شؤون محلية

75 ألف كلفة مغذيات الطفل الواحد شهرياً…594 إصابة بالحصبة خلال هذا العام

محمود الصالح : 

تضاعفت الأعباء الملقاة على عاتق الكوادر الصحية العاملة على مساحة القطر نتيجة هذه الأزمة لأسباب لها بداية وليس لها نهاية، وعلى الرغم من المعاناة الشديدة التي تلاقيها الكوادر الصحية في المناطق الساخنة فهي ما زالت تقدم خدماتها الأساسية في معظم مناطق القطر حتى الواقعة خارج سيطرة الدولة ولكن تنحصر خدماتها بالقضايا الأساسية، وقد تراجع عدد المراكز الصحية العاملة في مختلف أنحاء القطر من 1990 مركزاً في بداية الأزمة إلى 1142 مركزاً إضافة إلى محافظتي الرقة وإدلب اللتين لا نعرف عن وضع مراكزها شيئاً، ولذلك فإن المراكز الصحية التي خرجت من الخدمة هي أكبر من ذلك هذا ما صرح به لـ«الوطن» مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور أحمد عبود وأضاف: إن الوزارة ما زالت تقدم الخدمات الصحية لكل المواطنين وفي جميع المناطق وفق البرامج الصحية المعتمدة لذلك.
وتستمر المديرية من خلال برنامج التلقيح الوطني بحملات التلقيح في مختلف أنحاء القطر، فكانت تغطية اللقاح قبل الأزمة تشكل 95% وتراجعت خلال السنوات الماضية والآن نتوقع في نهاية هذا العام أن تصل إلى 80%، واستطعنا خلال العام الماضي وهذا العام قطع سراية مرض شلل الأطفال الذي دخل في نهاية 2013 وانتهى في بداية 2014 خلال مدة قياسية لم تتجاوز ثلاثة الأشهر، وهذا المرض بدأ في دير الزور وتوقف في السلمية في ريف حماة كان عدد الحالات بشكل كامل 36 حالة تمت إصابة الأطفال الذين لم يأخذوا اللقاح من عمر 6 أشهر إلى خمس سنوات والنسبة الكبرى منهم في عمر أقل من سنتين، واستطعنا أن نوقف سراية شلل الأطفال من خلال 15 حملة تلقيح من شلل الأطفال شاملة القطر، وبشكل عام برنامج التلقيح الوطني يشمل 11 مرضاً ويتم ذلك من خلال مراكزنا الصحية والفرق الجوالة في جميع مناطق القطر بما فيها الساخنة ويتم ذلك بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية، ليس هذا فحسب بل تقوم مراكزنا بعمل مهم آخر هو الترصد والمراقبة لأي مرض يمكن أن ينتشر في أي منطقة، حيث تقوم هذه الفرق بإرسال مشاهداتها إلى الإدارة، وفي هذا العام ونتيجة تراجع نسبة التلقيح خلال السنوات الماضية ظهرت ولأول مرة منذ سبع سنوات حالات الإصابة بمرض الحصبة حيث تبين إصابة 594 حالة خلال عام 2015 فقط وقمنا بحملة لتلقيح مليون وأربعمئة طفل خلال هذا العام من مرض الحصبة والآن تراجعت الإصابات لتصل إلى 37 حالة فقط ومن المتوقع أنها لن تزيد خلال الفترة القادمة علماً أننا في سورية تخلصنا بشكل نهائي من مرض الحصبة في عام 2009 وعن مساهمة المنظمات الدولية في برامج اللقاح الوطني أكد عبود: أن اللقاحات هي لقاح شلل الأطفال وبعض اللقاحات البسيطة في حال انقطاعها عنا بينما تقدم الدولة ما يقارب أربعة مليارات ليرة سورية سنوياً من أجل اللقاح وما يقدم من مساعدات طبية لا يشكل لنا سوى جزء بسيط جداً لأن الدولة تقدم الجزء الأكبر الذي يزيد على 90% من المواد والأدوية والتجهيزات وفي هذا العام فقط وصل مبلغ اللقاح وفق المناقصة الأخيرة إلى 13 مليون يورو وهذا المبلغ من ميزانية الدولة وليس من المساعدات، والمنظمات الدولية غير قادرة على تزويد مناطق الشمال بلقاحات مرتفعة الثمن وما تم تزويدها به هو لقاح الحصبة والشلل، وعن العناصر التي تقوم بإعطاء هذا اللقاح أكدت مديرية الرعاية أن عناصر وزارة الصحة لا يقومون بإعطاء أي لقاح إلا اللقاحات المعتمدة والمرسلة من الوزارة فقط التي تحقق الموثوقية الصحية.
إضافة إلى كل ذلك نقوم بتنفيذ برنامج التغذية الذي كان يشمل الترصد التغذوي لأننا نتوقع انتشار سوء التغذية خلال هذه الأزمة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وتم تدريب فريق متخصص بالترصد التغذوي منتشر في 200 مركز صحي حيث يقوم العناصر بمتابعة حالة الأطفال المراجعين لهذه المراكز الصحية لترصد حالات سوء التغذية ونتعاون في ذلك مع برنامج اليونيسيف وتبين لنا أن حالات سوء التغذية متقاربة قبل وخلال الأزمة وليس لدينا أي وفيات بسبب سوء التغذية. ونقوم بالعمل على برنامج الإرضاع الوالدي الذي نشجعه كثيراً وندعمه واليوم لدينا ندوة خاصة عن هذا الموضوع. وبرنامج التغذية مدعوم بالمغذيات الدقيقة التي تصل كلفتها إلى 75 ألف ليرة شهرياً للطفل ولدينا 210 أطفال على مستوى القطر نقدم لهم حليب PKU ويتم ذلك من خلال لجنة طبية متخصصة في مشفى الأطفال.
إضافة إلى ذلك ما زالت الدولة تدعم يودنت الملح من خلال توزيع اليودات على المعامل من خلال وزارة الصناعة وبشكل مجاني ونعزز إعطاء الفيتامين A مع اللقاحات الأساسية والآن نجري دراسة مهمة عن فقر الدم للأمهات والأطفال ستعطينا مؤشرات معنية سنعمل عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن