سورية

كشف عن مخطط لفبركة «مسرحية» كيميائية في الغوطة اليوم … المقداد لمن يهددون سورية: ننصح الكل بعدم المغامرة عسكرياً.. ولدينا ما يكفي للدفاع

| سامر ضاحي

نصح نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد الدول التي تهدد سورية بشن عدوان عليها «بأن لا يغامروا عسكرياً»، مؤكداً أن سورية لديها «الأسلحة التقليدية الكافية للدفاع».
وشدد المقداد على رفض سورية أي لجنة تحقيق من «مجلس حقوق الإنسان» التابع للأمم المتحدة، «لأنه مسيس ومواقفه مبنية على الوقوف التام إلى جانب المسلحين والإرهابيين»، لكنه أعرب عن ترحيبه «بلجان فنية قادرة على التحقيق باستخدام «الكيميائي»، مؤكداً أن الجهات المعروفة كثفت اتهاماتها لسورية باستخدام «الكيميائي» على خلفية الإنجازات الكبيرة للجيش العربي السوري، وكشف عن مخطط لتمثيل مسرحية استخدام سلاح كيميائي في الغوطة الشرقية ستجري اليوم الأحد.
وفي مؤتمر صحفي عقده بمقر الوزارة، قال المقداد: على خلفية الإنجازات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة للجمهورية العربية السورية، كثفت الجهات المعروفة اتهام بلدنا باستخدام الأسلحة الكيميائية.
وشدد على أن هدف الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من هذه الحملة على سورية هو تقديم الدعم الكامل للإرهابيين الذين يستخدمون السلاح الكيميائي بل تشجيعهم على استخدامه مرات أخرى.
وذكّر المقداد، بأن سورية انضمت في 14 أيلول من العام 2013 إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وأن الجانب السوري «قام بتجميع كل المواد الكيميائية وتسليمها لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي قامت بتدميرها خارج أراضي الجمهورية العربية السورية، حيث تم تدمير أكثر من 1405 أطنان من المواد السامة».
وكشف، أنه و«منذ بداية هذا العام، تم الكشف عن أربع حالات استخدام للأسلحة الكيميائية من الإرهابيين ضد القوات الحكومية في (السروج ريف إدلب والمشيرفة)، لافتاً إلى أن هذه الحوادث أدت إلى نقل ما يزيد على مئة جندي سوري إلى المشافي إثر تعرضهم للمواد السامة، ولكن وسائل الإعلام الغربية تجاهلت كل ذلك».
كما كشف أيضاً عن تقارير وصلته صباح أمس بأن المجموعات الإرهابية في الغوطة الشرقية تحضر لفبركة تمثيلية قصف بسلاح كيميائي واتهام الجيش السوري في منطقة مزارع الأشعري بين بلدتي مسرابا وبيت سوا التي فيها إرهابيون من تنظيمي «فيلق الرحمن» وأحرار الشام(الإسلامية)»، وقاموا بتجهيز نساء وأطفال من خارج المنطقة وتحضير أجهزة بث فضائي وعناصر من الخوذ البيضاء لتنفيذ المسرحية» وذلك في 11 آذار الحالي تزامنا مع انعقاد المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية».
وانتقد المقداد، استمرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تجاهل المعلومات التي تقدمها سورية عن استخدام الإرهابيين للأسلحة الكيميائية في حوادث عدة، واعتبر أن ذلك «أمر مثير للريبة والتساؤل».
وأضاف: أما المنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان وتدعي حمايتها فهي، على ما يبدو، تولي الأهمية لحياة الإرهابيين أكثر ما يهمها حياة المواطنين السوريين من أطفال ونساء وأبرياء، فما بالكم بأفراد القوات المسلحة السورية الذين يحاربون الإرهاب وهو خطر يتهدد العالم بأسره.
ودعا المقداد «المنظمات الدولية المعنية للعمل بشكل مهني وصادق والتوقف عن تحميل سورية المسؤولية في استخدام الأسلحة الكيميائية التي تتحمل المنظمات الإرهابية ومن يدعمها المسؤولية التامة عن استخدامها».
وفي معرض إجاباته عن أسئلة الصحفيين، ورداً عن سؤال «الوطن» حول إمكانية قبول دمشق دخول لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان في الخامس من الشهر الجاري إلى سورية، قال المقداد: لن نقبل بأي لجنة من مجلس حقوق الإنسان لأنه مسيس، ومواقفه مبنية على الوقوف التام إلى جانب المسلحين والإرهابيين، ثم إن مفوضه السامي زيد بن رعد (الحسين) فوض نفسه عن المسلحين وهو يواجه حالياً أزمة مع كل قادة العالم الذين يريدون التحقيق باستقلالية، لافتا إلى أن «هذا المنطق قد سقط».
وأضاف المقداد: نرحب بلجان فنية قادرة على التحقيق باستخدام الكيميائي، ولن نتعاون مع مجلس حقوق الإنسان لأنه يقف إلى جانب الدول الغربية ويروج لها».
وتابع: لقد فقدنا ثقتنا بشكل كامل به (مجلس حقوق الإنسان)، والتقارير التي يقدمونها عن سورية مفبركة ومسيسة.
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة صوت في الخامس من الشهر الجاري لمصلحة مشروع قرار بريطاني يدعو محققي حقوق الإنسان إلى «فتح تحقيق شامل ومستقل في الأحداث الأخيرة في الغوطة الشرقية».
ورداً على سؤال آخر، أكد المقداد أن الدولة السورية تقوم بكل الاحتياطات لمنع تنفيذ هجمات كيميائية سواء من خلال الأعمال التي يقوم بها الجيش أو فضح هذه الانتهاكات.
وأضاف: لا نقبل استخدام السلاح الكيميائي ضد شعبنا أو أي شعب آخر ولا يمكن لسورية أن تكون في موقع ضد القانون الدولي، ولم نستخدم هذا السلاح في أي معركة حاسمة ضد المجموعات الإرهابية».
واعتبر المقداد، أن سورية لا تريد المواد الكيميائية لأنها «عبء علينا»، وأضاف: لدينا الآن الأسلحة التقليدية الكافية للدفاع عن سورية.
ونفى المقداد وجود أي نوع من الأسلحة الكيميائية بما في ذلك غاز الكلور لدى سورية «وندين أي استخدام لهذه الأسلحة، ولا نعتقد بوجود أي مبرر لقيام أي بلد ما بتهديد سورية ولا بتوجيه أسلحة لضرب سورية».
ورداً عن سؤال إن كان لدى سورية «خطة بديلة» لتفادي اعتداء عسكري «وشيك» من فرنسا وبريطانيا أو أميركا أو حتى الاحتلال الإسرائيلي، قال المقداد: إن من يستخدمون الذرائع لهذه الاعتداءات عليهم أن يمارسوا العقلانية والحكمة، وننصح الكل بألا يغامروا عسكرياً لأن الوضع الدولي غير قادر على تحمل الممارسات العدوانية في عصر نتطلع فيه إلى السلام في العالم.
وتطرق أحد الأسئلة إلى مقطع الفيديو الذي عرض على موقع «يوتيوب» وظهر فيه قادة مسلحين في المسجد الكبير في دوما مجتمعين بموظفين من الأمم المتحدة دخلوا بمرافقة قافلة المساعدات الإنسانية الإثنين الماضي، حيث ظهر أحد قادة المسلحين يلوح بصاروخ قال إنه «لسلاح كيميائي».
وعلق المقداد على ذلك بالقول: لا أستغرب أن يحمل أحد المسلحين قنبلة ويقول إنه سيتم استخدامها، لكن الغريب ألا يكتب هؤلاء (الموظفون الأمميون) لمنظماتهم في نيويورك أو إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش الذي ينصب نفسه مسؤولاً عن الإرهابيين أكثر من تنصيب نفسه مسؤولاً عن الشعب السوري، لافتاً إلى أن بعض القادة المسلحين عبروا للموظفين الأمميين من داخل الغوطة عن إصرارهم على الدخول إلى جانب الجيش العربي السوري وانضمامهم للدولة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن