رياضة

بهدف صاعق في الدقيقة الثامنة والتسعين … حطين يجبر الاتحاد على التعادل

| حلب – فارس نجيب آغا

فرض حطين التعادل على الاتحاد في الوقت القاتل من المواجهة ليخلط الأوراق ويضع المستضيف بوضع لا يحسد عليه ويصعب موقفه في المنافسة على اللقب، المباراة شهدت تقلبات كثيرة ورغم أن الاتحاد كان الأكثر نشاطاً على أرض الملعب مع سيطرة وامتلاك وتحرك لكن بدا ذلك بشكل فردي من اللاعبين نتيجة فقدان الهوية والجماعية مع عدم وجود خطة وأسلوب لعب يمكن الحديث عنهما في ظل هبات متفرقة لم ترتق لمشهد الخطورة على مرمى الأشقر حارس حطين، وما زاد الأمور سوءاً بعض الغيابات التي أثرت في الاتحاد وحتى دخول البابولي والمهتدي بالشوط الثاني لم يبدل من حالة الرتابة والعك الذي لازم الفريق ولم يقدم الاتحاد شيئاً يدافع به عن صدارته في ظل أداء كلاسيكي وانتهاج الكرات الطويلة التي تاهت جميعها على مشارف الجزاء وسط استبسال لمدافعي حطين وخاصة النوارة والنبهان وأبو كف وكانوا بحق صمام الأمان لفريقهم الذي بدا لا حول له ولا قوة، ولعل التسديدة الوحيدة التي وصلت لمرمى الاتحاد ضربت الشباك بينما غاب الجاموس والعقاد عن تأدية أي دور هجومي في ظل افتقاد التمويل من خط الوسط المنشغل بالشق الدفاعي في أغلب وقت المباراة، الاتحاد رغم سوء أدائه لكنه كاد يقبض على نقاط الفوز وفرط بها في الثواني الأخيرة ليدفع الثمن باهظاً ويخرج وسط خيبة كبيرة لجماهيره التي بدا عليها الحيرة على مدار الشوطين مع علامات استفهام لانخفاض مردود اللاعبين بصورة مريعة في ظل صيحات متفرقة طالبت برحيل البحري الذي تاه وسط الضغط الجماهيري، والجميع تحدث عن تبديلات غريبة وغير مفهومة عقدت الوضع أكثر مما هو عليه، حطين خطف نقطة لم يكن يتوقعها عطفاً على الصورة التي ظهر بها لفريق منهك لعب على قتل الوقت وارتماء لاعبيه بين الحين والآخر على أرض الملعب والحسنة الوحيدة كانت ثبات خط دفاعه أمام الضغط الاتحادي الذي افتقد للدقة والتركيز داخل الجزاء لعدم صحوة مهاجميه نتيجة سوء التمركز وعدم الكثافة المطلوبة التي بقيت محصورة عند حدود المربع الكبير فابتعدت الخطورة رغم تضييق الخناق على حطين.

الشوط الأول
الجولة الأولى لعبت على مراحل حيث بدأ الاتحاد بضغط متواصل على خصمه معتمداً الاختراق عبر الأحمد الصغير والعمر من الخاصرتين وسط تراجع كبير لحطين الذي تعذب في احتواء السيل الهجومي الجارف مع تعدد ضربات الزاوية التي لم يستثمرها الاتحاد، حيث مر الربع الأول برداً وسلاماً على الضيف نتيجة ضياع البوصلة نحو المرمى من الاتحاديين الذين فوتوا أكثر من كرة تهادت على أبواب مرمى الأشقر وعندما تفقد الإحداثيات نحو الشباك من الطبيعي ألا تسجل، حطين امتص الفورة الاتحادية وبدأ يتلمس طريقه وسط تقدم مدروس وتنفس خط وسطه الصعداء عبر الاستلام والتسليم ونقل الكرة نحو مناطق الاتحاد ومالت الكفة لمصلحته في الربع الثاني بتسديدتين لحاج محمد والقطايا ضبط إيقاعهما العثمان، الاتحاد عاد لمحاولاته عبر أسلوب المناولات الطويلة التي لم تخدمه كثيراً مع كرات عرضية داخل الجزاء انبرى النجار لواحدة منها برأسه لتتخطى الحارس وينوب عنه النبهان في ردها من على خط المرمى.

الشوط الثاني
حطين حافظ على نهجه الذي لعب عليه وأكده بالثاني دون أي مغامرة قد تكلفه الكثير وبقي ينسج على منوال تمكين خطه الخلفي وافتراش الأرض للاعبيه بشكل متواصل بغية هدر الوقت بعذر وبدونه وهو ما أثر في المباراة لتكرار توقفها، الاتحاد من جهته بقي ممسكاً بتفعيل الأطراف وعكس الكرات للنجار والمهتدي والأخير لم يقدم شيئاً يستحق الذكر وبقي تائهاً مع كرة للأحمد الصغير خطفها من بين المدافعين كادت تهز الشباك أوقفها أبو كف عند خط المرمى، البحري رمى بورقته الأخيرة بدخول ملهم البابولي عله يحرك الفريق أكثر فسدد كرة من بعيد ردها الحارس بصعوبة ودخلنا في منعرج اللقاء حين تعرض الأحمد لحالة دفع داخل الجزاء من هاني نوارة اعتبرها الحكم محمد العبدالله شرعية لكن حكم الراية عبد السلام حلاوة خالفه الرأي وأشار لركلة جزاء تجاوب معه حكم الساحة وأطلق صافرته لتتوقف المباراة دقائق نتيجة حالة الاعتراض من لاعبي حطين ثم نفذها البابولي عن يسار الأشقر مانحاً فريقه التقدم، الدقائق الأخيرة مرت وسط محاولات للجانبين ومنح الحكم سبع دقائق وقتاً بديلاً شهد عدة بطاقات صفراء للطرفين وفي الثواني الأخيرة وصلت الكرة لأحمد أبو كف وهو على مشارف جزاء الاتحاد ليطلق كرة أرضية استقرت في الشباك عن يسار العثمان.

عين «الوطن»
الفوضى التي أشرنا إليها نتيجة سوء تنظيم السدة الرئيسية أدت لجلوس بعض المتطفلين بالصف الأول مكان رؤساء الأندية على حين جلس أعضاء مجلس الإدارة بمكان بعيد عن موقعهم على غير ما هو مأمول في مشهد معيب يجسد واقع الفوضى التي يعيشها نادي الاتحاد.
لغط كبير حدث بين الجماهير نتيجة التبديلات التي أجرها مدرب الاتحاد وقد تركت استغراب المتابعين بعد إخراجه طه دياب وعبد الله نجار وهما الأفضل بين رفاقهما مع الإصرار على ترك من هم أسوأ منهما مستوى.
انقسام حدث بين جماهير الاتحاد حين كان التعادل يخيم على الأجواء فمنهم هتف لرحيل البحري معتبرين أن البوشي كان الأفضل لفريقهم حيث هب البعض من مقربي الإدارة لإسكاتهم وعدم مطالبتهم بعودة البوشي معتبرين أن المدرب جديد ولا يمكن الحكم عليه بعد فهل بات الفريق حقلاً للتجارب والنزاعات؟
النتائج الأخيرة لكرة الاتحاد تعكس حقيقة الوضع الداخلي في ظل مشاكل كثيرة لم تلق حلاً حتى الآن لبعض اللاعبين منها مادية ومنها شخصية وسط غياب لمجلس الإدارة عن متابعة الفريق وهو المنقسم على نفسه بالأساس والأمور باتت تحتاج لوقفة ومصارحة قبل أن تتدهور الأمور أكثر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن