سورية

رأت أن روسيا والصين ستتصدران المشهد القادم.. وأبناؤنا سيعيشون في عالم متعدد الأقطاب … شعبان: اجتياح تركيا لعفرين غزو غير قانوني وسنتعامل معه كما تعاملنا مع أي غاز لهذه الأرض

| سيلفا رزوق

اعتبرت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، أن اجتياح قوات النظام التركي لمدينة عفرين ورفع العلم التركي فوق الأراضي السورية، هو «غزو غير قانوني وغير شرعي، لأرضنا وبلادنا»، وشددت على أننا «سنتعامل معه كما تعاملنا مع أي غاز لهذه الأرض».
من جانبه دعا السفير الصيني في سورية «تشي تشيانجين»، الدول الكبرى، ودول المنطقة، بالاهتمام بمصلحة الشعب السوري واتخاذ مواقف بناءة وايجابية للوصول إلى حل سلمي وسياسي للقضية السورية، «دون اللجوء إلى التدخل بالوسائل العسكرية».
ورداً على أسئلة لـ«الوطن» وصحفيين آخرين حول اجتياح قوات أردوغان لمدينة عفرين ورفع العلم التركي في المدينة على هامش ندوة الصداقة السورية الصينية التي أقامتها السفارة الصينية بدمشق أمس، قالت شعبان: إن ما جرى في عفرين «يدل على همجية وجريمة أردوغان، وأن كل ما يريده هو أطماع بالأراضي السورية، وأن لا علاقة لكل ما يدعيه بأنه ضد الكرد، وأنه قادم من أجل اتفاق أستانا»، معتبرة أن أردوغان «مجرم، ومسؤول عن هذه الحرب في سورية».
وأضافت: نحن نصف هذا (الاجتياح لعفرين) بأنه غزو غير قانوني وغير شرعي لأرضنا وبلادنا وسنتعامل معه كما تعاملنا مع أي غاز لهذه الأرض».
وفي ردها على سؤال آخر لـ«الوطن» حول العالم الذي نحن مقبلون عليه، رأت شعبان أننا مقبلون على عالم متعدد الأقطاب بدون شك، وبدون شك فإن الأسس الأخلاقية التي قام عليها عالم الشرق سوف تدحر الأسس الإمبريالية والهيمنة والاستعمار ونهب الثروات التي قامت عليها الدول الاستعمارية تحت مسمى الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهم «ليس لديهم من حقوق الإنسان من شيء، وها نحن شعبنا يقتل في عفرين بغزو تركي غاشم على بلدنا وشعبنا، وهاهم سكان دمشق يعانون من القذائف، ولم نسمع إدانة واحدة من الدول الغربية لهذه الأعمال المجرمة والهمجية والاستعمارية ضد بلدنا».
وأشارت شعبان إلى أن المقولات التي كانت تروج إلى أن الغرب هو مدافع عن حقوق الإنسان وهو مدافع عن الديمقراطية، قد سقطت، وروسيا والصين ستتصدران المشهد القادم،» ولا شك سوف يعيش أبناؤنا في عالم متعدد الأقطاب، تنغرس فيه الأسس الأخلاقية الصحيحة للإنسان وليس أسس الاستعمار».
وأشارت إلى أن العلاقة السورية الصينية ضرورية من أجل دعم الشعب السوري، وعدم السماح للدول الغربية بأن تهاجم سورية، ولكن «دائما نحن نطمع نحو الأفضل»، ويمكن أن يكون الدور الصيني المساعد الأكثر بالنسبة لدعم الجيش العربي السوري، الذي يحارب هذا الإرهاب، والذي هو خطر على الصين وعلى سورية وعلى العالم بأكمله، ولذلك «نحن نتطلع إلى أن يكون الدور الصيني هو داعماً أكثر للشعب السوري وللجيش السوري في معركته ضد الإرهاب».
ودعت شعبان إلى أن يكون للصين دور مهم لإعادة البناء والإعمار، والمساعدة في مستقبل سورية، مشيرة إلى أن تنظيم هذه الندوة مهم لأنها جمعت كل من زار الصين في العام الماضي من مختلف الفعاليات من سياسيين ودبلوماسيين وفنانين، وهذا يدل على اهتمام الصين بالعلاقة مع سورية وأيضاً اهتمامنا نحن بالعلاقة مع الصين».
وأضافت: «نحن بحاجة لتعزيز هذه العلاقة مع الصين، لذلك الحكومة السورية تتخذ كل الخطوات اللازمة من أجل تعزيز العلاقة مع الحكومة الصينية، ويجب ألا ننسى أن الصين قد أخذت أكثر من ثماني (مرات) فيتو مزدوجاً في مجلس الأمن مع روسيا، من أجل حماية الشعب السوري من الهجمات الغربية التي كانوا يعدون لها ويخططون لها».
من جهته وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أشار السفير الصيني في سورية، إلى أن العلاقات بين سورية والصين عبر التاريخ تطورت بصورة مستمرة رغم الحرب خلال السنوات السبع التي مرت على سورية، معبراً عن ثقته بأن العلاقات السورية الصينية سوف تتطور في السنوات المقبلة في المجالات السياسية والاقتصادية خاصة في مجال إعادة الإعمار، وخاصة أن الشركات الصينية تتمتع بالتفوق بهذا المجال.
وهنأ السفير الصيني السوريين بالانتصارات العسكرية المستمرة للجيش السوري في الغوطة الشرقية، واعتبر أن هذا الانتصار وما سيتبعه من إنجازات في المناطق الأخرى في سورية، سوف تزيد ثقة الشعب الصيني بمستقبل سورية، وقال: «الانتصار العسكري والسياسي سوف يعطينا فرصة أكبر لتعزيز العلاقات مع سورية».
وأشار شيانجين إلى ما قامت به قوات النظام التركي من اجتياح في عفرين، واعتبر أن القضية السورية لم تعد مع الأسف محصورة بين السوريين فقط بل قضية دولية تتدخل فيها الدول الكبرى، ودول المنطقة.
وطالب هذه الدول بأن «تهتم بمصلحة الشعب السوري وتتخذ مواقف بناءة وايجابية للوصول إلى حل سلمي وسياسي للقضية السورية، دون اللجوء إلى التدخل بالوسائل العسكرية».
وختم شيانجين تصريحه بالقول: «بعد انتخاب الرئيس الصيني واختتام مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني ومؤتمر البرلمان الصيني، سوف نشهد تطوراً أكثر في المجالات السياسية والاقتصادية للصين، وكذلك العلاقات مع دول العالم وسوف نشهد تطوراً جديداً في العلاقة بين الصين وسورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن