الصفحة الأخيرة

«رجل الثورة» إبداع سينمائي سوري جديد لنجدة أنزور برعاية سيريتل

| وائل العدس – تصوير: طارق السعدوني

برعاية سيريتل، أطلق فيلم «رجل الثورة» للكاتب حسن م يوسف والمخرج نجدة أنزور وإنتاج المؤسسة العامة للسينما وشركة أنزور للإنتاج الفني في صالة الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون.
وتدور أحداث العمل حول مصور وصحفي بريطاني يدعى «جون رايلي» يدخل إلى سورية بطريقة غير شرعية لتغطية أحداث الحرب بقصد الشهرة والفوز بجائزة «بوليتزر» للتقارير المصورة، فيلتقي بأمير إحدى المجموعات الإرهابية ويعرض عليه أن يلفق تحقيقات لمصلحة المجموعة مقابل أن يمنح التسهيلات التي ستمكنه من الفوز بالجائزة.
يغطي «رايلي» بعض المعارك والمجازر التي تقوم بها المجموعات المسلحة، ويقترح على الأمير أن يختطف جثث الضحايا من قرى موالية للحكومة السورية ليصورهم كضحايا لهمجية الجيش السوري، وبعد إخفاقه في الوصول إلى مبتغاه يلجأ إلى مساعدة الإرهابيين في فبركة استخدام الكيماوي وتشويه الحقيقة ليصل إلى مبتغاه وليجعل من صورته حدثاً عالمياً.
وشارك في بطولة الشريط السينمائي كل من سيف الدين سبيعي وخلدون قاروط وميرفا القاضي ورام يوسف ويارا دولاني وأحمد الخطيب ومجد مقبل ولبابة صقر ونبيل فروج وعبد اللـه السيار، وقد تم تصويره خلال أسبوعين باللغة الإنكليزية.
ولفت وزير الثقافة محمد الأحمد إلى النشاط الكبير التي تقوم المؤسسة العامة للسينما بتقديمه والذي زاد بشكل ملحوظ خلال سنوات الحرب على سورية قائلاً: الأمم العريقة تقدم نتاجها الثقافي والفني والفكري في سنوات الشدائد وهذا ما تسعى إليه مؤسسة السينما، موضحاً أن الفيلم هو التوجه إلى أهمية السينما اليوم برصد الحقائق الواقعية عن الأزمة السورية، للكشف عن الخدع التي اتبعتها المجموعات الإرهابية، لتكريسها للأجيال القادمة لكون السينما ذاكرة تبقى في نفوس الجميع.
وبيّن أن استخدام اللغة الإنكليزية كلغة أساسية في الفيلم يجعله مفهوماً لمواطني الدول الأوروبية والأجنبية وليحظى بالانتشار المطلوب.

المؤتمر الصحفي
بعيد إطلاق الفيلم، عقدت أسرته مؤتمراً صحفياً أداره الزميل إسماعيل مروة في صالة الدراما، ومن خلاله اعتبر مدير مؤسسة السينما مراد شاهين أن الفيلم يعدّ وثيقة للأجيال للإضاءة على هذه المرحلة الحرجة من تاريخ سورية، لافتاً إلى سعي مؤسسة السينما لتوسيع نطاق المشاركة في الإنتاج مع القطاع الخاص بغرض تحويل الإنتاج السينمائي إلى عملية متكاملة ولاسيما أنه يحتاج إلى تمويل كبير مع وضع خطة إستراتيجية تمتد لأعوام وصولاً لمرحلة تستطيع فيها سوق العرض الداخلية من تحقيق أرباح للفيلم.
وقال: عمل الكبيران نجدة أنزور وحسن م. يوسف على فضح أكاذيب الكيماوي وتفنيدها، وتقديمها في شريط سينمائي، اقترب في طريقة سرده للحدث، واستخدام مخرج الفيلم لمفرداته وأسلوبيته السينمائية العمل التوثيقي الذي يجمع بين الدراما والوثيقة الحية، معتمداً بذلك على بناء درامي يخاطب العقل، ويصدم العاطفة، من جهة فظاعة الجريمة، وقدرة مرتكبيها على تخطي كل الحدود الإنسانية في سبيل تحقيق أهداف حقدهم.
وأضاف: «رجل الثورة» هو عين القاتل وخنجر قابيل، ودم الذئب على قميص يوسف، وهو زهر الشمس، رقيقاً، نضراً، ندياً، يخدع برونقه ضعف البصيرة عند الآخرين، ويفتك بهم.
بدوره شدد أنزور على أن أهمية الفيلم تأتي بالتزامن مع الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش السوري في الغوطة الشرقية، قائلاً إن الفيلم يعالج الخدع الكيماوية التي تحاول المجموعات الإرهابية استغلالها واستخدامها في حق المدنيين، بهدف اتهام الحكومة السورية بها.
وأكد أن مؤسسة السينما قدمت عملاً وطنياً يخدم قضية الشعب السوري ويعبّر عما تتعرض له البلاد، ويحمل رسالة قوية عن الكذب والتلفيق الذي شهدته الحرب الإرهابية.
أما كاتب الفيلم فركز على التوازن بين جبهتي الصراع شبه المفقودة، من خلال الإمبراطوريات الإعلامية التي تحيك أدواتها بطريقة إرهابية وراءها جيوش وأموال طائلة بهدف حصولهم على مبتغاهم في تفكيك الوطن، وبهذه الإمكانات المتواضعة استطعنا أن نشكل مشروع رد عقلاني بعيد عن العواطف والمبالغات بلغة الحقائق والفن الراقي، مشيراً إلى أن قتامة الحكاية في الفيلم جزء مما تعرضت له سورية لأن القصة مبنية على أحداث واقعية.
من جانبه قال سيف الدين سبيعي: عندما قرأت الفيلم شعرت بوجود رسائل مهمة جداً عن دور الإعلام خلال فترات الحروب وشعرت أن هذه الرسائل يجب أن تصل إلى المجتمع العربي والغربي.
وتابع: أهم ما دفعني لأن أشتغل في الفيلم إضافة إلى علاقتي بالأستاذ نجدة ومحبتي له ومحبتي للدور لكونه باللغة الإنكليزية هي جملة قرأتها بالنص تقول: «في الحرب.. الحقيقة هي أولى الضحايا».
خلدون قاروط رأى أن الحرب أقسى التجارب التي يمكن أن يتعرض لها وطنك، فكم ستكون راضياً وفخوراً عندما تكون جندياً بكامل عتاده مدافعاً عن وجود وهوية الوطن الذي كان الصانع الأول لهويتك ووجودك، فالفيلم هو خط النار الأول فيناً في هذه المرحلة من الحرب، لأن العدسة الأدق لالتقاط تفاصيل صنّاع الخراب الذين تجرؤوا على طهر دمشق وسورية والوطن والهوية.
وأخيراً اعتبر رئيس قسم الإعلام في شركة سيريتل علاء سلمور أن الإعلام وسيلة ذو حدين، قد نستخدمه بالطريقة الصحيحة التي تكشف الحقائق والصورة الحقيقية الخالية من الفبركات والتشويه، فسورية تعرضت لكثير من التضليل الإعلامي والإدعاءات الكاذبة، وهناك إعلاميون ارتقوا مكاناً بعد استغلالهم الأزمة وما يجري في سورية.
وبيّن أن العمل راق وتم تصويره بطريقة احترافية ليؤدي الرسالة الصحيحة، لذلك فإن شركة سيريتل تقف اليوم إلى جانب الفن صاحب الرسالة السامية والصادقة، وهذه الرسالة الإعلامية التي نريد إيصالها عبر دعمنا للأعمال السورية الفنية الراقية.
يشار إلى أن فيلم «رجل الثورة» بدأ عرضه جماهيرياً وسيستمر لغاية 10 نيسان القادم عبر 3 حفلات يومياً عند الساعة الثالثة والخامسة والسابعة في دار الأسد للثقافة والفنون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن