سورية

«الصليب الأحمر» يطالب بإتاحة المجال للوصول إلى المدنيين … قوات الاحتلال تواصل نهب عفرين.. وانفجار يهز المدينة.. وأردوغان يؤكد نياته الاستعمارية

| الوطن – وكالات

واصلت قوات الاحتلال التركية ومرتزقتها نهب وسرقة الممتلكات الخاصة في مدينة عفرين، في حين أكد نظام أردوغان نياته الاستعمارية بالتوسع إلى ما بعد عفرين، وادعى أنه سيسلم المدينة لـ«أصحابها الأصليين».
وبينما وقع انفجار وسط عفرين أدى إلى استشهاد مدنيين، ومقتل مسلحين من مرتزقة النظام التركي، طالبت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» بإتاحة المجال أمامها للوصول إلى المدنيين في المدينة، مؤكدة أن مصداقية الهلال الأحمر التركي الذي يعمل في المدينة معدومة.
وقالت وكالة «رويترز»: إن «انفجار قنبلة في مبنى من أربعة طوابق في بلدة عفرين شمال غربي سورية أسفر عن مقتل سبعة مدنيين وأربعة من مسلحي الجيش الحر خلال الليل».
وأضافت: إن «القنبلة التي زرعها المسلحون الأكراد انفجرت أثناء قيام عناصر من الجيش الحر بعملية بحث عقب دخول قوات «غصن الزيتون» إلى مدينة عفرين وإعلان السيطرة عليها».
في الأثناء، ذكرت وسائل إعلامية معارضة، أن اشتباكات جرت بين مجموعات من ميليشيا «الجيش الحر» الموالية لقوات الاحتلال التركية تقوم بالسرقة ومجموعات رافضة لها، على حين قتل 13 على الأقل وأصيب أكثر من 25 بجراح، من الميليشيات المسلحة الموالية لقوات الاحتلال جراء انفجار ألغام بهم داخل عفرين أثناء عمليات التمشيط التي تقوم بها عقب سيطرتها عليها بشكل كامل.
كذلك قتل «6 مسلحين» أمس، بحسب المصادر الإعلامية المعارضة، «جراء استهداف آلية لهم بصاروخ موجه في محور قرية علمدارا بناحية راجو»، ليرتفع بذلك إلى 515 على الأقل عدد مسلحي القوات التركية والميليشيات، ممن قتلوا في الاشتباكات مع القوات الكردية وانفجار ألغام في منطقة عفرين منذ بدء عملية «غصن الزيتون».
وسبق، أن أفادت وكالة «أ ف ب»، بأن مسلحين سوريين موالين لتركيا، أقدموا الأحد على نهب عدد كبير من المحال التجارية في عفرين.
ووفق «أ ف ب»، فإن مسلحين من ميليشيا «الحر»، «يُخرجون مواد غذائية وأجهزة إلكترونية وبطانيات وسلعاً أخرى من المحال التجارية والمطاعم والمنازل، قبل نقلها في سيارات وشاحنات صغيرة إلى خارج المدينة»، على حين تم تدمير تمثال كاوا الحداد، الذي يُعد رمزاً للشعب الكردي.
في الأثناء، نقلت «رويترز» عن رئيس «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» بيتر ماورير، قوله للصحفيين أمس في جنيف: إن «مصداقية الهلال الأحمر التركي الذي يعمل في عفرين أقرب إلى الصفر وسط السكان المدنيين في عفرين»، مضيفاً: إن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر تساعد البعض من آلاف النازحين المدنيين الذين فروا إلى قرى ريف حلب ولكنها بحاجة للوصول بشكل منتظم إلى عفرين لكونه من حق المدنيين الحصول على مساعدات».
إلى ذلك، أكد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني، أن بلاده عازمة على مواصلة عملية «غصن الزيتون» في سورية حتى تتمكن من القضاء على من اسماهم بـ«الإرهابيين» في منبج والقامشلي وعين العرب، على حد تعبيره.
بدوره، قال نائب رئيس الوزراء التركي، هاكان جاووش أوغلو، أمس، وفق «روسيا اليوم»: إن «القوات التركية لن تبقى في مدينة عفرين، بل ستسلم المنطقة لأصحابها الحقيقيين»، دون توضيح من المقصود بـ«أصحابها الحقيقيين»!.
وتابع: إن تركيا جمعت معظم الأسلحة التي زودت الولايات المتحدة المقاتلين الأكراد بها، بعد أن تركها مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردية وراءهم، عند فرارهم من المدينة.
إلى ذلك، حاول القيادي في ميليشيا «جيش الإسلام»، محمد علوش، في تغريدة على موقع «تويتر» فجر الإثنين التغطية على السلوكيات الإجرامية للميليشيات المسلحة وقال: «ما حدث من نهب وسرقة للممتلكات الخاصة والعامة في عفرين جريمة وسقوط أخلاقي لمن قام به ومعاذ اللـه أن نقبل بالظلم والفساد».
وعلى النحو ذاته سار الرئيس السابق للائتلاف المعارض خالد خوجة وقال في تغريدة على «تويتر»، «هدف غصن الزيتون هو تحرير إخواننا عرباً وكرداً من تسلط وحدات حماية الشعب ودعمهم بتأسيس إدارة مدنية تليق بثورة سورية، لا مكان في الجيش الحر لقطّاع الطرق».
من جانبه، اعتبر القيادي الكردي عبد الباسط سيدا الذي قدم استقالته من الائتلاف، إثر بدء الهجوم التركي على عفرين «تحطيم تمثال كاوا الحداد في عفرين ونحن على أبواب نوروز، ونهب المحلات والبيوت، أخلاقية مكروهة بغيضة لا تؤسس لمشروع وطني بكل السوريين ولكل السوريين».
بدورها، قالت عضو ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية في مدينة عفرين، هيفي مصطفى، وفق وكالة «رويترز»: إن «أكثر من 200 ألف شخص فروا جراء العملية العسكرية بقيادة تركيا يعيشون بلا مأوى في مناطق قريبة ويفتقرون للغذاء والماء».
وأعلن قادة عسكريون أكراد، أمس، وفق ما نقل «اليوم السابع» الإلكتروني المصري، عن صحيفة الغارديان البريطانية، «مقتل امرأة بريطانية تقاتل في الصفوف الكردية ضد القوات التركية في منطقة عفرين شمال سورية».
كما، أعلنت السلطات الأمنية الدنماركية، أمس، وفق تقارير صحفية عن تعرض السفارة التركية فجر أمس، لهجوم بقنابل مولوتوف، وتوقفت حركة القطارات المتجهة لمنطقة هيلروب إلى شمال العاصمة كوبنهاغن إثر هذه العملية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن