شؤون محلية

ندرة اليد العاملة وارتفاع أسعار مواد البناء يزيدان معاناة العائدين لتأهيل منازلهم

| الوطن – خالد خالد

يبدو أن أحوال المهجرين الذين عادوا إلى منازلهم مؤخراً في سبينة ودروشا ومزارعها وخان الشيخ يرثى لها، فبعد أن دفعوا ما كانوا يدخرونه كإيجار للمنازل التي أقاموا فيها أكثر من أربع سنوات عادوا ليعانوا في إعادة ترميم وتأهيل ما دمره الإرهاب وحدهم بعد أن تم التريث بصرف تعويضات الأضرار، والعائق الأول أمامهم ندرة اليد العاملة، إضافة إلى ارتفاع أسعار مستلزمات البناء الذي لعب دوراً كبيراً في عدم إمكانية الكثير منهم ترميم مساكنهم على اعتبار أن أغلب المواد مرتبط سعرها بأسعار الصرف، رغم أن صناعة بعضها وطني كالإسمنت والبلاط والبلوك وغيرها من المواد.
يقول ياسر أبو أحمد من سكان دروشا إن زيادة الطلب على المواد الخاصة بترميم المنازل في المناطق التي عاد إليها الأهالي (خان الشيح- المنشية- الدرخبية……) أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار مواد البناء والإكساء ووصل إلى أرقام غير مسبوقة، فسعر البلوكة الواحدة قياس ١٥ وصل إلى ١٥٠ ليرة أما أجرة بنائها ١٠٠ ليرة وسعر كيس الإسمنت تجاوز ٣٠٠٠ ليرة، لافتاً إلى أن معظم الأهالي لا يقدرون على شراء طن من الإسمنت وإنما بالمفرق لظروفهم المعيشية الصعبة ولإكساء غرفة واحدة فقط هرباً من الإيجارات المرهقة، مشيراً إلى أن أغلبية الأهالي لجؤوا إلى المستعمل أو من الأبواب والنوافذ والمواد الصحية وخزانات المياه.
بدوره أبو حسين من سكان خان الشيح قال: إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد، شهدت تكاليف النقل وأجور العمال ارتفاعاً كبيراً، في ظل هجرة كثير من أصحاب الحرف إلى خارج البلاد ومن بقي منهم في سورية لجأ إلى مهن مختلفة وأمام ذلك معظم العوائل بقيت عاجزة عن ترميم مسكنها واقتصر الأمر على المقتدرين مادياً فقط، لافتاً إلى أن أجرة صب فتحة في سقف المنزل بطول مترين وعرض متر واحد وصل إلى نحو ٧٠ ألف ليرة ومن دون سعر مواد البناء من إسمنت وبحص ورمل وحديد وماء.
وتساءلت السيدة أم أحمد وهي مهجرة من سبينة ولم تتمكن من العودة إلى منزلها عن تكلفة إعادة تأهيل مسكن تعرض للدمار والتخريب مساحته ١٠٠م٢ وتقول: إن سعر طن الحديد نحو ٣٥٠ ألف ليرة ، وسعر طن الإسمنت ٥٥- ٦٠ ألف ليرة، عدا بقية أسعار مواد الإكساء من بلاط ونجارة وتمديدات صحية وكهرباء بحص ورمل ومستلزمات عديدة.
وبالفعل نقلنا تساؤل السيدة أم أحمد إلى أحد مقاولي الإنشاءات بالقنيطرة محمد حسن الذي أكد أن كلفة إكساء منزل مساحته 100 متر مربع تصل إلى 5 ملايين ليرة كحد أدنى (كسوة عادية) من دون ديكورات عدا فرش المنزل الذي يصل إلى نحو ٢ مليون، مسوغاً ذلك بارتفاع أسعار المواد وندرة اليد العاملة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن