سورية

أنباء عن انسحاب «وحدات الحماية» الكردية منها دون قتال! … جيش أردوغان يحتل عفرين.. وتدمير ونهب للمنازل والممتلكات

| الوطن – وكالات

احتلت قوات النظام التركي ومرتزقته من ميليشيات «الجيش الحر» أمس مدينة عفرين وقامت بأعمال تخريب ونهب في المنازل والمنشآت، بعد تدمير مئات المنازل وتهجير آلاف المدنيين في عدوان متواصل منذ الـ20 من كانون الثاني الماضي.
وحاولت «الإدارة الذاتية» الكردية في عفرين التي رفضت تسليمها للجيش العربي السوري ليتولى الدفاع عنها، التخفيف من وطأة ما حصل بالإعلان عن عزمها القتال و«ضرب» القوات التركية حتى استعادة كافة المنطقة، وسط أنباء عن انسحابها منها.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء، عن مصادر أهلية وإعلامية متطابقة بأن مجموعات من قوات النظام التركي والتنظيمات الإرهابية المرتبطة به، اقتحمت أمس الأحياء السكنية في مدينة عفرين بعد قصف عنيف نفذته خلال الأيام القليلة الماضية على المدينة واستهداف مشفى عفرين الوحيد وقطع المياه والاتصالات عن المدينة، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين أغلبيتهم من النساء والأطفال.
وذكرت المصادر الأهلية، أن القصف التركي الوحشي على مشفى عفرين، تسبب بوقوع مجزرة استشهد فيها 37 مدنياً جميعهم من الجرحى والمهجرين الذين لجؤوا إلى المشفى وأدى إلى خروج المشفى من الخدمة.
ولفتت المصادر إلى أن قوات النظام التركي ومرتزقته قامت بنهب وسرقة الممتلكات الخاصة للأهالي في المنازل وتدمير العديد منها داخل مدينة عفرين. وارتكب النظام التركي خلال عدوانه على منطقة عفرين العديد من المجازر بحق المدنيين، حيث استشهد وجرح أكثر من 1100، إضافة إلى تدمير عشرات الأفران ومحطات ضخ المياه وتحويل الكهرباء وأبراج الاتصالات ناهيك عن تشريد وتهجير عشرات آلاف المدنيين من منازلهم.
وكان الآلاف من أهالي عفرين لجؤوا خلال الأيام الماضية إلى بلدتي نبل والزهراء المجاورتين هربا من قصف النظام التركي ومرتزقته الذي طال القرى والبلدات ومركز مدينة عفرين وتسبب بوقوع دمار كبير وانقطاع المياه عن المدينة ونقص حاد في المواد الغذائية والأساسية.
في المقابل، أعلنت «الإدارة الذاتية» الكردية لعفرين في بيان لها أمس، نقلته وكالة «أ ف ب» للأنباء، عن عزمها القتال و«ضرب» القوات التركية حتى استعادة كافة المنطقة، بعد ساعات على سيطرة القوات التركية وميليشيا «الجيش الحر» على مدينة عفرين.
وقالت في بيانها: إن «حربنا ضد الاحتلال التركي والقوى التكفيرية المسماة بالجيش الحر دخلت مرحلة جديدة، وهو الانتقال من حرب المواجهة المباشرة إلى تكتيك الكر والفر».
وأضافت: إن «قواتنا تتواجد في كل مكان من جغرافيا عفرين، وستقوم هذه القوات بضرب مواقع العدوان التركي ومرتزقته في كل فرصة»، موضحة «ستتحول قواتنا في كل منطقة من عفرين إلى كابوس مستمر بالنسبة لهم».
واعتبرت أن «المقاومة في عفرين ستستمر إلى أن يتم تحرير كل شبر من عفرين».
وبحسب وكالات معارضة، اتهمت «الإدارة الذاتية» في بيانها روسيا وقوى إقليمية أخرى لم تسمها بـ«التواطؤ» مع العدوان التركي في عفرين، وسط صمت من «التحالف الدولي» (حليفها الرئيسي) ضد تنظيم داعش الإرهابي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي!
وبحسب «أ ف ب»، فإن مسلحين من الميليشيات الموالية لأنقرة وجنوداً أتراكاً انتشروا في أحياء المدينة، التي رفع فيها «العلم التركي» في مؤشر على احتلال موصوف للمدينة، ووقفت دبابتان للقوات التركية أمام مبنى رسمي، على حين أطلق المسلحون النار في الهواء ابتهاجاً وسمع هتافات «الله أكبر»!، على حين لم يشاهد أي مسلح من الميليشيات الكردية في عفرين، حيث قال أحد السكان إنها انسحبت منها، وفق ما نقلت الوكالة عنه. وكان الجيش العربي السوري قد عرض على «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تسيطر على عفرين، في 15 من شهر شباط الماضي الدخول إلى المدينة لحمايتها من العدوان التركي، لكن الأخيرة رفضت. وفي 21 من ذات الشهر وصلت «قوات شعبية» رديفة للجيش العربي السوري، إلى منطقة عفرين لدعم الأهالي في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي وعدوان النظام التركي.
وبعد احتلال المدينة، باتت القوات التركية والميليشيات المتحالفة معها تسيطر على كامل منطقة عفرين، وفق مصادر إعلامية معارضة.
وأسفر العدوان التركي خلال نحو شهرين عن مقتل أكثر من 1500 مسلح كردي، وفق المصادر التي أوضحت أن «أغلبيتهم قتلوا في غارات وقصف مدفعي للقوات التركية»، على حين قتل أكثر من 400 مسلح من الميليشيات الموالية لأنقرة، كما أعلن الجيش التركي عن مقتل 46 من جنوده.
وفي وقت سابق من يوم أمس أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، بحسب «أ ف ب»، أن وحدات من ميليشيا «الجيش الحر» مدعومة من القوات التركية سيطرت على مركز مدينة عفرين بالكامل»، مشيراً إلى عمليات نزع ألغام تجري حالياً في المدينة.
من جهته، أعلن مركز عفرين الإعلامي في بيان نقلته وكالة «رويترز» للأنباء، أن القوات التركية وحلفاءها من الميليشيات المسلحة أتلفوا تمثالاً لكاوا الحداد وهو شخصية محورية في أسطورة كردية عن احتفالات عيد النوروز أو السنة الكردية الجديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن