أمس، لتهنئة المسؤولين الإيرانيين بتوقيع الاتفاق النووي، سيتباحث مع ظريف بشأن المبادرة الإيرانية المعدلة، كما سبق أن وأعلنت طهران. وطرح المسؤولون الإيرانيون على بوغدانوف أيضاً هذه المبادرة. وشددوا على أن محور المقاومة لن يسقط.
وسرب مسؤولون إيرانيون نقاط المبادرة المعدلة، التي جاءت خالية من أي إشارة إلى تعديل صلاحيات رئيس الجمهورية في سورية وجرى دمجها مع آليات الأمم المتحدة لمواجهة الإرهاب بالإضافة إلى مبادرة الرئيس حسن روحاني «عالم ضد العنف والتطرف» التي طرحها العام الماضي، مع تأكيد ضرورة «وقف تدفق المال والسلاح والمقاتلين إلى المنطقة».
وستخضع المبادرة الإيرانية لمزيد من البحث خلال لقاء ثلاثي بين نواب وزراء خارجية سورية وروسيا وإيران.
وتؤشر لقاءات طهران إلى وجود رغبة إيرانية في تكثيف جهودها لحل أزمات المنطقة، بعد أن فرغت الدبلوماسية الإيرانية من التفاوض على الاتفاق النووي. واللافت ترافق اللقاءات الإيرانية مع لقاءات الدوحة بين دول مجلس التعاون الخليجي وكل من روسيا والولايات المتحدة.
وفي التفاصيل بحث المعلم مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان العلاقات الثنائية والجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب وآخر التطورات في المنطقة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء «سانا».
وقال المعلم عقب اللقاء «بحثنا في المواضيع ذات الاهتمام المشترك وكانت وجهات نظرنا متطابقة بينما تم بحثه» مبيناً أن كل مبادرة ستتم ستكون بالتنسيق مع القيادة والمسؤولين السوريين.
بدوره أكد عبد اللهيان، أن المحادثات بين الجانبين كانت «بناءة وإيجابية» مؤكداً أن إيران تدافع وتقف بشكل قوي إلى جانب حلفائها كما أنها مستمرة في سياستها الداعمة للحكومة والشعب السوري.
وشدد عبد اللهيان على أن «الحل الوحيد للأزمة في سورية هو الحل السياسي» مشيراً إلى أن «الذين كانوا يسعون إلى تغيير النظام في سورية وصلوا إلى النتيجة بأنهم كانوا على خطأ». وفي مجال مكافحة الإرهاب قال عبد اللهيان إن «مقاومة سورية للإرهاب مشهود لها» مبيناً أن دعم إيران لسورية في هذا المجال حال دون تمكن الإرهابيين من تحقيق أي نجاح لهم في المنطقة وتوسيع رقعة الإرهاب.
وأكد عبد اللهيان أن أي شيء يتعلق بالمبادرة الإيرانية بخصوص الأزمة في سورية سيتم التشاور فيه والتنسيق الكامل مع المسؤولين السوريين حيث سيتم في نهاية المباحثات والمشاورات الإعلان عنها للرأي العام وللأمين العام للأمم المتحدة قائلاً «إن هذه المبادرة ستكون خيراً لسورية وتعكس رأي الشعب السوري وكل الجهات المؤثرة في سورية ووجهة نظر المسؤولين السوريين».
وفي وقت سابق، التقى عبد اللهيان ببوغدانوف حيث بحثا العلاقات الثنائية وسبل حل الأزمة في سورية ومكافحة الإرهاب والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حسبما نقلت وكالة الأنباء «سانا».
وأفاد مكتب العلاقات العامة بوزارة الخارجية الإيرانية بأن الجانبين تباحثا في المبادرة الإيرانية المعدلة لحل الأزمة السورية. وأشار المكتب إلى أن هناك لقاءات أخرى ستعقد بين بوغدانوف والمسؤولين الإيرانيين.
وكشف مسؤول إيراني رفيع فحوى مبادرة بلاده المعدلة. وبين المسؤول وفقاً لموقع قناة «الميادين» الالكتروني، أن المبادرة تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار يليه تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومن ثم إعادة تعديل الدستور بما يتوافق وطمأنة المجموعات الإثنية والطائفية في سورية، وفي النهاية إجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين. وشطبت إيران من مبادرتها الدعوة إلى تعديل صلاحيات رئيس الجمهورية. وأوضح المسؤول أن المبادرة «جرى تقديمها والتشاور بشأنها مع تركيا وقطر ومصر ودول أعضاء في مجلس الأمن الدولي» من دون أن يذكرها. وشدد على أن إيران تصر على أن أي تحالف ضد تنظيم داعش الإرهابي يجب أن يهدف لمساعدة شعب وحكومة العراق وسورية وتحت إشراف أممي.
ورأى أن القوى الدولية ارتكبت أخطاء إستراتيجية في حربها ضد الإرهاب منذ 11 أيلول، مؤكداً أن الطريقة الوحيدة لإخضاع داعش وغيره هي عبر وقف دفق المال والسلاح والمقاتلين إلى المنطقة.
واعتبر أن على لجنة مكافحة الإرهاب المشكلة عام (2001) أخذ دور أكبر في إقناع الدول لوقف دفق المال للمسلحين، داعياً إلى دمج هذه الآليات مع مبادرات كمبادرة «عالم ضد العنف والتطرف» العام الماضي في الأمم المتحدة.
وفي تصريح أدلى به عقب المباحثات مع عبد اللهيان، أشار بوغدانوف، وفقاً لوكالة «سانا»، إلى اللقاءات التي جمعته بالمسؤولين السوريين وأطراف المعارضة، موضحاً أنه «بحث المسألة السورية خلال اللقاءات التي أجراها في الدوحة (أول) أمس مع بعض الشخصيات المعارضة وعدد من اللاعبين الإقليميين والدوليين». وذكر أن زيارته إلى طهران تهدف للاستماع إلى وجهات نظر إيران وما ينبغي عمله في هذا الإطار، لافتاً إلى دعم بلاده لمساعي المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
وشدد على أن «موقف موسكو إزاء سورية لم ولن يتغير»، وأضاف مستطرداً «موقف روسيا ليس شيئاً قابلاً للتغير مع تغير الظروف. نحن متمسكون بالاتفاقيات والبيانات بما فيها بيان جنيف. فموقفنا حيال سورية لم يتغير، ونرى ضرورة إقامة حوار بين الحكومة والمعارضة على طاولة المفاوضات لتقرير مستقبل سورية بما يحفظ مصالح الجميع»، في مؤشر على تحفظ موسكو على المبادرة الإيرانية وتمسكها ببيان جنيف الذي يتعارض مع المبادرة.
وكشف المبعوث الرئاسي الروسي عن «اجتماع ثلاثي سيعقد بين نواب وزراء خارجية سورية وإيران وروسيا في طهران لبحث تطورات الأوضاع في سورية»، موضحاً أنه على اتصال دائم مع نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد.
ورداً على سؤال حول اللقاء الذي جرى بين وزراء خارجية أميركا وروسيا والسعودية والقرارات التي اتخذت خلال هذا اللقاء في الدوحة، قال بوغدانوف «لقد عقد اللقاء الثلاثي لبحث الأزمة في سورية، وإننا نمارس نشاطاً سياسياً لعقد لقاءات بين المسؤولين الأميركيين والروس والإيرانيين والسعوديين والأتراك لمساعدة السوريين».
في سياق متصل أكد مستشار المرشد الأعلى الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن الأعداء لم ولن يستطيعوا إسقاط محور المقاومة في المنطقة، وأن أحلامهم المشؤومة لن تتحقق في اليمن والعراق ولبنان.
واعتبر ولايتي الذي يترأس مركز الدراسات الإستراتيجية بمجمع تشخيص مصلحة النظام، خلال اجتماعه بكبار قيادات الشرطة، تقسيم الإرهابيين في المنطقة بالمتطرفين والمعتدلين بأنه «مثير للسخرية»، قائلاً: إن «ما يثير للاستغراب هو أن بعض هذه الدول التي لم تطبق أبسط معاني الديمقراطية تدعي أنه في سورية وبعض الدول الإسلامية، لم يتم انتخاب الرئيس بصورة ديمقراطية وإنها تعاني من عدم تطبيق قواعد الديمقراطية»، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا».
وأشار إلى مكانة إيران في المنطقة وتأثيرها على الصعيد الدولي، قائلاً: «لا شك أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبفضل توجيهات قائد الثورة الإسلامية (علي خامنئي) تعتبر اليوم أقوى دولة في المنطقة من الناحية العسكرية والدفاعية والأمنية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن