سورية

الإرهابيون واصلوا منع المدنيين من الخروج.. وقذائفهم حصدت مدنيين في العاصمة … الجيش يستكمل شطر الغوطة إلى 3 أقسام.. وقواته تلتقي في إدارة المركبات

| الوطن – وكالات

استكملت وحدات الجيش العربي السوري، أمس، شطر الغوطة الشرقية إلى 3 أقسام، على حين واصلت التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة استهداف أحياء العاصمة الآمنة بالقذائف، والمدنيين الراغبين بالخروج عبر الممرين الإنسانيين اللذين افتتحهما الجيش.
ووفقاً لوكالة «سانا» للأنباء فإن وحدات الجيش العاملة في القطاع الأوسط من الغوطة سيطرت بشكل كامل على بلدة مديرا بعد معارك عنيفة مع التنظيمات الإرهابية وواصلت تقدمها حيث التقت مع وحدات الجيش العاملة في محيط إدارة المركبات.
ولفتت الوكالة إلى أنه باجتثاث الإرهابيين من بلدة مديرا تكون وحدات الجيش قطعت بشكل كامل خطوط إمداد وتحرك التنظيمات الإرهابية بين الجزأين الشمالي والجنوبي من الغوطة الأمر الذي من شأنه تسريع سقوط أوكار الإرهابيين واندحارهم.
وبينت الوكالة أن عمليات الجيش في القطاع الجنوبي الشرقي من الغوطة تتركز حالياً على مزارع جسرين وقرية أفتريس بهدف تشديد الخناق على المجموعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة، لافتة إلى أن العمليات أسفرت عن استعادة السيطرة على أغلبية المزارع الممتدة في محيط بلدة جسرين بعد دحر الإرهابيين منها وتكبيدهم خسائر كبيرة بالعتاد والأفراد.
وبحسب «سانا»، تعد بلدة جسرين أحد المراكز الرئيسية لانتشار المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم «جبهة النصرة» الذي يحتجز العديد من العائلات ويمنعهم من المغادرة عبر الممر الإنساني الذي تم افتتاحه يوم الخميس الماضي باتجاه بلدة المليحة لخروج المدنيين حيث أطلقت النيران أمس على عائلات تحاول الخروج ما تسبب باستشهاد امرأة وأطفالها الثلاثة.
وأكدت أن وحدات الجيش حققت تقدماً جديداً في ملاحقة «النصرة» في الجهة الشمالية لبلدة أفتريس وسط انهيار كبير في صفوفها نتيجة التقدم الكبير للجيش والخسائر الفادحة التي تكبدتها خلال المعارك الأخيرة.
وفي تصريح للوكالة أشار أحد القادة الميدانيين من أطراف بلدة جسرين إلى أن السيطرة على معظم مزارع جسرين تحققت بعد عملية دقيقة ونوعية وسريعة بعد تقدم عناصر المشاة إلى عمق تحصينات الإرهابيين وقطع طريق إمدادهم الرئيسي الذي يمتد من مدينة دوما وضمن قرى الغوطة باتجاه بلدة النشابية وهو عبارة عن خندق محفور بين الأراضي الزراعية ومنازل المواطنين بعمق 8 أمتار وعرض 8 أمتار.
وأوضح، أنه بعد السيطرة على هذا الطريق أقدم الإرهابيون على ضخ المياه ضمن الطريق واغراقه بالمياه بغية إعاقة تقدم وحدات من الجيش المصممة على اجتثاث الإرهاب من الغوطة وتحرير الأهالي الصامدين الذين عانوا الويلات من المجموعات الإرهابية التي استغلتهم واتخذت منهم دروعاً بشرية وزجتهم بأعمال التحصين والتدشيم.
ولفت القائد الميداني إلى أنه تم العثور على مقرات للإرهابيين تحتوي على وثائق وأوراق تثبت علاقتهم مع دول أجنبية زودتهم بأحدث أجهزة الاتصال وخرائط للتحصين الهندسي إضافة إلى أوراق وهي عبارة عن أوامر إدارية تطلب من أهالي الغوطة وكل من يحمل السلاح الالتحاق بصفوف الإرهابيين ومنها أوامر لتجنيد الأطفال دون سن الـ14 سنة وزجهم في الصفوف الأمامية.
بدوره ذكر «الإعلام الحربي المركزي»، أن الجيش واصل التقدم في محيط إدارة المركبات في حرستا وسيطر على عدد كبير من الأبنية الحاكمة وقضى على عدد من القناصين فيها وأن وحدات الهندسة باشرت بانتزاع العديد من الألغام التي زرعتها المجموعات الإرهابية في المنطقة.
وكان «الإعلام الحربي المركزي» تحدث في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس عن حصار الجيش لبلدة حرستا وبالتالي بات الجيش يشطر الغوطة إلى قسمين جنوبي وشمالي والأخير أيضاً قسمين منه مدينة حرستا منفردة.
بموازاة ذلك أكدت «سانا» أن «النصرة» والمجموعات الإرهابية المنضوية تحت زعامته في الغوطة الشرقية واصلت منع المدنيين لليوم الـ13 على التوالي من الخروج عبر الممر الآمن الذي حدده الجيش والجهات المعنية في مخيم الوافدين على أطراف الغوطة، مشيرة إلى سقوط قذيفة وعدد من طلقات الرصاص المتفجر أطلقها الإرهابيون على ممر «الوافدين» بعد نحو ساعة من بدء التهدئة المحددة يومياً بين الساعة الـ9 صباحاً والـ 2 ظهراً لخروج المدنيين، مؤكدة عدم خروج أي مدني حتى إعداد هذا الخبر أمس.
كما أكدت الوكالة أن «النصرة» والمجموعات التابعة له المنتشرة في الغوطة جددوا اعتداءاتهم بالقذائف على الأحياء السكنية في دمشق ومحيطها ما تسبب بارتقاء أربعة شهداء وجرح 26 مدنياً أمس.
بدورها وفي بيان لها أكدت «القناة المركزية لقاعدة حميميم» أن الوضع في الغوطة الشرقية يزيد سوءاً، مشيرة إلى استمرار الميليشيات «غير الشرعية بتنفيذ الرمايات باستخدام مدافع هاون على الأحياء السكنية في دمشق».
وأكد البيان أنه و«رغم المباحثات الإيجابية مع زعماء الفصائل المسلحة غير الشرعية لم يستطع السكان المدنيون أن يستخدموا الممرات الإنسانية، علماً أننا نستمر بتوزيع المعلومات إلى السكان عبر جميع القنوات الممكنة عن اتجاهات وشروط التحرك الأمني للعبور إلى الممرات الإنسانية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن